أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نقوس المهدي - يا جارة الوادي (زحلة)- أحمد شوقي















المزيد.....

يا جارة الوادي (زحلة)- أحمد شوقي


نقوس المهدي

الحوار المتمدن-العدد: 7757 - 2023 / 10 / 7 - 16:15
المحور: الادب والفن
    


أشعار أمير الشعراء أحمد شوقي دفق من السحر والجمال والرقة لا يستطيع اي قارئ مهما اوتي من مناعة وفصاحة مجاراتها او الافلات من سلطان سحرها، وروعة هذه الاشعار تكمن في اصالتها وابتكارها واحيائها لمجد اللغة العربية الذي عرف اندحارا وسباتا عميقا منذ القرن الرابع الهجري.
عرف أحمد شوقي الحياة الهنيئة كما خبر الحياة المضطربة وقاسى برد المنافي والمسافات، فتنوعت اهتماماته الابداعية حتى شملت كل المواضيع نسيبا ومديحا ورثاء ووصفا ومجونا وهزلا وزهدا وتقوى ومقاساة، ومعارضات، شعرا ومسرحا وملحمة، قوميا ووطنيا ودوليا، اجتماعيا وسياسيا ودينيا وتاريخا، وبرع في كل منها من دون استثناء، والهمت قصائده نماذج في الاغنية والمسرح العربي والاوبريت .
وقصيدة " يا جارة الوادي" من القصائد التي نظمها امير الشعراء فكانت بحق غاية في الابتكار والجودة، وتاتي بمناسبة زيارة امير الشعراء لمدينة " زحلة" بلبنان، وهي من اروع المنتجعات بالعالم، فأثارت الطبيعة الجميلة أشجان أمير الشعراء، فكانت قصيدته هذه ترجمانا لأشواقه .
القصيدة في ديوان ( الشوقيات) بعنوان ( زحلة)، والمقصود ب (جارة الوادي) زحلة المدينة، أما الوادي فهو وادي العرايش الذي ينبع من مغارة في سفح جبل صنين المطل على زحلة، ويتدفق في نهر البردوني.
أحمد شوقي يتغزل بها كعشيقة، ويتحسر من خلالها على شبابه الذي ذهب ادراج الرياح، وأن قصارى ما يستطيع فعله هو التمتع بنسيمها العليل وتذكر ماضيه الجميل، وقد لحنها وغناها مطرب الأجيال الموسيقار محمد عبد الوهاب، وغنتها من بعده السيدة فيروز، والأغنية معروفة عند العامة بـ (يا جارة الوادي)، اعتقادا من عبد الوهاب وشوقي بأن اسم المدينة لا يصلح عنوانا لأغنية عاطفية، وهناك اتفاق بأن غناء القصيدة جرى على أجمل مقاطعها فقط ، حيث استغنى عبد الوهاب على استهلال القصيدة برغم انه أصدق أجزائها، بل ويصعب فهم القصيدة من دونه...


ندرج في هذا المتصفح نص القصيدة

مع اصدق تحياتي

اختيار وتقديم نقوس المهدي


******


أحمد شوقي
يا جارة الوادي
" زحلـــــــــــــــة "


