|
شهرة 1998(وودي ألن):اشتقاق
بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 7749 - 2023 / 9 / 29 - 16:53
المحور:
الادب والفن
لفيلم هو من كتابة واخراج وودي ألن،ويتعاون فيه مع المصور Syven-N المعروف،وهو احد معطيات اعجابه وتأثره ببيرغمان،ويتعاون فيه وودي ألن ايضا مع مجموعة من ممثلين الصف الأول...المشاهير ولكن هناك أسئلة لابد ان تطرح قبل الخوض أكثر،لماذا الابيض والاسود...لماذا يعمل وودي الن على تصوير فيلمه هذا بالأبيض والأسود،فهو لم يكن أبدا اشكاليا فيما يخص الصورة،أو فلسفة الصورة. فهو لم يكن من هؤلاء اصحاب النظريات الثورية في الشكل من امثال جان لوك غودار أو ألن روب غرييه أو حتى بيرغمان نفسه.... الفيلم يتحدث عن لي سايمون-الممثل Keneth Branagh صحفي المشاهير،او ملاحق المشاهير في فترة مضطربة جدا من حياته،من حيث انفصاله عن زوجته وعمله على اشباع رغباته الجنسية بطرق متعددة حتى مع المشاهير انفسهم،بالاضافة الى بحثه الوجودي عن علاقة نسائية سوية،ولكنه دائما ما يقع ضحية التشتت وعدم الاستقرار بحيث بدا غير قادر على الاختيار أصلا ولا حتى الاستمرارية. نيكول(ميلاني جريفث) ممثلة مرتفعة الاجر ولكن كامب ديفيد يرغب بمحادثتها... طبعا،وعلى نمط الاسكتش والتلميحات المقتضبة بشيء أقل من التشبيه(الأفيه)،لا ينسى وودي ألن ان يقدم الجملة التي ربما لاتعني أي شيء من الناحية النظرية،ولكنها قد ترسم البهجة على وجه المشاهد،وهي بالاساس غموض وودي الن في التلميح الى يهوديته،وعلاقته بدولة اسرائيل،بحيث لايبدو أبدا بأنه قد تجاوز عقدته لأنك سوف تراها في كل أفلام وودي ألن... فيلم شهرة يحمل الكثير من الجوانب التي من الممكن النظر اليها،فهو غير بعيد عن سينما وودي الن المليئة بالحوار الى درجة الثرثرة،ومن الممكن القول عنه أنه ثوري في الكلام وليس في الصورة،فمن الحوار ممكن اشتقاق الكثير من النظريات،وعلاقة هذا الحوار بالواقع الحالي. تقول نيكول أوليفر: من حسن حظي أننا نموت بسرعة...اعتاد اخواني ان يتجسسو علي بينما كنت استحم ويتحرشون بي هذه الصراحة تنقلنا الى عالم نفسي آخر،بحيث ان وصمخة الاخلاص الزوجي هي وصمة تنتهي عند اقفال الأبواب،ولي الذي يحاول اشباع رغباته بالتحرش سيجد ملاذا آمنا للاباحية عند نيكول...طبعا من الماضي من الممكن ان نحكم على الحاضر،ولكننا لن نلجأ الى الاشتقاق،بل سنقول ان هذه الدراما بالأبيض والأسود ستتحول الى كوميديا جنسية أكثر منها دراما عن انفصال تعتمد على الموقف بشكل كبير احيانا من دون تفصيل،وتعتمد على تلك الاشارة التهكمية المبالغ فيها أحيانا،بحيث بدا من الممكن القول بأنها دراما كوميدا موقف جنسية ذات صبغة عالية من التهكم... وهنا نبدأ بالشك والتساؤل:هل هو فيلم عن الجنس بالمعنى الاجتماعي إذا لم نلجأ الى جمل اشتقاقية مثل زنا المحارم...؟! ألم يسبق لك أن اطلقتي العنان لشهرتك هنا،في هذه الغرفة وحررتي نفسك...؟! يبدو سايمون لي بريئا ولكن جمله واسئلته ليست في البراءة من شيء،والحالة تبدو مفعمة بزنا المحارم...شيء من الاضطراب في السلوك الجنسي تجعل من المعطيات اباحية نوعا ما... وعندما يلاحق عارضة الازياء (تشارلز ثيرون) نجدها مصابة بعقدة جنسية قابلة للاشتقاق هي الأخرى،وهوالأمر الذي يجعلنا ننقاد الى اكثر تحليلية لما يدور امامنا اكثر من قبوله ككوميديا مغلفة بالموقف. أنا اعاني من حالة التعددية،وهي تعني القدرة على كسب الاشباع الجنسي خارج السلوكيات الجنسية... الجملة أعلاه تذكرنا بديفيد كرونبرج ولكننا لم نعمد الى الاشتقاق أكثر بل سنعرج على روبن زوجة لي السابقة... الاشارة الاولى ان لي مسكونة بالهاجس الديني فهي كاثوليكية ملتزمة ولدت في بيئة ملتزمة... يقدم وودي ألن النموذج،أو الشكل الديني من خلال كوميدا الموقف،والاسئلة التهكمية أيضا... برأيك من أكثر جماهيرية(البابا)أم الفيس بريسلي...؟! هل تظن ان فرقة البيتلز في عز شهرتها تفوقت على شهرة المسيح؟! من الملاحظ-كاشتقاق-ان روبن تعاني من الكبت الاجتماعي...