هل مازال هناك نخبة في اليمن؟

محمد عبدالمغني
صحفي وباحث سياسي
(Mohammed Abdulmoghni)

الحوار المتمدن-العدد: 7749 - 2023 / 9 / 29 - 16:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

منذ فترة ، لوحظ غياب شكل الخطاب النخبوي الذي كان في أوجه بين الفترتين الزمنيتين التي وافقتا وسبقتا العام 2011.
لقد أصبح التصور العام لوجود نخبة بمعناها الفعلي في اليمن اليوم بعيدا جدا، إن صح التعبير، خاصة بعد موجة الأحداث التي عصفت بالبلاد منذ تسع سنوات وأدت إلى حدوث استقطابات سياسية مختلفة للنخبة. وبعد ظهور هذا الواقع المضطرب في البلاد، فإن ذلك كان كفيلا ايضا بتغيير العديد من الأنماط والتعريفات السياسية والثقافية داخل المجتمع، بما في ذلك مفهوم النخبة.

عمليا، قد يكون من الصعب اليوم القول بأنه مازال هناك نخبة حقيقية في البلاد تعبر عن الشريحة الفاعلة والمؤثرة داخل المجتمع وتعبر كذلك عن آراء ومطالب وطموحات الناس بصيغة حقيقة، كما كانت عليه إلى حدٍ ما في الماضي.
أعني تلك النخبة التي كانت تتمتع بالمعرفة والقدرات الفكرية الخاصة، والتي خلقت مبادئ وأفكار وكونت تكتلات وتيارات سياسية أثرت في تلك الفترة الزمنية بشكل فعلي على صنع القرار وفي المشهدين السياسي والثقافي.

صحيح أن هناك اليوم من يعبر عن آرائه المنحازة للناس ومطالبهم، وقد يكون بعيدا بالفعل عن موجة الاستقطابات السياسية الحاصلة، ولكننا غير متفقين على تسمية هذا الفعل بأنه يعبر عن استمرار وجود النخبة في البلاد، لأن هناك فرق بين النخبة النظرية المتمثلة في الأفراد الذين يمتلكون المعرفة والقدرات اللازمة لعرضها بين فترة وأخرى، وبين النخبة التي كان لها إضافة للجانب النظري أيضًا مقدرة عملية على التغيير والتأثير المباشر في الواقع السياسي والاجتماعي.

في الحقيقة، لايجب حصر المشكلة في حدود هذا الزمن فقط لأننا لسنا أمام حالة جديدة من الاستقطاب للنخبة، حيث تم استخدام النخبة اليمنية في العديد من الفترات الزمنية التي مرت بها البلاد منذ التسعينات كأداة سياسية لتحقيق مصالح أفراد وأحزاب وجماعات عديدة في تلك الفترات، ولكنها ربما لم تهوي في الوقت نفسه إلى هذا الشكل الذي تعيش فيه نخبة اليوم.

اجمالا نحن اليوم أمام تشكل مشهد جديد من النخبة امام غياب تأثير النخبة التقليدية الذي اصبح محكوما ايضا بعوامل أخرى ،منها إننا اليوم اصبحنا أمام تغير متسارع وتشكل وتحول يحكمه الوقت والتكنولوجيا وتجدد الظروف والديناميكيات المختلفة داخل المجتمع.

#محمد_عبدالمغني (هاشتاغ)       Mohammed_Abdulmoghni#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات