حلويات جامعة البصرة

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7750 - 2023 / 9 / 30 - 00:50
المحور: كتابات ساخرة
    

عذرا للخليل بن احمد الفراهيدي، وعذرا للحسن بن الهيثم، وعذرا للجاحظ، وعذرا لواصل بن عطاء الغزّال، وعذرا لجميع العلماء الاعلام في مدينة البصرة، فقد انحرفت بوصلة الدراسات العليا في جامعتها العريقة وهبطت إلى المستوى الذي أوصلها للبحث في الأفران والمطابخ عن تقنيات الفلافل والسنبوسة والمصقول والكليجة، والتعمق في هندسة الدهينة الكربلائية الغنية بجوز الهند، والتوسع في مجالات البقصم والكعك ابو السمسم، وتفحص التركيبة الكيميائية للمواد الداخلة في صناعة (من السما). فقد ناقشت جامعة البصرة رسالة ماجستير بعنوان: (صناعة الحلويات والمعجنات في كربلاء المقدسة). .
لسنا هنا بصدد التعريض بالطالبة المجتهدة (زهراء فيصل هاشم)، التي لا ذنب لها في اختيار محاور الدراسة، وإنما نوجه أصابع اللوم والانتقاد إلى لجنة الاشراف والمناقشة التي سمحت لنفسها في الخوض بهذه المواضيع التافهة التي لن تعود علينا بالنفع والفائدة، ولن نستفيد منها شيئاً. .
لقد جعلوا من أنفسهم أضحوكة يتداولها عامة الناس في المقاهي، وبين أروقة الجامعات العراقية. حتى بات من غير المستبعد ان تمضي الجامعة في هذا المسار، لتقدم لنا المزيد من الدراسات عن (صناعة الزنجبيل في اسواق خمسميل). أو عن: (اهمية الطماطة في إعداد طبق الزلاطة)، أو عن: (أسعار الخريط في البورصة العالمية)، أو عن: (الطب البديل في عيادة أبو هديل). .
والسؤال الآخر هو: ما جدوى هذه الدراسة في النهوض بواقع صناعة الحلويات المحلية ؟. وهل عمقت جامعة البصرة علاقتها بالسيدة منال العالم البارعة بصناعة الفطائر والكنافة الحلبية ؟. .
لقد احرزت الجامعات العالمية والعربية اعلى المراتب في مجالات البحث العلمي، وتركت الأثر الكبير في الرقي والتحضر وخدمة الانسانية. ولكن ليس عن طريق المعجنات والبسكوت والحمص بطحينة. .
ترى اين سيكون تصنيف جامعة البصرة استنادا الى معايير تصنيف الجامعات العالمية. وبخاصة في تصنيف QS و QS star ؟. وهل سيكون لها أي تقييم في معايير شركة (نستلة) أو شركة ماكنتوش لصناعة الحامض حلو والملبس ؟. .
ختاما: نأمل من جامعة البصرة اكمال مشاريعها العلمية في البحث عن اسباب قهقهة الهدهد الحائر لحظة غروب الشمس في جزيرة أم الرصاص. أو التعمق في دراسة صوت ورق السدر اليابس إذا أكله الخروف العطشان بعد كسوف القمر على الضفة الأخرى من النهر . .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات