أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد المجيد راشد - مشاهد عن - أمل - يشبهنا و نشبهه














المزيد.....


مشاهد عن - أمل - يشبهنا و نشبهه


عبد المجيد راشد

الحوار المتمدن-العدد: 1734 - 2006 / 11 / 14 - 08:45
المحور: الادب والفن
    


مشهد أول :
**************
الزمان : 6يناير 1986
المكان : ساحة البدراوى بجامعة المنصورة

الحدث : إعتصام حتى ساعات متأخرة من الليل للإفراج عن زملائنا المعتقلين دفاعا عن سليمان خاطر

فى جمع الطلاب الحاشد المهيب نلتف جميعا على شعار واحد " مكتوب على قلوبنا .. سليمان خاطر محبوبنا ، مكتوب على إدينا .. سليمان جوه عنينا " ، يخرج أحدنا ليغنى " إزرع كل الأرض مقاومة " و يغنى الثانى " يا شعب يا معلم .. يا صابر إتكلم " ، و يغنى الثالث " منتصب القامة أمشى .. مرفوع الهامة أمشى ،فى كفى قصفة زيتون .. و على كتفى نعشى " ، و يغنى الرابع " كل ما تهل البشاير من يناير كل عام " ، و يغنى الخامس " كل حى فى مصر يسمع النفير زى الآدان .. كل أرض وكل مصنع .. كل قلب يدق يجمع .. فى الميدان " ، و بعد الغناء يخرج أحدنا ليلقى أشعارا بدأها ب " لاتصالح و لو منحوك الذهب .. أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما هل ترى ؟ .. هى أشياء لا تشترى " .. كانت المرة الأولى التى تسربت إلى أذناى كلمات أمل دنقل الخالدة " لا تصالح " .. سرت الكلمات فى خيوط الروح لتستقر فى سويداء القلب معلنة بكل ما حملته من قوة المعنى و صلابة الموقف وو ضوح الرؤية أنها هنا باقية مابقى الدم يسرى فى العروق و صامدة حتى النفس الأخير و لن تغادر قلبى المجروح مهما تغيرت الأحوال و تداولت الأيام .
بعدها .. كانت رحلة البحث عن أمل دنقل هى ذاتها رحلة البحث دون توقف عن المعنى و الموقف و الرؤية و الصلابة و الجسارة و الإقتحام .
خط مستقيم جمع من إعتصموا بمن غنوا لهم و ألقوا أشعارهم ، هؤلاء هم من قالوا " لا " فى و جه من قالوا " نعم " ، " من علموا الإنسان تمزيق العدم " .
وهنا بالذات تكمن قيمة جوهرية فى أمل دنقل بتحديده الخط الفاصل بين الموقف الحاسم و المراوغة المستترة .. " أيها السادة لم يبق إختيار .. سقط المهر من الإعياء ، و انحلت سيور العربة .. ضاقت الدائرة السوداء حول الرقبة .. صدرنا يلمسه السيف ، و فى الظهر : الجدار " .. " لا تسألنى إن كان القرآن .. مخلوقا أو أزلى .. بل سلنى إن كان السلطان .. لصا .. أو نصف نبى
. "
مشهد ثان :

***********
الزمان : ديسمبر 1987
المكان : نفس المكان السابق
الحدث : أنتفاضة أطفال الحجارة
إشتعلت إ نتفاضة الحجارة لتعلن للعالم أجمع أن صراعنا مع العدو الصهيونى صراع وجود و ليس صراع حدود ، فأستجابت قوى الأمة الحية للنداء ، وشرعنا فى التضامن بالتظاهرات و المؤتمرات و البيانات ، ويطل أمل دنقل علينا ، يشاركنا الفعل فنعنون بياننا " أيها الواقفون على حافة المذبحة .. اشهروا السلحة " .. و يأبى أمل الا أن يشاركنا معارضنا التى إنتزعناها عنوة و بالقوة المستندة على حقنا كطلاب فى ممارسة العمل السياسى من إدارة الجامعة المأتمرة بأوامر أمن الدولة .. و نكتب على أوراقنا " نحن جيل الألم .. لم نر القدس إلا تصاوير .. لم نتكلم سوى لغة العرب الفاتحين .. لم نتسلم سوى راية العرب النازحين ، و لم نتعلم سوى أن هذا الرصاص مفاتيح باب فلسطين .. فاشهد لنا يا قلم .. أننا لم ننم .. أننا لم نقف بين " لا " و " نعم " ... " .
فى هذا المشهد بالذات ، تعمق لدينا الاحساس بأن أمل دنقل يشبهنا و نشبهه ، لم تعد العلاقة الخاصة مع أشعار أمل دنقل مجرد عشق للكلمات و الإستئناس بها فى وهدة الليل وسواد الأيام و بؤس الحال ، ولكنها تحولت الى طلقات فى وجة النظام المنبطح ، المستسلم ، الخائن . و تحولت الأعمال الكاملة لأمل دنقل ألى طليعة الأعمال المدرجة فى برامج تثقيف " إتحاد أندية الفكر الناصرى بجامعات مصر.
" .
مشهد ثالث :
*************
الزمان : تواريخ بلا حصر
المكان : كل شبر من المحيط الى الخليج
الحدث : أمة تبحث عن ذاتها
فى أوقات الجذر يطل علينا وجه أمل الجنوبى الصلب ليبث فى روحنا ما تيسر من سورة المقاومة .. و نردد معه " أه .. ما أقسى الجدار .. عندما ينهض فى وجه الشروق ! .. ربما ننفق كل العمر كى ننقب ثغرة .. ليمر النور للأجيال .. مرة ! "
و فى خضم المعارك التى نخوضها و إشتداد الهجمات المضادة علينا من كل ناحية و صوب يأبى أمل إلا أن يطل بوجهه النبى لنردد معه :
أذكرينى !
فقد لوثتنى العناوين فى الصحف الخائنة !
لونتنى .. لأنى منذ الهزيمة لا لون لى
( غير لون الضياع )
( قبلها ، كنت أقرأ فى صفحة الرمل
و الرمل أصبح كالعملة الصعبة ،
الرمل أصبح أبسطة .. تحت أقدام جيش الدفاع )
فاذكرينى ، كما تذكرين المهرب .. و المطرب العاطفى .. وكاب العقيد ..
و زينة رأس السنة
أذكرينى إذا نسيتنى شهود العيان
و مضبطة البرلمان
و قائمة التهم المعلنة
و الوداع !
الوداع !



#عبد_المجيد_راشد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخصخصة إختراق للأمن القومى و سيطرة للأجانب على الاقتصاد
- ثورة 23 يوليو و النهضة الثانية لمصر فى العصر الحديث
- خلفاء محمد على - الجزء الثانى-
- خلفاء محمد على - الجزء الأول -
- تجربة محمد على فى بناء الاقتصاد المصرى
- .. العولمة : تاريخ المصطلح و مفهومه
- النهب المنظم لمصر - نموذج الخصخصة -
- علاقة سياسة الاصلاح الاقتصادى بنظام العولمة ..
- كارثة البطالة هدية مبارك و نظامه لشعب مصر
- وقائع إغتيال الجنيه المصرى
- سيناريو دولة الإخوان المسلمين ..
- الحركة الممكنة .. الحركة المستحيلة
- آليات نظام العولمة ..
- فخ التبعية - مصر و صندوق النقد الدولى- .. دراسة


المزيد.....




- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...
- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...
- تعرّف على ثقافة الصوم لدى بعض أديان الشرق الأوسط وحضاراته


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد المجيد راشد - مشاهد عن - أمل - يشبهنا و نشبهه