|
ماذا بعد هزيمة اسرائيل في السابع من اكتوبر المجيد 2023
خالد الحلو
الحوار المتمدن-العدد: 7765 - 2023 / 10 / 15 - 09:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد كان يوم السبت الموافق السابع من اكتوبر يوما فاصلا بين مرحلتين من الصراع بين الفلسطينيين واسرائيل، حيث ان المرحلة السابقة لهذا التاريخ كان الفلسطينيين في حالة دفاع دائم عن النفس ورد فعل متواصل من قبل الفلسطينيين امام حالة التغول الصهيوني فوق كل اراضي فلسطين التاريخية القدس وغزة والضفة الغربية ومناطق 48، لقد سجلت حركة حماس والمقاومة الاسلامية الفلسطينية في غزة صبيحة السابع من اكتوبر هجمة غير مسبوقة على تحصينات الجيش الاسرائيلي ومستوطناته في غلاف قطاع غزة ذلك الجيش الذي يوصف بكونه الجيش الذي لا يقهر والتي ادت الى قتل واسر عدد غير مسبوق من الجنود والمستوطنين والى كسر هيبة هذا الجيش الذى انهارت تحصيناته ومعسكراته التحصين تلو التحصين والمعسكر تلو المعسكر والمستوطنة تلو المستوطنة خلال ساعات وامتد قتال المقاومة داخل تلك المعسكرات والمستوطنات عدة ايام، تلك العمليات التي اثبتت فشلا ذريعا لاجهزته الامنية والاستخبارية، وادخلت الجيش والاجهزة الامنية والمستوى السياسي والشعبي في اسرائيل بصدمة هائلة لم يستفيقوا منها رغم مرور اسبوع على تلك الاحداث الضخمة والمفاجئة والغير متوقعة. وعلى اثر ذلك وتحت هول الصدمة وتنامي روح الانتقام والثأر لهذه الخسائر الهائلة والشعور بالاهانة والهزيمة النكراء بسبب تلك الاحداث بدأت اسرائيل بحملة جوية كبيرة على قطاع غزة طالت المدنيين العزل ودمرت آلاف الشقق ومئات البنايات ودمرت احياء بكاملها ومسحت عائلات بكاملها من السجل المدني في حملة عسكرية غير مسبوقة رافقها تشكيل حكومة حرب من إتلاف بين الحكومة المتطرفة الحالية واطراف من المعارضة واعلان حالة الحرب واستدعاء الاحتياط وحشد ما يقارب الثلاثمية وخمسون الف جندي جلهم على حدود قطاع غزة وآخرون على الحدود الشمالية وتحديدا المحاذية للبنان، وذلك كله تم بعد ان هرعت الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا لاعلان الدعم المطلق لاسرائيل والاصطفاف ورائها سياسيا وعسكريا وفي المحافل الدولية وترجمت ذلك باتصالات هاتفية بين رؤساء تلك الدول ونتنياهو وعبر زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة ووزير دفاعها لاسرائيل وارسال حاملة الطائرات الى المياه شرق المتوسط واستدعاء حاملة طائرات اخرى واعلان امريكي بان ارسال حاملات الطائرات جاء بهدف منع جهات اخرى يقصد فيها حزب الله وايران من فتح جبهة جديدة من الشمال الفلسطيني، الى جانب المشاركة في حملة تضليل واكاذيب عن افعال للمقاومة لم تقع على الاطلاق، وبدى واضحا من قطع الماء والكهرباء والمواد الغذائية والقصف العنيف الذي يمسح احياء برمتها عن خريطة القطاع وقتل مئات المدنيين يومياً جلهم من الاطفال والنساء الذي يتعرض له القطاع ان القيادة الاسرائيلية المدعومة بشكل مطلق من حلفائها الامريكيون والاوروبيون قد شجعهم لخوض معركة ابادة للشعب الفلسطيني وتهجيره