شيعت أحلامي بقلب باكي
ولممت من طرق الملاح شباكي
ورجعت أدراج الشباب وورده
أمشي مكانهما على الأشواك
وبجانبي واه كأن خفوقه
لما تلفت جهشه المتباكي
شاك السلاح اذا خلا بضلوعه
فاذا أهيب به فليس بشاك
ويح جنبي كل غاية لذة
بعد الشباب عزيزة الادراك
قد راعه أني طويت حبائلي
من بعد طول تناول وفكاك
لم تبق منا يافؤاد بقية
لفتوة أو فضلة لعراك
كنا إذا صفقت نستبق الهوى
ونشد شد العصبة الفتاك
واليوم تبعث فيّ حين تهزني
ما يبعث الناقوس في النساك
يا جارَةَ الوادي طَرِبتُ وَعادَني
ما يُشبِهُ الأَحلامَ مِن ذِكراكِ
مَثَّلتُ في الذِكرى هَواكِ وَفي الكَرى
وَالذِكرَياتُ صَدى السِنينِ الحاكي
وَلَقَد مَرَرتُ عَلى الرِياضِ بِرَبوَةٍ
غَنّاءَ كُنتُ حِيالَها أَلقاكِ
ضَحِكَت إِلَيَّ وُجوهُها وَعُيونُها
وَوَجَدتُ في أَنفاسِها رَيّاكِ
فَذَهبتُ في الأَيّامِ أَذكُرُ رَفرَفاً
بَينَ الجَداوِلِ وَالعُيونِ حَواكِ
أَذَكَرتِ هَروَلَةَ الصَبابَةِ وَالهَوى
لَمّا خَطَرتِ يُقَبِّلانِ خُطاكِ
لَم أَدرِ ماطيبُ العِناقِ عَلى الهَوى
حَتّى تَرَفَّقَ ساعِدي فَطواكِ
وَتَأَوَّدَت أَعطافُ بانِكِ في يَدي
وَاِحمَرَّ مِن خَفرَيهِما خَدّاكِ
وَدَخَلتُ في لَيلَينِ فَرعِكِ وَالدُجى
وَلَثَمتُ كَالصُبحِ المُنَوِّرِ فاكِ
وَوَجدتُ في كُنهِ الجَوانِحِ نَشوَةً
مِن طيبِ فيكِ وَمِن سُلافِ لَماكِ
وَتَعَطَّلَت لُغَةُ الكَلامِ وَخاطَبَت
عَينَيَّ في لُغَةِ الهَوى عَيناكِ
وَمَحَوتُ كُلَّ لُبانَةٍ مِن خاطِري
وَنَسيتُ كُلَّ تَعاتُبٍ وَتَشاكي
لا أَمسَ مِن عُمرِ الزَمانِ وَلا غَدٌ
جُمِعَ الزَمانُ فَكانَ يَومَ رِضاكِ
لُبنانُ رَدَّتني إِلَيكَ مِنَ النَوى
أَقدارُ سَيرٍ لِلحَياةِ دَراكِ
جَمَعَت نَزيلَي ظَهرِها مِن فُرقَةٍ
كُرَةٌ وَراءَ صَوالِجِ الأَفلاكِ
نَمشي عَلَيها فَوقَ كُلِّ فُجاءَةٍ
كَالطَيرِ فَوقَ مَكامِنِ الأَشراكِ
وَلَو أَنَّ بِالشَوقُ المَزارُ وَجَدتَني
مُلقى الرِحالِ عَلى ثَراكِ الذاكي
بِنتَ البِقاعِ وَأُمَّ بَردونِيَّها
طيبي كَجِلَّقَ وَاِسكُبي بَرداكِ
وَدِمَشقُ جَنّاتُ النَعيمِ وَإِنَّما
أَلفَيتُ سُدَّةَ عَدنِهِنَّ رُباكِ
قَسَماً لَوِ اِنتَمَتِ الجَداوِلُ وَالرُبا
لَتَهَلَّلَ الفِردَوسُ ثُمَّ نَماكِ
مَرآكِ مَرآهُ وَعَينُكِ عَينُهُ
لِم يا زُحَيلَةُ لا يَكونُ أَباكِ
تِلكَ الكُرومُ بَقِيَّةٌ مِن بابِلٍ
هَيهاتَ نَسيَ البابِلِيِّ جَناكِ
تُبدي كَوَشيِ الفُرسِ أَفتَنَ
صِبغَةٍ لِلناظِرينَ إِلى أَلَذِّ حِياكِ
خَرَزاتِ مِسكٍ أَو عُقودَ الكَهرَبا
أودِعنَ كافوراً مِنَ الأَسلاكِ
فَكَّرتُ في لَبَنِ الجِنانِ وَخَمرِها
لَمّا رَأَيتُ الماءَ مَسَّ طِلاكِ
لَم أَنسَ مِن هِبَةِ الزَمانِ عَشِيَّةً
سَلَفَت بِظِلِّكِ وَاِنقَضَت بِذَراكِ
كُنتِ العَروسَ عَلى مَنَصَّةِ جِنحِها
لُبنانُ في الوَشيِ الكَريمِ جَلاكِ
يَمشي إِلَيكِ اللَحظُ في الديباجِ أَو
في العاجِ مِن أَيِّ الشِعابِ أَتاكِ
ضَمَّت ذِراعَيها الطَبيعَةُ رِقَّةً
صِنّينَ وَالحَرَمونَ فَاِحتَضَناكِ
وَالبَدرُ في ثَبَجِ السَماءِ مُنَوِّرٌ
سالَت حُلاهُ عَلى الثَرى وَحُلاكِ
وَالنَيِّراتُ مِنَ السَحابِ مُطِلَّةٌ
كَالغيدِ مِن سِترٍ وَمِن شُبّاكِ
وَكَأَنَّ كُلَّ ذُؤابَةٍ مِن شاهِقٍ
رُكنُ المَجرَّةِ أَو جِدارُ سِماكِ
سَكَنَت نَواحي اللَيلِ إِلّا أَنَّةً في
الأَيكِ أَو وَتَراً شَجِيَ حِراكِ
شَرَفاً عَروسَ الأَرزِ كُلُّ خَريدَةٍ
تَحتَ السَماءِ مِنَ البِلادِ فِداكِ
رَكَزَ البَيانُ عَلى ذَراكِ لِوائَهُ
وَمَشى مُلوكُ الشِعرِ في مَغناكِ
أُدَباؤُكِ الزُهرُ الشُموسُ وَلا أَرى
أَرضاً تَمَخَّضُ بِالشُموسِ سِواكِ
مِن كُلِّ أَروَعَ عِلمُهُ في شِعرِهِ
وَيَراعُهُ مِن خُلقِهِ بِمَلاكِ
جَمعَ القَصائِدَ مِن رُباكِ وَرُبَّما
سَرَقَ الشَمائِلَ مِن نَسيمِ صَباكِ
موسى بِبابِكِ في المَكارِمِ وَالعُلا
وَعَصاهُ في سِحرِ البَيانِ عَصاكِ
أَحلَلتِ شِعري مِنكِ في عُليا
الذُرا وَجَمَعتِهِ بِرِوايَةِ الأَملاكِ
إِن تُكرِمي يا زَحلُ شِعري
إِنَّني أَنكَرتُ كُلَّ قَصيدَةٍ إِلّاكِ



