احمد جمعة
روائي
(A.juma)
الحوار المتمدن-العدد: 7752 - 2023 / 10 / 2 - 16:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
السياسة مستنقع، لعبة قذرة، مزدوجة، لا أنكر انزلقت في بعضٍ من بركها بمرحلةٍ وفرّرت. أدت حتى لفقدان دول وشعوب، وقضت على حيوات، ولكن بذات الوقت فعلت العكس، بنت حضارة وأسّست ازدهار، بمجتمعات واعية، وأحدثت ارهاصات نزعت السعادة عن الكثيرين حين أصابتهم بالتوتر والاضطراب وانعدام الرؤية وشلّت حياتهم وجعلتهم يرون الأمور بمنظورٍ سياسي فقط، أزاحوا الاقتصاد والثقافة والفنون والسياحة والصحة والتعليم والحضارة من قاموس العمل والاكتفاء بالسياسة التي هي وحدها الجسر الذي يوصل الى الفوضى من أجل فقط يصبحوا من المؤثرين في الحياة العامة وحشر رجال الدين أنفسهم في الحلبة فانتقلوا من ساحة الوعظ والارشاد لمستنقع البيع والشراء في السياسة، وقد انزلقوا الى المجالس البلدية والبرلمان والى المناصب العامة في الدولة من بوابة السياسة وليس الدين، واقتحموا حتى مجالس الشورى، السياسة فتحت لهم أبواب الفردوس باستثناء الحمقى الذين لم يعرفوا كيف يلعبونها، بالطريقة القذرة؟! لقد خسرنا في بلادنا كفاءات وعقول وكثير من المؤهلين للتطوير والازدهار، بسبب لعبة السياسة والدين، والنفاق السياسي، على حساب الاقتصاد والثقافة والحضارة وقد دفعنا أثمان هذه السياسية وسندفع الكثير، وما زال الدرب طويل وفي بداياته، فانتظروا براكين الفقر والجوع والثورات اللاهوتية.
ان لعبة السياسة لعبة خاسرة، لا أعني ألا نمارس السياسة أو نبتعد عن عنها، فذلك أشبه بالمستحيل، فلا وجود في عالم اليوم حراك ما، ليس له علاقة بالسياسة حتى الماء والهواء من حولنا هو سياسة ولكن الفرق في العمل والنتائج.
السياسة هي لعبة صنع الرفاهية وهي في قاموس الدول المزدهرة والحضارية والعقلانية فن صناعة الرخاء بأسلوب المنافسة.
في عالمنا هي عبارة عن سباق من يكسب أكثر ومن يكسر أكثر، ومن يحطم الآخر ومن يعزل الاخرين ويتسيد هو وحاشيته. فتخرج الكفاءات من المولد بلا حمص! في النهاية مجتمعاتنا هي الخاسرة ومرشحة للخسارة أكثر مما نتصور ان تَسيّدّت السياسة المنافقة بأكثر مما تحتمل الأوطان التي عانت من حكم الطبقات السياسة، ومتطلبات هذه الطبقات...
التصفيق الجماعي لا يكون دائماً تعبيراً عن التأييد.
#احمد_جمعة (هاشتاغ)
A.juma#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