الى سيناء، واعادة رسم خريطة المنطقة كما ورد على لسان رئيس وزراء اسرائل نتنياهو والتي تسعى لانهاء القضية الفلسطينية بشكل كامل. على اثر هذه الاحداث الجلل فان من الواضح ان اسرائيل باتت مجبرة على الدخول في حالة حرب شاملة مع قطاع غزة بما فيها الدخول البري للقطاع حيث انه دون تلك الخطوة لن يتمكن المستوى السياسي من اعلان نصر يطمئن المواطن الاسرائيلي على مستقبله ومستقبل هذا الكيان وسيكون المشروع الصهيوني برمتة معرضا لمخاطر عظيمة اهمها فتح الباب لهجرة ملايين اليهود من فلسطين الى خارجها بعد فقدانهم الامن وفقدان الثقة بدولتهم وجيشهم، هذا الامر سيجبر المستوى السياسي والعسكري لخوض غمار معركة خطيرة هدفها السيطرة على قطاع غزة وتصفية المقاومة بل وتهجير اكبر قدر من سكان القطاع واذا ما نجحوا في ذلك فستترك الضفة الغربية والقدس للمستوطنين المتطرفين للقيام بمهمة تفريغها من الفلسطينيين واجبارهم على النزوح للاردن وهذا هو المقصود بحملات قيادة اليمين المتطرف لتسليح المستوطنين خلال الايام الاخيرة، وبالتاكيد فان حجم الصدمة التي تعرضت لها اسرائيل قد افقدها القدرة على اجراء حسابات دقيقة لما قد تتمخض عنه معركة اقتحام قطاع غزة حيث ان المفاجئة الثانية ستقع خلال تلك المعارك التى ستدفع فيها اسرائيل ثمنا باهظاً سينهى والى الابد هيبة هذا الكيان وجيشه الاقرب في تشكيله لجيش المرتزقة منه لجيش وطني والذي سيهزم لا محالة امام مقاتلين باتوا كمقاتلي طارق بن زياد الذي احرق السفن فاصبح البحر من ورائهم والعدو من امامهم وان ليس امامهم الا النصر او الشهادة فمقاتلي المقاومة الاسلامية والوطنية الذين تمتلئ صدورهم بالايمان والثقة بنصر الله سيكون باسهم شديدا وسيحدث زلزالا جديداً في اركان الجيش الاسرائيلي بقتل واسر المئات ان لم يكن الآلاف منهم خصيصا بعد ان فقد ويفقد عدد كبير من المقاتلين ابناءهم وعائلاتهم واهاليهم من قبل جحيم الطيران الصهيو أمريكي، طبعا لا انسى هنا ان الشعب الفلسطيني وتحديداً اهل قطاع غزة سيقدم ثمنا باهظاً من معاناة وارواح ودماء المدنيين المرشحين لدفع ذلك الثمن الباهظ، وهذا بدورة سيكون وصمة عار لهذا الكيان ومن يساندوه امام شعوب العالم كافة التي بات من الصعب اخفاء الحقيقة عنها واخفاء مشاهد جثث الاطفال والنساء المحروقة او المدفونة تحت انقاض منازلهم المدمرة من قبل الة القمع الصهيو أميريكي، اما بالنسبة لدور محور المقاومة وعل رأسه حزب الله فمن الواضح ان قرار مشاركة حزب الله في المعركة مرهون بموافقة طهران على ذلك والتي تتعرض لضغوطات وتهديد من طرف الولايات المتحدة الى جانب احتمال تعرضها لاغراءات رفع الحصار الجزئي عنها وغض البصر عن برنامجها النووي والاقرار لها بدور اقليمي في المنطقة، وهذا ما قد تفاوض عليه الولايات المتحدة من اجل ابقاء حزب الله خارج المعركة وتقدم بعض التسهيلات لارضاء ايران، الا ان حزب الله يعلم جيدا ان بقاءه خارج المعركة تحديدا في حال دخول اسرائيل المعركة البرية ضد قطاع غزة وتعرض عشرات آلاف الفلسطينيين للقتل والتهجير والتدمير وما يعنيه من استئصال للقضية