أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليمان يوسف يوسف - الأبعاد السياسية ل(المحرقة الآشورية) في بغديدا العراقية















المزيد.....

الأبعاد السياسية ل(المحرقة الآشورية) في بغديدا العراقية


سليمان يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 7759 - 2023 / 10 / 9 - 10:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بغديدا، عاصمة (الثقافة السريانية) في العراق، كبرى المدن الآشورية المسيحية في محافظة نينوى، المعروفة بـ "قضاء الحمدانية " الأسم الذي فُرض عليها في إطار سياسة التعريب التي انتهجها (البعث العربي) الفاشي . هذه البلدة الآشورية المسيحية الوادعة المسالمة، كانت على موعد مع فاجعة " الزفاف المأساوي" لأحد أبنائها ، مساء 26 أيلول الماضي 2023. بظرف دقائق معدودة تحول (حفل الزفاف - فرحة العمر) إلى (محرقة) لمئات المحتفلين داخل صالة( الهيثم)، لم يخطر ببالهم بأن الموت سيلاحقهم حتى في افراحهم . لم تندمل بعد جروح الإجتياح الداعشي للمدن والبلدات والقرى الآشورية المسيحية في محافظة نينوى صيف 2014 ، حتى جاءت "محرقة بغديدا" لتحدث جروحاً أكثر إيلاماً في الجسد الآشوري، المنهك بالجروح، وتفتح (الذاكرة التاريخية) للشعب الآشوري ، المثقلة بجبال من الآلام والأحزان.. قصص وحكايات كثيرة وحزينة خلفتها (محرقة بغديدا). ستتناقلها الأجيال الآشورية جيل بعد جيل.
(محرقة بغديدا) تطرح الكثير من التساؤلات حول (ظروفها .. أسبابها ..دوافعها) . أعراس وحفلات كثيرة أقيمت في (صالة الهيثم) من دون أن تسبب الألعاب النارية حرائق ومآسي .. في الساعات الأولى للفاجعة معظم التحليلات والفرضيات رجحت أن يكون سبب الحريق (ألعاب نارية) أطلقت داخل الصالة. لكن مع مضي الساعات والأيام ، بدأت تتكشف بعض الوقائع والحقائق . بحسب ما نقلت وكالة الأنباء العراقية عن شهود عيان" أن أجهزة التبريد كانت تحترق قبل إطلاق الألعاب النارية واحترق معها الجدار الخلفي للصالة ".. العريس (ريفان)، المفجوع بـ(عرسه المأساوي)، صرح في مقابلة مع شبكة (سكاي نيوز) البريطانية " الحريق بدأ بطريقة ما في السقف وليس نتيجة شرارة انطلقت من الألعاب النارية..".. يضيف " أصحاب القاعة أخبروهم بأن الألعاب النارية هي كهربائية، ويمكنك وضع يدك أو حتى البلاستيك عليها من غير أن يحترق ". كلام العريس وروايات شهود عيان ناجون من المحرقة كذلك مقاطع فيديو من داخل الصالة تداولاتها وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي ، جميعها تعزز القناعة بأن "الحريق مفتعل و متعمد " .. استكمالاً لفصول " المحرقة " سارعت السلطات العراقية إلى تبني رواية أو أكذوبة " الألعاب النارية" وإقفال ملف القضية "على أن الحريق عرضي وغير متعمد وسببه ألعاب نارية ومواد سقف القاعة السريعة الإشتعال". مثل هذا التضليل غير مستبعد وليس بغريب على بلد مثل العراق، من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه، يُحكم ويُدار وفق عقلية "الغازي المحتل"، الساعي للتخلص من (السكان الأصليين) وطمس كل ما يتعلق بحضارتهم وتاريخهم . (فاجعة بغديدا) وجميع فواجع ومآسي العراق والعراقيين سببها الأساسي نظام "المحاصصة العربية - الكردية"، الذي جاء به المحتل الأمريكي 2003.. أنه نظام فاسد بعيد كل البعد عن القيم والمفاهيم الوطنية والأخلاق الإنسانية ، تحتمي به منظومة الفساد والميليشيات المافيوية و كل الحثالات البشرية و أسافل القوم ،التي استباحت دماء وأملاك الآشوريين والمسيحيين ، سكان العراق الأوائل .
