أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - قراءة في البيان المشترك السوري الصيني














المزيد.....

قراءة في البيان المشترك السوري الصيني


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 7755 - 2023 / 10 / 5 - 12:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ تفجر الأزمة السورية في عام 2011 لم يغادر الرئيس السوري بشار الأسد سورية إلا إلى إيران وروسيا. وحتى زياراته لهذين البلدين الصديقين له لم يكن يعلن عنها إلا بعد انتهائها، وعودته إلى دمشق. اللافت في زيارته إلى الصين هو الإعلان عنها قبل نحو أسبوع من القيام بها، وعلى خلاف حقيقتها فقد عدها اعلام النظام زيارة دولة.
من المعلوم أن الرئيس الصيني، بمناسبة افتتاح دورة الألعاب الأسيوية، يدعو جميع رؤساء الدول التي يشارك وفود رياضية منها في الألعاب لزيارة الصين لحضور حفل الافتتاح، ومن ثم لعقد لقاءات ثنائية مع رؤساء الوفود هي أقرب إلى العلاقات العامة. ورد في مقدمة البيان المشترك الصادر عن لقاء الرئيسين الصيني والسوري بهذا الخصوص تلبية لدعوة " رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ لحضور رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد مراسم افتتاح الدورة الـ 19 للألعاب الأسيوية في الصين ...". وبهذه المناسبة كان من الطبيعي، كنوع من العلاقات العامة التي تحرص عليها الصين، ان يلتقي الرئيس الصيني به كما التقى برؤساء الدول المشاركة في الدورة لتبادل الرأي في القضايا الدولية والعلاقات الثنائية.
تتميز العلاقات السورية الصينية عموما بالصداقة، فلا يعرف ان اتخذت سورية أي موقف مخالف لمواقف الصين من القضايا التي تهمها، وقد ردت الصين الجميل بوقوفها إلى جانب سورية (النظام السوري) في مجلس الأمن خلال الأزمة الراهنة. في جو الصداقة هذا تم تبادل " وجهات النظر حول العلاقات الثنائية بين الصين وسورية، والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، وتوصلا إلى توافقات واسعة النطاق". ولقد تم تأطير هذه التوافقات الواسعة النطاق بحسب البيان بـ " الشراكة الاستراتيجية" بين البلدين، للدفع بالتعاون الودي في كل " المجالات على نحو شامل" بما يخدم مصلحة البلدين.
يعد تقليدا وعرفا دبلوماسيا فيما يخص البيانات المشتركة التي تصدر في ختام اجتماعات وفود الدول التوازن والوضوح، غير ان ذلك لم ينطبق على البيان الذي صدر عن لقاء الرئيس السوري بشار الأسد مع الرئيس الصيني شي جين بين إذ جاءت التزامات الجانب السوري تجاه القضايا التي تهم الصين واضحة ومحددة في نص البيان، أما التزامات الصين تجاه القضايا التي يفترض انها تهم الجانب السوري فقد جاءت عامة وفضفاضة.

