أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام علي - السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 13














المزيد.....


السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 13


حسام علي

الحوار المتمدن-العدد: 7775 - 2023 / 10 / 25 - 00:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


علاقة فرنسا بالنظام العفلقي في العراق..
لقد كان وصول حزب البعث العفلقي الى السلطة في العراق، بداية مرحلة جديدة، سواء بالنسبة للشعب العراقي أو بالنسبة لمصالح الاستكبار العالمي، حيث برزت القدرات الدموية لهذا الحزب ونظامه، ونزعاته التدميرية، إضافة الى أن العراق قد أصبح سوقا رائجة وساحة مفتوحة مهمة للاستكبار العالمي بشكل عام والفرنسي بشكل خاص.
ومهما قيل من آراء واستنتاجات حول علاقة النظام البعثي في بغداد بهذا الاستكبار أو ذاك، يمينا أو يسارا، فأنها جميعا تلتقي عند نقطة استراتيجية لا يشك فيها اثنان، ألا وهي: إن العلاقات بين النظام العراقي والاستكبار الفرنسي كانت علاقات ذات طابع خاص واتصفت بالامتداد، فمنذ اعتلاء البعثيين عرش العراق عام 1968 وحتى يوم سقوط بغداد، المؤلم، نجد أن هناك خطا بيانيا كان متصاعدا وهو يشير الى تزايد نفوذ الاستكبار الفرنسي، وهيمنته على الوضع السياسي والاقتصادي وبالتالي كان يشكل قوة نفوذ واضحة على الشعب العراقي قد تجاوز في أهدافه وتأثيراته العلاقات الطارئة، وليست باعتبارها نوع من العلاقات الاقتصادية أو السياسية العادية، بل قد عكست طابعا مميزا بالشمولية والاتساع وكانت تشبه الى حد كبير وجود الاستكبار الفرنسي في كل من تشاد او لبنان، فالعراق كان يمثل موقع متقدم لفرنسا، وهذا يفسره إصرار الاستكبار الفرنسي على الوقوف الى جانب النظام العفلقي اقتصاديا وسياسيا وتسليحيا وإعلاميا.
إن علاقة الاستكبار الفرنسي بحزب البعث ونظامه السياسي في العراق، لم تكن حدثا منعزلا عن جذوره الفكرية والتاريخية، وليست وضعا مفاجئا طرأ على الساحة بين عشية وضحاها، بل كانت نتيجة منطقية لمقدمات عديدة، من أبرزها وجود حزب البعث ذاته على رأس السلطة، متمثلا بقيادته العفلقية وبتعاون عناصر عراقية معروفة الجذور والنوازع، إضافة الى طبيعة توجهات وأهداف هذا الاستكبار تجاه العراق.
يؤكد مؤرخو حزب البعث بأن أفكار ونواة عمله الأولى ترجع الى عام 1920م، وهم بذلك يقصدون "اللجان العربية" و "عصبة العمل القومي" و "حركة البعث العربي"، التي أسسها سياسيا وفكريا، زكي الأرسوزي. وهذه الحركات بالتأكيد ليست مقصودة هنا، وإن كانت هي جزء منها، فحزب البعث الذي نقصده بتوجهاته السياسية والفكرية التي بدأت وتبلورت على يد شخصيتين مهمتين، هما: ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار، يشاركهم فيها بالمرتبة الثانية جلال السيد، ثم بعد ذلك نظامهم السياسي في العراق، بعد استيلائهم على السلطة في انقلاب 17 تموز عام 1968م.
وهؤلاء جميعا عاشوا وتتلمذوا تحت إشراف فرنسا وخلال فترة الانتداب، فجلال السيد كان عضوا بارزا في عصبة العمل القومي، وقد نقل صورة واضحة عن أفكار وسلوك العصبة، وأكد في كتابه "حزب البعث العربي" عن العلاقة الوثيقة بين عصبة العمل القومي وحزب البعث وأسباب نشوء حزب البعث وتأسيسه.
أما الشخصية الثانية في الحزب، والتي شاركت ميشيل عفلق بدرحة كبيرة في تأسيس الحزب فهو صلاح الدين البيطار، صديق عفلق وزميله في الدراسة عندما كانا في فرنسا. كما أن البيطار ينحدر من عائلة دمشقية متوسطة الحال، لذا فهو قد تأثر تأثرا شديدا بميشيل عفلق وأفكاره. وعندما ترك هذا الرجل الحزب وترك العمل في صفوف البعثيين، آثر أن يرجع الى فرنسا، لذلك تم اغتياله بطريقة غامضة وقتذاك.
لكن الشخصية المهمة والأساسية في تأسيس حزب البعث، كانت تتمثل بميشيل عفلق ذاته، وهو أيضا كان ينحدر من عائلة دمشقية، نصرانية، والذي درس في فرنسا في تلك الحقبة التي كانت فيها فرنسا تشجع الطلبة الشاميين على الالتحاق بها على أساس ثقافي، لتهئ الأجواء فيما بعد للانضمام إليها.
لذلك برز تأثر ميشيل عفلق بأفكار معادية للشرق وللعرب وللإسلام بشكل خاص. وقد نقل عن الفرنسيين ميولهم القومية والعلمانية، أما عن الصليبيين فقد نقل عنهم الأحاسيس الانجيلية بمعاداة الاسلام، أما عداؤه للشيوعية والفكر الماركسي، فيرجع الى سببين:
السبب الأول: تربيته النصرانية التي نلمسها في كتاباته.
السبب الثاني: تأثره بالفكر القومي الفرنسي والألماني.
وما حصل عليه من تربية فكرية وثقافية، قد أعادت بناءه النفسي بشكل نهائي، فصارت شخصية عفلق شخصية سميت بالزئبقية المترددة، رغم أنها لم تكن لتتجاوز مطلقا دائرة الاستكبار الغربي بشكل عام والفرنسي بشكل خاص.
وللحديث بقية....
// السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط، من إصدارات المركز الاسلامي للأبحاث السياسية/1986م



