أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين علاك الاسفي - حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (13)















المزيد.....

حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (13)


نورالدين علاك الاسفي

الحوار المتمدن-العدد: 7765 - 2023 / 10 / 15 - 01:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


13. راقبوا بهدوء.. و انتظروا الفرصة المناسبة.

العقوبات سارية؛ الاقتصادات من الموارد عارية و التهديدات الإلكترونية قارية.
لم كل شيء بات في حكم التسليح؟
شي؛ زعيم الصين يجيب على جهة التقرير باتخاذ ما يجري قرينة. و العلة؛ لا يمكن ضمان الأمن بالتحالفات أو المؤسسات العديدة الأطراف.
يونغدينغ؛ الاقتصادي الصيني المؤثر؛ ومن واقع خبرة تأخذ إليها بخيوط اللعبة، صاغ لبكين نظرية الدوران المزدوج بمفهومين جديدين:" العجلة الاحتياطية "و"قفل الجسم".
"العجلة الاحتياطية"بموجبها، الصين في لازم توفرها على بدائل جاهزة إذا فقدت الوصول إلى الموارد الطبيعية والمكونات والتقنيات الحيوية. الفكرة رد على الاستخدام المتزايد للعقوبات الغربية، و هو جدل في حدة تزداد بين الصين وأمريكا على ماجريات من يحسم سباق الرقائق الإلكترونية.
"قفل الجسم" استعارة للمصارعة. بمقتضاه بكين في لازب جعلها الشركات الغربية تعتمد على الصين، الانفصال منه في حكم الشد و الربط لا انفصام له. و هو علة تنهض بالعمل على ربط أكبر عدد ممكن من البلدان بالقواعد و المعايير الصينية.
الحكومة الصينية بإقرارها تبني هذا النهج؛ تعمل على حماية نفسها من أي محاولات لعزلها؛ بالقيام باستثمارات هائلة في التقنيات الحيوية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات. حالما حدوث صراع مرتقب. يخرج عن السيطرة.
فمن وحي واقع ما بعد الحرب الروسية الأوكرانية، بكين ترغم نفسها على محاولة استغلال المشهد الجيوسياسي الجديد للحد من اعتماد الاقتصاد العالمي على الاقتصاديات الغربية والنظام المالي الذي تقوده الولايات المتحدة.
الحزب الشيوعي الصيني؛ بأدبياته الثورية، يشجع على التحول في الداخل من النمو القائم على التصدير إلى النمو المدفوع بالطلب المحلي؛ كما يروج لليوان كبديل للدولار.
الروس؛ وبناء على ما استجد من الغرب حيالهم، يقومون بزيادة احتياطياتهم من اليوان، ولم تعد موسكو تستخدم الدولار عند التداول مع الصين.
منظمة شنغهاي للتعاون؛ زادت من وثيرة هذا الزحف.فقد وافقت مؤخرا على استخدام العملات الوطنية، بديلا عن الدولار للتجارة بين الدول الأعضاء فيها.
هذه التطورات محدودة، برغمها؛ جعلت القادة الصينيين يوطنون حذرا مشوبا بأمل؛ فتسليح النظام المالي الأمريكي والعقوبات الضخمة ضد روسيا من شأنها أن تفضي إلى مزيد الفوضى وزيادة استعداد الدول الأخرى للتحوط من هيمنة الدولار.
نهج بكين من الدقة يقارع الرجحان؛ الظرف الحالي يختلف عن حقبة الحرب الباردة.الأيديولوجيات اليوم واهنة بكثير. بعد زخم جاب الآفاق، قدمت فيه كلا من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي رؤى متفائلة ومقنعة للمستقبل جذبت النخب والعمال على سعة المعمور.
الصين المعاصرة ليس لديها مثل هذه الرسالة، والولايات المتحدة تتخبط في وحل التقليدانية الحارقة للنخب. فالرؤى الديمقراطية الليبرالية تضاءلت بشكل كبير غب حرب العراق، والأزمة المالية العالمية لعام 2008، لتنتهي بشعبوية رئاسة دونالد ترامب.
الصين؛ من جهتها لا تراهن على تقديم أيديولوجيات بشكل صارخ و على خلاف، مما يبقيها ظرفا بمحاذاة الولايات المتحدة بشكل متزايد؛ بدون رسائل أيديولوجية تقطع بالتوجه المرغوب؛ و الانخراط في إنشاء تحالفات دولية.