الفلسطينية سيعنى نهاية مشروع محور المقاومة ونهاية المد الشيعي في المنطقة وسيعني فقدان الحزب لكل من يسانده في عالم السنة تحت مبررات قيادته لمحور الممانعة والمقاومة وبالتالي نهاية مستقبل الحزب السياسي والمذهبي وانهيار محور الممانعة داخل المنطقة العربية، وامام هذه التجاذبات الهائلة سيناور الحزب على دورة بمعركة محدودة مع اسرائيل الى ان يبدأ الاجتياح البري لقطاع غزة وليبدأ تعرض آلاف المدنيين للقتل يوميا وتهجير مئات الآلاف من قبل آلة البطش الصهيو أمريكية عندها ستضيق المناورة وسيضطر حزب الله اما الدخول في الحرب بكل امكانياته وبالتالي تعريض الكيان الصهيوني لحرب شاملة ستحرق نصف اسرائيل وستضر سوريا والعراق ويحتمل ايران للدخول مباشرة في هذه الحرب عدى عن دخول العديد من الساحات العربية في حالة فوضى واحتجاجات قد تصل لدرجة اسقاط بعض الانظمة العربية الموالية للولايات المتحدة واسرائيل، او سيقف حزب الله بناء على تعليمات تاتي من ايران بعيدا عن الحرب سوى المناورة المحدودة التي لن تقنع احداً بان حزب الله جزء من مشروع الدفاع عن الامة وسيصبح مماثلا في نظر كل احرار العالم العربي والاسلامي والعالمي جزءا من النظام العربي والاسلامي الموالي للمشاريع الغربية والمتآمر معها، وانا هنا اؤكد ان دخول حزب الله هذه المعركة سواء مضطرا او باتفاق مسبق بين قوى الممانعة للحفاظ على مشروعيته سيكون ايذانا باشتراكه بمعركة كبرى ستنهي مشروعية استمرار وبقاء الكيان الصهيوني ولن يبقى بالكيان الصهيوني بعد تلك المعركة سوى مجموعات متطرفة ومجنونة ستقود هذا الكيان المتهالك والمهزوم خلال سنوات قليلة قادمة لمعركة النهاية ذلك ان انتصار المقاومة سيكون ايذانا بصحوة عربية اسلامية ستجتاح موجاتها ما تبقى من النظام العربي الفاسد والتابع للولايات المتحدة ولاسرائيل وستمهد الارضية لمعركة نهاية اسرائيل كليا من ارض فلسطين ارض الاسراء والمعراج بمشاركة الجماهير العربية والاسلامية الهادرة.
#خالد_الحلو (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ليبيا بين الثورة والتدخل الاجنبي
-
مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية والثورة
-
فتنة أو فوضى خلاّقة أم ثورات خلاّقة
المزيد.....
-
استمع إلى ما قاله بايدن في أول تصريحات علنية له منذ ترك منصب
...
-
شاهد.. متظاهرون يتعرضون للصعق أثناء جلسة حوارية للنائب مارغو
...
-
الرئيس الإيطالي يخضع لعملية جراحية
-
هل تعرقل قرارات ترامب خطة مكافحة تغير المناخ العالمية؟
-
المساعدات تنفد في غزة وسط حصار مطبق وأزمة إنسانية متفاقمة
-
فرنسا والجزائر.. علاقة يحكمها التوتر والأزمات المتلاحقة
-
مفتاح جديد للسيطرة على ضغط الدم المرتفع
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مهاجمته بنية تحتية تابعة لـ-حزب الله-
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على المساعد الأبرز لقائد لواء غ
...
-
الدفاعات الروسية تسقط 26 مسيرة أوكرانية غربي البلاد
المزيد.....
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
المزيد.....
|