رفيف إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 1733 - 2006 / 11 / 13 - 08:14
المحور:
الادب والفن
عرفتها منذ زمن موغل في القدم
واكبت أجيالاً تفيؤا تحت ظلالها
شكوا لها أوجاعهم وهمومهم
غاصوا في أحاديث سرية عن
حياتهم الشخصية...
تصغي لعذاباتهم وخيباتهم
طالما كانت تصغي بصمت
فإنها تتوجع لألمهم وتحتضن
سعادتهم...
تحلّق مع أحلامهم وطموحاتهم
في إحدى الأيام جلست في حجرها
ورنوت إليها مخاطباً
لطالما أحببتك يا شجرة السنديان
أذهلني صمتك ولمست حزنك
وعشقت صبرك وأصالتك
وإصرارك على البقاء...
هلا عرفتني بنفسك أكثر
علّني أشبع رغبتي لمعرفة أسرارك
علّني أجد قاسماً مشتركاً بيني وبينك
فما كان منها إلا أن باحت لي
بهذه الكلمات...
أحببت البشر وأحببت التواصل معهم
لأغوص في أعماقهم وأشاركهم
أفراحهم وأتراحهم...
كم لفحتني جمرات العشاق
ولكم كنت حكماً صامتاً
لجدالات حادة في السياسية والأدب
الفن والحياة , الدين والأخلاق
العشق والتسوق , لوعتني وداعتهم
وأنست لقاءهم...
كثيرون الذين مرّوا من هنا
تنعموا بفيئي وغادروني صامتين
يشدهم عشق المدن والنساء والشهرة
لكنهم كانوا دائماً يعودون بصمت
من أحبوا إلى نفس الفيء ولا يحركهم
إلا شوقي إليهم...
سألتها ماهو السر في عشق البشر لك
وعشقك لهم فخفقت أوراقها
أنا لم أعرف الحقد ولا الخوف
ما عرفت سوى المحبة وعشق الغير
وفيّةً لهم وملجأً لأسرارهم وأنانيتهم
ما عرفت الكذب ولا النفاق
لم تغرن متع الحياة يوماً
كان هاجسي دوماً منح السعادة
للآخرين الذين أرقتهم هموم الحياة
وأوجعهم غدر الخلان وخذلهم الأحبة
حاولت أن أشاركهم همومهم
علّني أخفف من هولها عليهم ...
#رفيف_إسماعيل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