كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي
الحوار المتمدن-العدد: 7752 - 2023 / 10 / 2 - 16:17
المحور:
الادب والفن
(اعطي للعائلة مبلغا زهيدا لان اكلي قليل ) وكان يقول لها (هذه كمية من الاوراق وستدفعين لي نقدا حسب عددها استنسخي الورقة بمائة فلس )كانت اجورها زهيدة وخلفها امها المصابة بداء عضال وبحاجة لدواء متواصل ,وحيدتان تقاتلان الوحدة والجوع والمرض و تخشيان من اللصوص واحتمال انهيار السقف المتآكل .
بعد صراع اخلاقي استمر لاشهر اضطرت لاكتشاف الحل ان تشتري اوراقا بيضاء وتنسخ فيها وهي تقاوم الذئاب البشرية المتنمرة وتصون نفسها من قسوة الجمال الذي ابتليت به .
وضع مسدسه جواره وهو على سريره وتدفقت الذكريات ...العشيقات اللواتي غدرن بهن او غدرن بهن سجى التي بذل لاجاها جهود مستكشف قطبي لكنها لم تستجب حتى اذا لمعت على كتفيه كوكبتان اتت اليه باسلحة ماكرة فيما غادر صورتها من سنوات ..
حلمه بان يجتاز كلية الاركان ويتوج بوسامين حمراوين يجعلانه في تميز عن اقرانه ويصنعان له الهيبة والمجد ...
الا ان انفجار قنبلة قربه في خرمنشاه اجهز على حلمه وتركه مقعدا , لسانا ودماغا في حال توقد متواصل ..
تذكر اصدقاءه المقربين الذين فروا عنه ورموه في بودقة النسيان , تذكر المزعجات والطارئات والمسرات وطفولته المرحة ومقاعد الدراسة وقال في نفسه بالانكليزي ( ذ كيم از اوفر ) حقا لقد انتهت اللعبة ان يتحول رجل طموح الى مقعد تساعده امراة ضجرة في دخول الحمام , تلك ليست حياة .
حاول ان يجد حلا بفتح محل للاستنساخ في منزله وحين اتته الموظفة لدى ابيه ( هذا المبلغ فابوك مسافر ) قال لها انتم تستنسخون بسعر مرتفع اجابته ( هي اوامر ابيك ) فقال ( يا للسفالة ).
تذكر الغرفة التي طفحت بدمهما فقد تشاجر اخواه واطلق احدهما النار على الاخر واختفيا من الحياة وكرر قول رامبو ( آه حتى ما من يد صديقة ).
بعدها تناول مسدسه واغمض عينيه واطلق الرصاصة في رأسه .
#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