#حسام_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 12
- السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 11
- السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 10
- السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 9
- السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 8
- السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 7
- السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 6
- السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 5
- السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 4
- السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 3
- السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 2
- السياسة الفرنسية في الشرق الاوسط /1
- تظاهرات بعثرت أوراق !!
- أساليب التعبير القرآني في مواجهة السنن الجاهلية -3
- أساليب التعبير القرآني في مواجهة السنن الجاهلية -2
- أساليب التعبير القرآني في مواجهة السنن الجاهلية -1
- نفي الشيخ مهدي الخالصي
- دولة قطر.. والمونديال الأشم
- يمكن للحيوان أن يثبت حيوانيته، لكن هل يمكن لكل إنسان أن يثبت ...
- صناعة الفقراء !!


المزيد.....




- شهقات.. تسجيل آخر محادثة قبل لحظات من اصطدام طائرة الركاب با ...
- متسلق جبال يستكشف -جزيرة الكنز- في السعودية من منظور فريد من ...
- المهاتما غاندي: قصة الرجل الذي قال -إن العين بالعين لن تؤدي ...
- الهند وكارثة الغطس المقدس: 30 قتيلا على الأقل في دافع في مهر ...
- اتصالات اللحظات الأخيرة تكشف مكمن الخطأ في حادث اصطدام مروحي ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يشكر نظيره الأمريكي على رفع الحظر عن ...
- -روستيخ- الروسية تطلق جهازا محمولا للتنفس الاصطناعي
- الملك الذي فقد رأسه: -أنتم جلادون ولستم قضاة-!
- زلزال بقوة 5.8 درجة يضرب ألاسكا
- سماعات الواقع الافتراضي في مترو الأنفاق تفتح أفقا جديدا في ع ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام علي - السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 13