كَسَهْمٍ مَسْمُوم
جاءَنِي النَّبأُ
مُخْتَرِقَاً شواطئ الرُّوح
فانسابَتْ دُمُوعي
فَوْقَ صَدْرِي
وَبَكَتْ عَصَافِيْرُ الدَّوْرِي
مِنْ هولِ الفاجِعَة!
هَلْ كانَ مُقَدَّراً عَليَّ
أنْ أعيْشَ الغُرْبَة مَرَّتِيْن؟
آهٍ ..
يا قَلبِي الْمُنْكَسِر!
لِمَاذا تَتَوَغَّلُ الآهات
فِي شَهِيْقِي وزَفيري
كُلّ يَوْم؟
لِمَاذا تَتَبَرْعَمُ الأشواك
حَوْلَ تلالِ الرُّوح؟
يا غُرْبَتِي الطَّوِيْلة
أنَا لا أمْلِكُ سِوَاكِ ..
لا أمْلِكُ سوى أحْزَاني ..
آهَاتِي ..
وَدُمُوْعِي!
يَا أحْزَانِي ..
مَتَى سَتَرْحَلَيْنَ
مِنْ سَمَاوات الرُّوْح؟
مَتَى سأمْسَحُ عَنْ جَبْهَتِي
غُرْبَتِي الأيَّام؟
يا أهْلِي البعيدين ..
مِنْ هُنَا
أرى قَامَاتَكُم مُنحَنية ..
دُمُوْعُكُم
تَنْهَمِرُ كالْمَطَرِ!
أَرَى (دِيْرِيْك) تَنحَنِي
حِدَادَاً على مَوْتَانَا!
أيّها الساكنون في قلبي
أتواصلُ بكلِّ مشاعرِي
عُبرَ ذَبْذَبَات الرُّوْح
معَ أَحْزَانِكُم
آهاتِكُم
وَبُكَائِكُم الطَّويل!
أيُّها السَّاكنونَ خَلْفَ البِحَار
عِنْدَمَا تَطُنُّ آذا نُكُم
طنيناً خَارِجَ الْمَأْلوف
فاعلموا أنَّ هَذا الطنين
هُوَ (أنَا) ..
أَنَا عَابِرُ المسافات
بِطَرِيْقَةٍ
لاتَخْطُرُ على بال ..
سآتي إلَيْكُم
مُشْتَعْل الأجْنِحَة
حَامِِلاً أحزاني
آهَاتِي
وَغُرْبَتي!
يا نَجْمَةَ الصَّبَاح ..
أَلَمْ تُشَاهِدِي دُمُوْعِي تَهْطِلُ
كَمَا تَهْطِلُ شِتَاءآت اِسْتُوْكهولم؟
يَا نجْمَةَ الصَّبَاح
بلِّغِي عَذَابَاتِي
لِلْساكنين هُناك
خَلْفَ البِحار ..
بَلّغيهُم أنْ يَضَعُوْا إِكْلِيْلاً
مِنَ الزًّهُوْرِ
عَلَى قَبْرِ (أمْ نَوَال)!
بَلّغيهم كَمْ مِنَ الدموعِ
لا تجفِّفُهَا الْمَنَادِيْل!
بَلِّغِيْهُم يا نَجْمَةَ الصَّباح
كَمْ أنَا بحاجة لِلْاِرْتِمَاءِ
بَيْنَ أَحْضانِهُم الفَسِيْحَة
وأَبْكِي ثُمَّ أبْكِي وَأَبْكِي!
ستوكهولم: تَمُّوز (يوليو) 1994
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]