لقد نص البيان على ان الجانب السوري يلتزم بثبات " بمبدأ الصين الواحدة"، وانه يعترف بأن " حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها، وان تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية.."، ويرفض رفضاً قاطعاً قيام " أي قوى بالتدخل في الشؤون الداخلية الصينية "، ويدعم كل الجهود المبذولة من قبل الحكومة الصينية من أجل تحقيق " إعادة توحيد البلاد " ، ويدعم بثبات الموقف الصيني من المسائل المتعلقة " بهونغ كونغ " ، والجهود الصينية للحفاظ على "الأمن القومي" في إطار " دولة واحدة ونظامين". ولم يكتف البيان بإلزام الجانب السوري بتأييد مواقف الصين من القضايا سابقة الذكر، وهي عموما قضايا معترف بها دوليا، لكنه ألزمه بان يدعم بثابت بعض القضايا الداخلية التي تندرج عادة ضمن قضايا حقوق الانسان مثل تلك المتعلقة " بشينجيان " التي يعدها الجانب الصيني من القضايا المتعلقة " بمكافحة الإرهاب العنيف ونزع التطرف ومكافحة الانفصال ".
أما فيما يخص التزامات الصين تجاه القضايا التي يفترض أنها تهم الجانب السوري بحسب نص البيان فقد جاءت عامة وفضفاضة كنوع من العلاقات العامة والدبلوماسية، ويمكن ان تقال لأية دولة. مثلا " يدعم الجانب الصيني بثبات الجهود السورية للحفاظ على استقلال البلاد وسيادتها وسلامة أراضيها"، ويدعم "السياسات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية في سبيل الحفاظ على أمن البلاد واستقرارها وتنميتها"، ويرفض قيام القوى الخارجية بـ" التدخل في الشؤون الداخلية لسورية والمساس بأمنها واستقرارها"، ويرفض "الوجود العسكري غير الشرعي في سورية"، أو إجراء "العمليات العسكرية غير الشرعية فيها"، أو " نهب ثرواتها الطبيعية بطرق غير شرعية"(متى يكون النهب شرعيا؟!!)، وغيرها من المواقف الدبلوماسية التي لا تعني عمليا أي التزام محدد. واللافت خلو البيان من أية إشارة إلى احتلال إسرائيل للجولان.
ورد في الفقرة الثالثة من البيان تعبير لافت يخص التعاون " الودي " (وهل يكون التعاون غير ودي؟!!) في مجالات الاقتصاد والتجارة وغيرها من مجالات دون ذكر لأية التزامات محددة من الجانب الصيني، تخص مثلا إعادة الاعمار او الاستثمار في البنية التحتية حتى تلك التي تشكل جزءا من مشروع "الحزام والطريق" الصيني. ويدعم أيضا " الشعب السوري" (انتبه: وليس الحكومة السورية " لسلك الطريق التنموي الذي يتماشى مع الظروف الوطنية". متى كانت الشعوب هي التي تختار الطريق التنموي الذي يتماشى مع ظروف بلدها، خصوصا في ظروف التخلف، وفي ظل حكم أنظمة استبدادية محافظة مثل النظام السوري.
باختصار ما ارادته الصين من سورية جاء محددا وواضحا لا يقبل التأويل، اما ما يخص سورية فقد جاء عاما ودبلوماسيا دون أية التزامات محددة. رغم كل شيء حرص النظام السوري، منذ الإعلان عن الزيارة، على الاستثمار السياسي فيها، في رسائل عدها واضحة لخصومه في الداخل والخارج.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحراك السوري المستجد في ظروف غير مواتية
- قراءة في أجوبة الأسد على أسئلة سكاي نيوز عربية
- نكران الواقع او تجاهله لا يعني أنه غير موجود
- التفارق والتلاقي بين دور روسيا وإيران في سورية
- نذر لثورة جياع
- ملامح تغيرات استراتيجية في المشهد العالمي
- الحل خطوة خطوة على الطريقة العربية
- متغيرات لانضاج حل الزمة السورية
- قراءة في بيان جدة واعلان هيروشيما
- عودة سورية إلى الجامعة العربية: المكاسب والخسارات
- قراءة في مبادرة الإدارة الذاتية لحل الأزمة السورية
- الأزمة السورية في بداية عامها الثالث عشر..2
- الأزمة السورية في بداية عامها الثالث عشر
- في الحاجة إلى - زلزال- من نوع آخر
- القضية الكردية بين الحق وممكناته
- الحوار السوري - السوري كذبة كبرى
- تحولات السياسة التركية
- العلويون والرهانات الخاطئة
- مالا تجهر به روسيا عبر قنواتها الرسمية
- قراءة في قانون تجريم التعذيب في سورية


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل قائد لحماس خلال عملية في طولكرم.. ...
- مكتب نتنياهو: قرب التوصل إلى اتفاق لإطلاق الرهائن في غزة
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي على القطاع إلى 3 ...
- الكرملين يحذر الغرب من -ردّ قاس- على أي مساس بالأصول الروسية ...
- الكرملين: تهيئة الظروف لإطلاق الاتصالات بين أنقرة ودمشق على ...
- أسباب العجز الجنسي لدى الرجال
- أبرز 5 مرشحين لشغل منصب نائب هاريس في الحملة الانتخابية
- حريق ضخم يلتهم 4 مصانع في بورصة التركية (فيديو)
- لافروف: الدول الغربية غير مستعدة للتعاون المتكافئ مع روسيا و ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 2040 عسكريا أوكرانيا وتحرير ب ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - قراءة في البيان المشترك السوري الصيني