سقوط فرضية "الألعاب النارية" كسبب للمحرقة، دفعت المهتمين والمعنيين بالفاجعة إلى البحث عن أسبابها الحقيقية وعن الجهات التي تقف خلفها والمستفيدة منها . البعض يرجح أن تكون جهات ( إسلامية ) هي من خططت ونفذت (محرقة بغديدا) رداً على قيام اللاجئ العراقي المسيحي ابن بغديدا ( سلوان موميكا ) بحرق نسخة من القرآن في السويد يوم 28 حزيران الماضي. علماً أن رؤساء الكنائس العراقية تبرأوا من (سلوان موميكا) في بيان رسمي صدر عنهم، أدانوا ما قام به (موميكا) وأكدوا على أن ما فعله لا يمت لقيم وأخلاق المسيحية القائمة على المحبة والتسامح واحترام جميع العقائد الدينية . البعض الآخر ، من أبناء سهل نينوى، لا يستبعد أن يكون (حزب الديمقراطي الكردستاني) بزعامة (مسعود البرزاني) وراء "محرقة بغديدا"، بهدف ترويع الأهالي والاستغلال السياسي للفاجعة بالصاق التهم بخصومه (حلفاء إيران) ، مثل الحشد الشعبي وميليشيا (بابليون ) بقيادة ( ريان الكلداني) ، الذي يصف (القوات الكردية) في القوش ، وفي غيرها من البلدات والقرى الآشورية المسيحية في سهل نينوى، بـ ( قوات احتلال ) ويهدد بإخراجها بالقوة ما لم تنسحب طوعاً .( الكلداني) يتهم (البيشمركة الكردية) بترك أبناء سهل نينوى وحدهم بمواجهة (تنظيم الدولة الإسلامية -داعش) بانسحابها من السهل حين اجتاحه هذا التنظيم الإرهابي صيف 2014. جدير بالذكر ، أن (صالة الهيثم)، التي حصلت فيها "محرقة بغديدا"، بنيت عام 2012 حين كانت قوات البرزاني (البيشمركة) هي المسيطرة و المهيمنة على كل مفاصل الحياة في سهل نينوى.. ليس دفاعاً عن صاحب الصالة( سمير )، فهو من المستفيدين من ظاهرة الفساد التي تنخر بالدولة العراقية. لكن أجزم لو أن (سمير) كان كردياً لوجد من أكراد اربيل من يحميه وربما ترحيله خارج العراق عبر مطار اربيل. كونه آشوري مسيحي، (حكومة البرزاني) سارعت إلى تسليمه لـ(وزارة داخلية الحكومة الاتحادية في بغداد )، لأجل الاستثمار السياسي به في بازارها وصفقاتها مع (محمد شياع السوداني ) رئيس الحكومة الاتحادية.
منذ نشأة (الدولة العراقية) الحديثة في عشرينيات القرن الماضي، والآشوريون، سكان العراق الأوائل، ضحية صراعات وأجندات الآخرين . اليوم أبناء بغديدا وسهل نينوى وقعوا ضحية الصراع على هذه المنطقة الصغيرة(سهل نينوى) التي أرادها الآشوريون(سرياناً كلداناً) "ملاذاً آمناً " لمن تبقى منهم في موطنهم التاريخي(بلاد ما بين النهرين - بلاد سومر وبابل وآشور). صراع على النفوذ والهيمنة بين القوى الحليفة لإيران(الحشد الشعبي) ومن معه من المكونات الأخرى الرافضة لضم كركوك والسهل للإقليم الشمالي الخاضع للسيطرة الكردية ، و(الحزب الديمقراطي الكردستاني)، الذي استغل ضعف الحكومات المركزية في بغداد والخلافات العميقة بين الكتل السياسية للتمدد خارج الحدود الإدارية للإقليم وفي مناطق ليست من ضمن المناطق المتنازع عليها بين اربيل وبغداد..
أخيراً: (التعويضات المادية) لأهالي الضحايا ، مهما بلغت، هي لا تعني شيئاً ولا قيمة لها أمام هول الفاجعة وأرواح الشهداء وعذابات الجرحى وصرخات الأطفال اليتامى وآهات الأرامل والثكلى.. حق (ضحايا ) "محرقة بغديدا" يتحقق فقط بالكشف عن الجناة الحقيقيين والقصاص منهم لارتكابهم هذه (الجريمة الكبرى) وهي ترتقي إلى " جريمة ضد الإنسانية " .هنا يأتي دور المرجعيات والفعاليات الآشورية والمسيحية العراقية( السياسية والقومية والدينية) برفض النتائج الهزيلة التي أعلنتها (وزارة الداخلية العراقية) والمطالبة بـ(لجنة تحقيق دولية)...