الخجل والاقصاء الذي يضفيه الدين على الجنس عندما تسأل روبن –لاحقا في مشهد بعيد-عن الجنس الفموي ...ماذا يدور في ذهنك صلب المسيح.... من الممكن ان يكتب فرويد كتابا مصغرا حول رد روبن:صلب المسيح وبعيدا عن النظرية والاشتقاق حول الدين والكبت الجنسي،فوودي ألن شكاك من الدرجة الأولى ولكننا لم نعهده مجدفا على الدين حتى لو اكسبته نظرياته تقديسا للالحاد. تلتقي روبن بتوني غارديلا،منتج أخبار وهنا يختلف مسار حياتها قليلا فتتعرف على الكثير من المشاهير-منهم دونالد ترامب-ولكنها ترفض الزيف وتحن الى ماضيها كمعلمة لأدب اللغة الانجليزية وتهرب في يوم زفافها...أنها لازالت اسيرة التحفظ...اسيرة علاقة زوجية استمرت ستة عشر عاما وانتهت بلحظة... بينما يظل لي متخبطا في قراراته ويترك صديقته التي تعاقبه باتلاف ميلودرامي لروايته التي في رحم الكتابة،بينما يكتشف ان علاقته الجديدة (الانثى) على وشك ان تخوض علاقة جديدة. وبذلك يبقى تائها حائرا متسائلا أسير اللحظة.....فيلم شهرة لم يحقق نجاحا يلتفت اليه في مسيرة وودي ألن،ولكنه يعتبر الشعلة المنطفاة في مسيرة وودي ألن...ولكن،لماذا صور وودي ألن فيلمه هذا بالابيض والأسود وهو ليس من انصار الشكل كما قلنا... حسنا،هل ترين ذلك الرجل،انه مخرج فيلم بابا دوسبك انه فنان طموح بحق،احد السذج الذين يحرصون على تصوير افلامهم بالأبيض والأسود كما أني أعتقد أن هذا الطرح التهكمي (اللاحق) ذو ارتباط نوعا ما بجملة الابيض والاسود: هل ترين ذلك الذي يخرج من المصعد...أنه ناقد مشهور اعرفه...لقد اعتاد ان يكره جميع الأفلام،ولكنه تزوج بأمرأة جميلة صغيرة السن فاصبح يحب جميع الافلام هذه الاسكتشات من المستحيل ان تكون لشخص غير وودي ألن 2/6/2023
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أنا مهتاج جدا 2013(بيدرو ألمودفار):ارهاص
-
لصوص تافهون 2000(وودي الن):سفلس الطبقة
-
لعنة العقرب اللازوردي 2001(وودي ألن):الستارة القبيحة للحقيقة
-
أي شيء آخر 2003(وودي ألن):أنها بالتأكيد كأي شيء آخر
-
سوف تقابل غريبا طويلا مظلما 2010(وودي ألن):خلط أوراق الحياة
-
نهاية هوليودية 2002(وودي ألن):الصدف المنبعثة
-
من الداخل(داخلي) 1978(وودي ألن): فيلم شوبنهوري بكل المقاييس
-
غويا في بوردو 1999(كارلوس ساورا):ارهاصات اللحظة الأخيرة
-
لطيف ومنحط1999 (وودي الن):حكمة القدر
-
إمرأة اخرى 1988(وودي ألن): مسرح الذات
-
العلاقات الخطرة -بيير كوديرلوس دولاكلو: رواية اسيرة اللحظة ا
...
-
اشتراكية 2010(جان لوك غودار):مقال صحفي
-
نون يمسك بالنرد1971(ألن روب غرييه):عقلنة اللقطة
-
عدن وما بعدها (ألن روب غرييه) 1970:ارتجال الواقع
-
الفيلا الزرقاء1995(الن روب غرييه):تلك الاصوات التي تقود الى
...
-
اللعب بالنار1975(ألن روب غرييه):محاولة اكتشاف
-
حنا وأخواتها1986(وودي ألن): الطاولة التي تقف على ثلاثة ارجل
-
Moebius2013 (كيم كي دك):الأوديبية التي تتحرك من خلف الظل
-
ذوبان 2019:الفيلم الأخير الذي حققه كيم كي دك في حياته الدنيا
-
مقت/اشمئزاز 1965:من ثلاثية الغرف المغلقة-رومان بولونسكي
المزيد.....
-
السعودية.. رحيل -قبطان الطرب الخليجي- وسط حزن في الوسط الفني
...
-
مصر.. كشف تطورات الحالة الصحية للفنان ضياء الميرغني بعد خضوع
...
-
-طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري
...
-
القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
-
فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف
...
-
خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
-
*محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا
...
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|