أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شفان شيخ علو - الكورد بين القومية والدين














المزيد.....

الكورد بين القومية والدين


شفان شيخ علو

الحوار المتمدن-العدد: 7775 - 2023 / 10 / 25 - 10:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


 شفان شيخ علو
لكل شعب لغة تشير إليه، مثلما أنه يعرّف بنفسه من خلالها طبعاً، وقومية ترسم خصائصه الثقافية، كما تحدد هويته الاجتماعية والسياسية، وتميّزه عن الشعوب الأخرى، وبالتالي، يكون له تاريخ، وفي هذا التاريخ أحداث ووقائع، مناسبات تخص أفراحه وأحزانه.
لكن الذي يعرَف به إلى جانب القومية، وهي حديثة العهد، هو الدين. وقد نجد شعوباً مختلفة، وهي قوميات مختلفة، يجمعها دين واحد، بسبب الظروف التاريخية طبعاً.
وليس هناك شعب إلا وعرف مجموعة أديان عرفها ودخلت حياته في أزمنة تاريخية مختلفة.
هكذا نقرأ تاريخ الأديان في المنطقة. والشعب الكوردي، من بين هذه الشعوب، وقد عرف في تاريخ الطويل أدياناً كثيرة، من الزرادشتية والإيزيدية، وهما ديانتان كورديتان في الأصل، إلى كل من اليهودية والمسيحية والإسلامية.
وإذا كان هناك نسبة كبيرة من الكورد يعرَفون بالإسلام كدين، إلا أن هذا لا يعني أنهم لم يكونوا في نسبة منهم يهوداً ومسيحيين تاريخياً. إن تعرض الكورد للحروب والغزوات يقف وراء هذا التنوع .
في الحالات جميعاً، يبقى الكورد معروفين بأنهم يمثّلون شعباً له تاريخه المختلف، وهويته المختلفة، من خلال قوميته المختلفة التي يعرَف بها كذلك: القومية الكوردية .
وفي عصرنا الحديث، أي منذ أكثر من قرن، يناضل الكورد لتأكيد حقهم في الوجود، رغم تمزقهم بسبب الاستعمار، وتجزئتهم بين أربع دول، دفاعاً عن حقوقهم التاريخية المشروعة في أن يكون لهم كيان سياسي، وهوية قومية ضمن حدود جغرافية، وله علمه..
وإذا أردنا الربط بين الدين والقومية، نجد أن الذين تقاسموا كوردستان والكورد فيما بينهم، يجمعهم دين واحد في الغالبية، لكنهم يمثّلون ثلاث قوميات لا صلة أبداً فيما بينها.
وهم في استبدادهم بالكورد، ومحاولة ربطهم بما هو ديني، من منطلق أنهم أخوة، لكنهم في الوقت نفسه، لا ينسون أبداً، أنهم يشددون على الرابط القومي، وباسمه يحاولون منع الكورد، وبكل الوسائل، في أن يقوّوا ذلك الشعور القومي الذي يوحدهم، واستعمال اللغة العاطفية التي تشدد على مفهوم " الأخوة " لكي يضعِفوا ذلك الشعور القائم على أساس قومي .
من المؤسف جداً أن هناك من الكورد من ينسون تلك الأساليب الماكرة، والوسائل التي لا تخلو من التهديد، تلك التي يعتمد أعداؤهم الذين يحاربونهم في لغتهم، في هويتهم، في عاداتهم وتقاليدهم، وفي تاريخهم وجغرافيتهم، وهم يتعاونون فيما بينهم، لإبقاء الكورد مبعثرين، ومأخوذين بما هو ديني، وليس قومياً، والتاريخ الحديث والمعاصر، لا يخفي أساليب العنف الفظيعة، والدموية، ومنها ما يدخل في إطار المجازر الجماعية، والجينوسايدات، تعبيراً لتلك العنصرية التي تتمثل إبقاء الكورد دون اسمهم، ومن مرتبة أقل اعتباراً إنسانياً، وهذه المصلحة المشتركة، هي التي تدفع بأعدائهم لأن يتعاونوا فيما بينهم، وإقامة تحالفات، وتبادل معلومات لهذا الغرض ضدهم.
ولو أن الكورد انطلقوا من شعور قومي، كما هو حال أعدائهم، ولو بنسبة بسيطة، لعرفوا أنفسهم أكثر، ولربطوا دينهم بقوميتهم، وليس العكس، أي كما يتصرف أعداؤهم، حيث فصّل كلٌّ منهم، دينه، وهو واحد، بحيث يتناسب مع ثقافته، وتاريخه، وعاداته وتقاليده وقوميته تحديداً.
أحرامٌ أن يشدد الكورد على قوميتهم، ودون أن يتخلوا عن دينهم، بالمقابل، كما يتصرف أعداؤهم،حيث يحلل أعداؤهم هؤلاء، كل الأساليب القائمة على العنف والقتل للكورد، وحرمانهم من حقوقهم القومية المشروعة، ومن موقع القوة، وهم يلجأون إلى ضربهم بعضهم ببعض؟
ليس في هذا المطلب ما يهدد أحداً، إلا إذا فضّل مصلحته الشخصية أو الفئوية على مصلحة شعبه القومية والإنسانية المشروعة..!!
إن التركيز على الوعي القومي الكوردي، حق مشروع، وهو المسلك الوحيد الذي يرفع من مكانته، ويمنحه القوة، للنظر إلى الأمام،وقد وحَّد قواه، ومن منطلق قومي منفتح..دون ذلك لا خلاص له من ظلم الأعداء لهم، ومن ظلم بعضهم للبعض الآخر.. !!
 
 



#شفان_شيخ_علو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يثير المشاكل في العراق؟
- المثقف العراقي والإيزيدية
- الغيرة والمحبة
- الحياة بكرامة
- أفكار وأحزان
- العافية في ينابيعنا الصافية
- كتّابنا النشيطون
- أما عن اهلنا الإيزيدية…
- الإيزيدي ظالماً لا مظلوماً
- مع أخوتنا الكرد الفيليين
- أحداث سنجار وشماعة مسجد الرحمن
- من يفهم شرَّ الإيزيدي ؟
-  ضحايا الأنفال في القلوب
- الكوتا الإيزيدية وأهل الحل والعقد في البلاد!!!
- الإيزيدية باقية - نداء، نداء -
- نوروزنا الكوردي
- وكيف لا نتذكر مجزرة حلبجة؟
- تقنين فدائي صدام…وخوفنا المشروع
- حكومة الاقليم…وحرية الافراد والمعتقدات
- المجرم حتى العظم: الفريق عمر وهبي باشا


المزيد.....




- تحليل CNN.. خريطة تُظهر شكل التوغل الأوكراني في الأراضي الرو ...
- لكمه وضربه بكوعه على رأسه مرارًا.. فيديو يظهر اعتداء ضابط عل ...
- بعد الفضيحة.. ألمانيا تسحب تكريم ذكرى الضباط السابقين في -ال ...
- بولندا: القبض على شخص خطط لتنفيذ أعمال تخريبية
- وزير إسرائيلي: نتنياهو كان يعلم بما سأقوم به (صورة)
- هوكشتين يعتبر أنه بإمكان إسرائيل و-حزب الله- تجنب الحرب
- محادثات في سويسرا بشأن وقف إطلاق النار في السودان
- أولمبياد باريس 2024..حدث رياضي تاريخي ببصمة عربية
- تركيا تعتزم إدخال نظام بصمات الأصابع للأجانب على الحدود
- مصر.. عملية نادرة لفصل توأم ملتصق بطريقة غريبة


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شفان شيخ علو - الكورد بين القومية والدين