#نقوس_المهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة الحمى.. أبو الطيب المتنبي
- يا فوزُ قدْ حدثتْ أشياءُ بعدَكُمُ.. العباس بن الأحنف
- كيف عرفت منتدى مطر.. كيف اقمت في بيته
- عبدالله ابن المعتز - ياغزالَ الوادي..
- عَدِمْتُكَ عَاجِلاً يَاقَلْبُ قَلْبَا.. بشار بن برد
- عباس بيضون - قصيدة حب لشعب مهان (مصرع علي شعيب) (يا علي)
- مرثية مالك بن الريب.. (ألا ليت شعري هل أبيتن ليلةً)
- لمن طلل (تعلق قلبي).. امرؤ القيس
- داليّة الحُصْري القيرواني: -يا ليلُ الصبُّ متى غدُه-
- الوصايا العشر من كليب الى المهلهل
- ما أنصف القوم ضبه.. القصيدة التي قتلت المتنبي
- وأمطرت لؤلؤاً.. الوأواء الدمشقي
- ياغزالَ الوادي.. عبدالله ابن المعتز
- بردة تميم البرغوثي (ما ليْ أَحِنُّ لِمَنْ لَمْ أَلْقَهُمْ أَ ...
- قصيدة نهج البردة (ريمٌ عَلى القاعِ بَينَ البانِ وَالعَلَمِ) ...
- قصيدة البردة / البــــــرأة (أمِنْ تذَكُّرِ جيرانٍ بذي سلمِ) ...
- قصيدة البردة (بانت سعادُ) كعب بن زهير
- فتــــاة الخدر.. (ان كنت عاذلتي فسيري) المنخل اليشكرى..
- وداعية الصمة القشيري
- القصيدة الدبدبية (أي دبدبه تتدبدبي) علي ابن المغربي


المزيد.....




- الإعلان 2.. مسلسل طائر الرفراف الموسم 3 الحلقة 74 قريباً كام ...
- بعد تناول مشروب الطاقة.. وفاة فاتمان سكوب بأزمة قلبية على خش ...
- “فرح أولادك ونزلها ليهم” .. تردد قناة طيور بيبي الجديد لمتاب ...
- فيلم -حياة الماعز- المثير للجدل.. كاتب سعودي يعلق وسط تفاعل ...
- ألف مبروك النجاح.. طريقة الاستعلام على نتيجة الدبلومات الفني ...
- مدرسة كاثوليكية في بلجيكا تعتمد اللغة العربية ضمن مناهجها.. ...
- ألف مبروك النجاح.. طريقة الاستعلام على نتيجة الدبلومات الفني ...
- تعرف على الكليات المتاحة لطلاب الدبلومات الفنية نظام الـ 3 س ...
- رئيس اللجنة الفنية للتطعيم ضد شلل الأطفال بغزة يستعرض تفاصيل ...
- كيفية الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية الدور الثاني 2024 ...


المزيد.....

- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة
- آليات التجريب في رواية "لو لم أعشقها" عند السيد حافظ / الربيع سعدون - حسان بن الصيد
- رنين المعول رؤى نقدية لافاق متنوعة ج1 كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- القناع في مسرحيتي الإعصار وكلكامش لطلال حسن -مقاربة في المكو ... / طلال حسن عبد الرحمن
- في شعاب المصهرات شعر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- (مجوهرات روحية ) قصائد كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- كتاب نظرة للامام مذكرات ج1 / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نقوس المهدي - يا جارة الوادي (زحلة)- أحمد شوقي