حسن نبو
الحوار المتمدن-العدد: 7762 - 2023 / 10 / 12 - 14:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كان عدم قبول قرار التقسيم سنة 1947خطأً قاتلا ارتكبه الفلسطينيون ، لأنهم وكل من شجعهم من العرب على رفض القرار المذكور لم يدركوا ان تأسيس الدولة الاسرائيلية هو قرار دولي ولايمكن تحدي هذا القرار وبالتالي ازالة الدولة الاسرائيلية القائمة كما كانوا يعتقدون آنذاك . وهذا ماحدث عبر السنوات اللاحقة ، فقد استغلت اسرائيل الدعم الدولي اللامحدود لها على كافة الأصعدة وعملت على هدم كل الاسس التي تؤدي الى قيام دولة فلسطينية الى جانب الدولة الاسرائيلية في المستقبل .
وكان رد فعل الفلسطينيين تجاه الممارسات الاسرائيلية غالبا مشحونا بالعنف اللامجدي الذي لم يكن يؤدي الا الى تقديم المزيد من الدعم لإسرائيل من القوى الكبرى .
بعد مرور خمسة وسبعين عاما على تأسيس دولة اسرائيل تبدو اسرائيل اكثر قوة سواء على الصعيد الداخلي او على صعيد التأييد الذي تحظى به من الدول الكبرى . وفي المقابل تبدو الواقع الفلسطيني هشا الى ابعد حدود ، فهم من جهة منقسمون على انفسهم انقساما حادا ، ومن جهة اخرى فإن الكثيرين منهم مرتبطون بدول تسعى الى تمرير اجندات خاصة بها من خلال استغلالهم .
والاخطر من هذا هو ظهور تنظيمات اسلامية متطرفة تتخذ من ازالة دولة اسرائيل هدفا لها ، مما يعني تكرار نفس الخطأ الذي ارتكبه الفلسطينيون سنة 1947، بعدم قبولهم قرار التقسيم .
هذه التنظيمات المتطرفة الحقت ضررا كبيرا بالقضية الفلسطينية ، اولا: بعدم قبولها بالدولة الاسرائيلية والعمل لتدميرها . ثانيا: بلجوءها الى ممارسة العمل بأسلوب الجهاد الديني الذي أدى الى اعتبار هذه التنظيمات تنظيمات ارهابية على الصعيد الدولي .
في ظل هذه اللوحة لايمكن الحديث عن اي حل للصراع . سيظل العنف سيد الموقف وسيتحول المدنيون الى وقود للحروب التي تدل كل المؤشرات على انها لن تتوقف .
#حسن_نبو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