إلياس شتواني
باحث وشاعر
الحوار المتمدن-العدد: 7774 - 2023 / 10 / 24 - 20:45
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يعتبر فيلون أهم ممثل للفلسفة اليهودية-الإغريقية. هو يهودي ولد حوالي 25 ق. م، عاش في الإسكندرية و توفي سنة 50 بعد الميلاد. بنى فيلون نظامه الفلسفي جامعا بين المفاهيم الإغريقية و العقيدة اليهودية. و قد تأثر بشكل خاص بأفكار أفلاطون و فيثاغورات و الرواقيين.
كان إهتمام فيلون منصبا على مفهوم واحد و هو الله. و هو أول من صاغ دور الفلسفة كمعرفة يقينية بالله. أصبحت الروح مع فيلون أكثر واقعية من المادة، و الله أكثر واقعية من المخلوقات. كل المخلوقات تأتي من الله و المادة تأتي من الروح، أي أن كل الأشياء الناقصة تأتي من الأشياء الكاملة. و هكذا تشكلت واحدية فيلون مخالفة النظرة الثنائية التي كانت سائدة قبل عصره.
الميتافيزياء الإسكندرانية
كان فيلون و فلاسفة عصره يرون مسافة كبيرة بين الله و العالم المادي بحيث يربط بينهما نوع من التدرج (Gradualism). هنا أبرز المفاهيم التي شكلت هذا التصور:
1. كان الله هو نقطة البداية للنظام الطبيعي. فمفهوم الوجود المطلق و الخالد للإغريق تناسب مع المفهوم اليهودي لله الواحد. فهذه الخواص اعتبرت صفاتا ملازمة لله.عدا ذلك، كان الله بالنسبة لفيلون شخصا، فهو رحيم و عظيم و عالم بكل شيء. كان أيضا غامضا لا يمكن رصده أو الوصول إليه. هذا الإله كوني و إيبستمولوجي. فهو خارج عن نطاق العالم، لا يرتبط بأي شيء و لا أي كائن.
2. المادة هي بلا شكل و لا وزن و لا روح و ليست لها أي خواص معينة. المادة خالدة لم يخلقها الله. الوسيط بين الله و المادة هو العقل (لوجوس).
3. العقل هو ما يربط الله بالعالم المادي. هذه الحلقة هي الأفكار و الصور المثالية عن الوجود.
4. لا توجد أفكار بشكل حر أو مستقل و إنما توجد في الله.
5. الأفكار عبارة عن قوة إلهية تتحول إلى عمل. فالقوة الإلهية تنتقل إلى العالم و تقوم بتشكيله.
6. الله هو خالق العقل و لكن العقل هو الذي خلق العالم و هو الذي شكل العالم من المادة.
كان فيلون يرى أن الروح الإنسانية هي مكان لإلتقاء العالم المادي و الإلهي، فالجانب الحسي من الروح مادي محض أما العقل فهو نتاج التأثير الإلهي. الفكر و العقل و الحواس هم أعلى مرتبة للحس و أقرب إلى معرفة الله، أما العقل فهو الذكاء و هو أقل مرتبة من الفكر و هو يعتمد على المعطيات الحسية. يجب على الإنسان، في نظر فيلون، أن "يصعد" إلى الله كهدف إنساني أقصى و أشم. لا يتحقق هذا الهدف إلى عن طريق الجزء الإلهي من الروح أي عن طريق الفكر. و يتم ذلك عن طريق تحرير الفكر من الحسية و المادية. هذا الإرتباط بالله لا يحصل إلى عن طريق الكتاب المقدس كمصدر وحيد للحقيقة. هنا تتضح لنا فلسفة فيلون الدينية و الغيبية، دورها الوحيد هو معرفة الله و مرجعها الوحيد هو الكتاب المقدس.
#إلياس_شتواني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