عامر موسى الشيخ
شاعر وكاتب
(Amer Mousa Alsheik)
الحوار المتمدن-العدد: 7749 - 2023 / 9 / 29 - 01:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
للمغسلة أهمية كبيرة في حياة الناس ، وجودها يمثل شكلا من أشكال النظافة الحياتية واليومية ، فهي موضع غسل اليدين والوجه ، ومكان الوضوء بالنسبة للمصلين، وإذا قرنت بها المرآة المزودة برف ، فأنها تؤدي وظيفة حمل مواد النظافة ومساحيق التجميل ، وتنظيف الأسنان ومشط الشعر ، وهلم جرّا من هذه المواد ، تأخذ حيزها من المكان وتتداخل انعكاساتها في عمق المنظور ، مع الوجه الناظر المتطلع إلى ذاته فيها .
في وسطها أو قد يكون على جانب منها ينتصب صنبور الماء أو الحنفية أو (اللوله ) وهذا الجزء منها هو المتحكم بكمية الماء ، وقوة دفع جريانه ، ينصب الماء من فوهة الصنبور إلى النقطة المركزية الوسطى للتصريف ، وفي الامتداد تقاطع الأيادي جريان الماء من أجل الغسل والتنظيف.
ثمة فئات من الناس لا تقتنع بغسل واحد لحظة الاستعمال ، فهاجس عدم النظافة عندهم غير مستقر ، لذلك يصاب البعض منهم بالوسواس القهري ، لذلك نراهم يهمون إليها بين لحظة وأخرى.
في اللحظة العراقية الراهنة ، وصل الوسواس القهري ، إلى بعض من أحزاب السلطة ، إذ أنها تشعر بعدم نظافتها الداخلية ، وأنها تعاني من اتساخ تاريخي ، ولوثة لا يمكن محوها إلا بمغسلة انتخابية ، لذلك راحت تفاتح وتختار أناس معينين ، على درجة من النظافة ، من أجل التمثيل الانتخابي للمشاريع المستقبلية ، يلعب هؤلاء الجدد دور ( مغسلة ) الأحزاب ، فأصحبت القوى السياسية التي تعاني من القذارة الداخلية تهم باختيار الفرد أو الأفراد ( المغسلة ) الذين يسهمون حسب تصورهم بتنظيفهم !! .
ثمة قوى أخرى ، لم تشعر بوساختها الداخلية ، إذ آثرت على إبقاء عناصرها التاريخيين ، أو اتجهت إلى اختيار عينة أخرى أكثر وساخة ، ولكن لا ترى تلك القوى وساختهم المتراكمة.
هذه الفئة لم تستعمل المغسلة الانتخابية ، بل آثرت على أن تكون ( منهولة ) لجمع كل الوساخات ما سبق منها وما تأخر ، وما ظهر وما بطن .
نحن اليوم بحاجة إلى مغسلة رسمية تنظم الماء من أجل غسل العراق من جديد ، بعد أن تم غسله مرتين ، الأولى في 2003 والثانية في 2014 .
وسلامتكم .
#عامر_موسى_الشيخ (هاشتاغ)
Amer_Mousa_Alsheik#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