الولايات المتحدة؛ و برهان حصر سيرورة الزمن بدون طفرة؛ تعتقد أن التاريخ يعيد نفسه؛ تجعل صناع السياسة بها على صلة ببعث الإستراتيجية التي نجحت ضد الاتحاد السوفيتي. غاضين الطرف عن روسيا الوريثة؛ و قد ركبت استرجاع الأمجاد.
و من واقع جديد يزيد في تقسيم العالم وحشد الحلفاء. بكين لا تراهن عليه كثيرا، و غدت لها رؤية سياسية تتناسب رهانا راكنا إلى يقين. إن العالم يدخل حقبة يتفوق فيها الانتصار إلى الهويات السيادية والتعدد القطبي على الصراع الأيديولوجي.
من محطات التاريخ، عمل الغرب على جعل الصين تقبل قواعده. والآن، الصين مصممة على جعل الآخرين يرضخون لمعاييرها، فقد استثمرت بكثافة في تعزيز صوتها في مختلف الهيئات الدولية لوضع المعايير. كما تستخدم بكين أيضا مبادراتها للتنمية العالمية ومبادرات الحزام والطريق لتصدير نموذجها لرأسمالية الدولة المدعومة والمعايير الصينية إلى أكبر عدد ممكن من البلدان.
كان هدف الصين في يوم من الأيام هو الاندماج في السوق العالمية، و هذا ما سعت إليه بأقدام تابثة لتكرس سالف ديدنها الموروث.
اسبينوزا؛ برجاحة عقل ناقد؛ سجل ذات عهد على وجه التقرير: "صحيح أنهم {= الصينيون} لم يبقوا على إمبراطوريتهم دون فترات انقطاع، و لكنهم كانوا دائما يعيدون بناءها عندما تنهار، و سيقيمونها من جديد حتما.." (اسبينوزا؛ رسالة في اللاهوت و السياسة. ص182).
و لهذه الرؤية دوي ما يزال رجعه إلى يومنا يردد ما جاء كعنوان لكتاب الان بيريفيت/ Alain Peyrefitte: عندما تستيقظ الصين. العالم سيرج Quand la Chine s éveillera… le monde tremblera. Fayard.1973
بريجنسكي بخبرته لم يترك نصيبه: "إن قادة الصين ظلوا متحلين بحكمة التحفظ و الامتناع عن إطلاق أي دعاوي مكشوفة فيما يخص قيادة كوكب الأرض. عموما، ما زالوا مسترشدين بشعار دنغ هسياو بينغ الشهير:" راقبوا بهدوء؛ أمنوا مواقعكم؛ تدبروا شؤونكم بهدوء، اخفوا قدراتنا و انتظروا الفرصة المناسبة. أتقنوا فن التواضع، حذار ادعاء القيادة"، ذلك المزاج الحذر بل الخادع متوافق على ما يبدو أيضا مع الإرشاد الاستراتيجي القديم للمفكر صن تزو الذي جادل مقنعا قائلا إن أكثر المواقف حكمة في القتال هو موقف الانتظار، دفع الخصم إلى اقتراف أخطاء قاتلة، ثم الإجهاز عليه.( زبغينيو بريجينسكي؛ رؤ ية إستراتيجية، ص96).
و هي صيغة عملية لما دعا إليه خليفة ماو، دنغ الصين إلى أن تبقى"هادئة وهادئة وأكثر هدوءا. و هو الأمر الذي يزعج أكثر مما يريح.
و بنظرة عابرة على ما ينشر بالصدد في أيامنا؛ يأتيك الخبر اليقين.
أسطورة حرب التحويل الصينية / (15/Sep/2023 M. Taylor Fravel Foreign Affairs) The Myth of Chinese Diversionary Warو طريق الصين إلى الخراب / China’s Road to Ruin(28/Ago/2023 Francis Fukuyama, Michael Bennon Foreign Affairs) و الصين مستعدة لعالم من الفوضى/ China Is Ready for a World of Disorder(22/Jun/2023 Mark Leonard Foreign Affairs).
بهذا الكم من المقالات؛ و غيرها كثير؛ و بعناوين مثيرة تحفل بها مواقع الكترونية عابرة للمعمور. يراد هز صورة بكين.
و ردا على تقرير صدر حديثا عن وزارة الخارجية الأمريكية، يزعم أن الصين استثمرت مليارات الدولارات لنشر معلومات مضللة على مستوى العالم. تجادل بكين بأن تقرير الخارجية الأمريكية بحد ذاته معلومات مضللة لأنه يحرف الوقائع والحقيقة.
بكين انتصرت لما هو بالحقيقة ينضح: "في الواقع، الولايات المتحدة هي التي اخترعت تسليح الفضاء المعلوماتي العالمي". و الثابت يقينا في توكيدها؛ أن المركز المعني الذي أعد التقرير، هو مصدر للتضليل ومركز لقيادة حرب الإدراك. و يشارك في الدعاية والتسلل باسم "الانخراط العالمي".
الصينيون و ببعد نظر؛ أكدوا أن الحقائق والتاريخ أثبتا مرارا بأن"إمبراطورية الأكاذيب" هي من تقف وراءها. و ها العالم يقف على هذه الحقيقة عيانا. بعدما جرف شظاياها طوفان الأقصى.