#سليمان_يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة السورية و ( مسألة الأقليات)
- حول الشأن الكردي
- ماذا لو لم يعتنق الآشوريون المسيحية ؟؟؟.
- الأبعاد السياسية ل(مذبحة سميل الاشورية - العراق 7 آب 1933 )
- سوريا: أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية و (قضية الأقليات)
- حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم و(مسألة الأقليات في سوريا) ...
- سوريا و (مسألة الأقليات)
- الجديد في ملف قضية الإبادة ( الآشورية - الأرمنية) 1915
- من أكيتو إلى نوروز
- أكذوبة- ترحيب مسيحيي المشرق بالغزاة المسلمين كفاتحين ومحررين ...
- المسيحية ، نعمة أم نقمة، على الآشوريين ؟؟
- مونديال قطر 2022 ، بين ( التسييس والأسلمة )
- آشوريو .. مسيحيو المشرق و(الإرساليات التبشيرية الغربية)
- الجزيرة السورية: وقف (التعليم السرياني) ، جريمة ثقافية وتعدي ...
- الحكام العرب والمتاجرة بـ(قضية مسيحيي القدس و المشرق)
- مذبحة سميل الآشورية، شكلت بداية سقوط العراق
- أردوغان والعودة الى (الحروب الدينية)
- بريطانيا و(الدولة الآشورية )
- سوريا: -الإدارة الذاتية- الكردية، والبحث عن (الشرعية المفقود ...
- الآشوريون يحتفلون بأقدم عيد عرفته البشرية


المزيد.....




- الإليزيه يعلن استدعاء السفير لدى الجزائر و-طرد 12 موظفا- في ...
- المغرب يواجه الجفاف: انخفاض حاد في محصول القمح بنسبة 43% مقا ...
- كيف رد نتنياهو ونجله دعوة ماكرون إلى إقامة دولة فلسطينية؟
- أمير الكويت ورقصة العرضة في استقبال السيسي
- الرئيس اللبناني: نسعى إلى -حصر السلاح بيد الدولة- هذا العام ...
- مشاركة عزاء للرفيقتين رؤى وأشرقت داود بوفاة والدتهما
- ويتكوف: الاتفاق بشروط الولايات المتحدة يعني وقف إيران تخصيب ...
- ترامب: مزارعونا هم ضحايا الحرب التجارية مع الصين
- مصر.. أزمة سوهاج تتصاعد والنيابة تحقق في تسريب فيديو المسؤول ...
- نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن الروسية يزور الجزائر


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليمان يوسف يوسف - الأبعاد السياسية ل(المحرقة الآشورية) في بغديدا العراقية