أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - تجارب في الحياة














المزيد.....

تجارب في الحياة


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7761 - 2023 / 10 / 11 - 01:55
المحور: الادب والفن
    


الانسان يعيش تجربة حزينة في حياته .. وقد تكون هذه التجربة في بدايتها صعبة تحدث فيه فوضى نفسية وعاطفية .. ولكن بمرور الوقت يعتاد عليها بعد ان ينقشع الضباب وتشفى الجروح وتتوضح رؤية الحقائق من منظار عقلي مختلف .. هنا يدرك ماله وماعليه .. بعدها يعود لحياته وتبقى تلك التجربة كجرح بسيط يلتئم رويدا رويدا . وينساه في ظل خضم مشاغل الحياة الكثيرة ويوسم ذلك الجرح بعلامة باهتة في حياته .. ينظر اليه نظرة خاطفة حين يقع نظره عليه .. ومن ثم يغض البصر عنه لانه ماعاد يؤلمه .. وتتبخر تلك التجربة من ذاكرته بمرور الايام .. ولايبقى لها سوى اثر طفيف وبسيط ينساه او قد يضاف الى جروح اخرى التأمت ونسيت كغيرها .. وهنا قد يحصل ذلك الجرح على ابتسامة من صاحبه عما قام به في سابق عهده فقد يحسبه من شطحات العاطفة والغباء .. وكأنها ذكرى طفولية قام بها دون وعي وادراك .. ويردد مقولة جميلة .. لانكتمل بأحد ولانضيع من دون احد .. نسعد بمن بقى .. وننسى من نسى .. نضجنا حتى وصلنا الى حقيقة ادركناها ان الجميع لهم دروبهم الخاصة تلتقي في مسافات معينة ومن ثم تبتعد .. وتظل ذكرى قرب تلك المسافات هي المعنية كذكرى مفرحة او اليمة . ونداوم في رحلة الحياة بدروبها المتعرجة وهكذا .. الذكي والعاقل من يتغافل عمن اساء اليه .. .ويدعه يذهب في حياته دون اضرار نفسية او عاطفية .. احيانا التجارب المريرة تمنحك قوة في الحياة وتزيد من طاقة عقلك . وتشكر تلك التجارب على مواقفها لانها اعطتك درسا في الحياة تنير به دربك في المستقبل وتعيد حساباتك مع البعض .. بل مع اسلوب حياتك . وتنتهج اسلوبا اكثر نضجا وحكمة .. والتجارب بشكل عام لها اوجه مختلفة فهي قد تنمي المواهب في ركن من اركان الحياة ، وتمحو العيوب ، وتزيد البصير بصراً، والحليم حلماً، وتجعل العاقل حكيماً، والحكيم فيلسوفاً، وقد تشجع الجبان، وتسخي البخيل، وقد تقسي قلب الرحيم، وتلين قلب القاسي، ومن زادته التجارب عمى على عماه، وسوءاً على سوئه فهو من الحمقى المختومين. ونعوذ بالله من الحمق والتغافل . فلابد من الافادة من التجارب ونصنع منها سلما يعلو بنا في مراتب الحياة . في تجربتي المريرة علمتني أن جزءاً كبيراً من سعادتنا أو من بؤسنا يعتمد على خياراتنا وليس على ظروفنا. نعم الخيارات هي من تحكم حياتنا . فالظروف نتيجة والخيار سبب .. الاختبار هو معلم كل الأشياء. .. نحن من نتحكم بحياتنا حتى لو كنا في سجن محكم وسط جلادين .. هناك من يشعل شمعة في الظلام وهناك من يظل في الظلام دهرا ولايركن الى جانب التغيير . فتراه اعمى في الدنيا تتلاقفه امواجها في كل معترك من مجالات الحياة ويضع اللوم على الظروف .. لنفس ترى من دهرها وجه غاضبِ .. فعاد إلى الأقدار يطلب عونها .. على رجع ماضيهِ بحسرة تائب .. أجل عاد ملهوفاً لمر التجارب . هكذا قالها الشاعر ... ويا لها من كلمات تلخص حقيقتنا .. حين نحب شخصا نكيل له المدح والثناء .. ولكن في موقف ما يكشر عن انيابه .. والتجربة تقول .. لا تمدح فتى حتى تجربه .. نحن نتسرع دائما في الحكم على الاشخاص والامور .. وهذه علتنا في الحياة .. هنالك حكمة تقول .. لن يفهموك ، فأنت تتحدث عن أمرٍ قطعت فيه آلاف الأميال تفكيراً، ولم يمشوا فيه خطوة واحدة، لن يشعروا بك، فأنت تشرح شعوراً جال في قلبك كلّ ليلة ملايين المرات ولم يطرق قلبهم ليلة، ليس ذنبهم، بل هي المسافة الهائلة بين التجربة والكلمات بالحياة. علمتني تجربتي الاخيرة في الحياة أن المظهر يضلل، وأن الأفعى كثيراً ما تختبئ تحت الأزهار. في كلامي لن اعني به احدا ما .. مجرد كلمات عن تجاربي المريرة في الحياة قاطبة . ولتكن النية صادقة .



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاتقتلوا الجياد .. كي نرتقي بأصالة المشاعر
- افتش عنها
- توبة
- حقائق وأوهام
- زمن الصعاليك
- خدعة اسمها الحب
- ذاكرة مختومة بالشمع الاحمر
- الموعد الاول
- امتنان
- باحث فلكي عراقي يدحض نظرية اصطفاف الكواكب المتعلقة بالزلازل
- غرباء
- زهايمر الايام
- حيرت قلبي
- وحدة
- امرأة ولكن من نوع آخر
- هلوسة ثقافية
- واقعية الخيال
- عالم مجنون
- غفلة على مدار الزمن
- أمرأة واحدة تكفي


المزيد.....




- من هنا رابط موقع ايجي بست 2024 لتحميل فيلم ولاد رزق 3 وأهم أ ...
- في انتظار الموت
- عـشقٌ من طرفٍ واحد
- -دانشمند-.. خطوة نحو رواية معرفية عرفانية
- مصر.. أول رد من نقابة الممثلين بعد فبركة صورة رانيا يوسف بال ...
- أحداث مسلسل قيامة عثمان الحلقة 165 مترجمة للعربية وأهم القنو ...
- رسمي وشغال 100%.. رابط دخول ايجي بست 2024 اتفرج على فيلم ولا ...
- لبنان يستعد للمهرجانات الفنية على وقع التهديدات الأمنية
- لهذه الأسباب احتل -أهل الكهف- المرتبة الأخيرة بإيرادات أفلام ...
- الحروب الثقافية وحرب غزة.. كيف صاغ السابع من أكتوبر مفهوم ال ...


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - تجارب في الحياة