#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (12)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (11)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (10)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (9)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (8)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (7)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (6)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (5)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (4)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (3)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (2)
- حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (1)
- حديث البيدق / المغرب.. زلزال.. و لكن.
- عالم سباعي الأقطاب - الكسندر دوغين (2)
- عالم سباعي الأقطاب - الكسندر دوغين (1)
- إمبراطورية استعمارية و رأسمالية فرنسية؛ قصة فك ارتباط. (16)
- إمبراطورية استعمارية و رأسمالية فرنسية؛ قصة فك ارتباط. (15)
- إمبراطورية استعمارية و رأسمالية فرنسية؛ قصة فك ارتباط. (14)
- إمبراطورية استعمارية و رأسمالية فرنسية؛ قصة فك ارتباط. (13)
- إمبراطورية استعمارية و رأسمالية فرنسية؛ قصة فك ارتباط. (12)


المزيد.....




- حذّر من -أخطاء- الماضي.. أول تعليق لخامنئي على المحادثات مع ...
- نتنياهو لماكرون: -نرفض إقامة دولة فلسطينية لأنها ستكون معقلا ...
- خامنئي: لا تفاؤل مفرط ولا تشاؤم بشأن المحادثات النووية مع وا ...
- الأردن يعلن إحباط مخططات -تهدف إلى المساس بالأمن الوطني-
- حماس تدرس مقترحاً إسرائيلياً جديداً لهدنة في غزة وإطلاق الره ...
- مئات الكتاب الإسرائيليين يدعون إلى إنهاء الحرب في غزة
- هجوم لاذع من لابيد على نتنياهو مستندا إلى قضية -قطر غيت-
- الاستخبارات الروسية: أهداف روسيا في أوكرانيا لن تتغير قيد أن ...
- الإمارات.. حريق برج سكني في الشارقة يودي بحياة 5 أشخاص (صورة ...
- الذكاء الاصطناعي يكتشف 44 نظاما كوكبيا مثيلا للأرض في درب ال ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين علاك الاسفي - حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (13)