|
كيف ندعم مرشحنا المفضل؟!
سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.
(Saeid Allam)
الحوار المتمدن-العدد: 7748 - 2023 / 9 / 28 - 05:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نقطة الضعف الأساسية التي تواجه مرشح المعارضة الأبرز أحمد الطنطاوي، ليست هى السلطة، التي تنفذ السياسات التي تملى عليها ضد مصالح شعبها الأساسية، لتضمن بأنانيتها البشعة أستمرار سيطرتها المنفردة على ما سيتبقى من السلطة والثروة بعد التفريط الفادح في ثروات الوطن وسيادته، ان سلطة بهذا الوضع هى في أضعف حالاتها، لذا فهى تقدم المزيد من الطاعة للخارج، والمزيد من القمع للداخل.
سلطة بهذه الكيفية تصبح سهلة السقوط، وهنا نعود الى نقطة الضعف الأساسية للمرشح الأبرز طنطاوي، وقبل منه وغيره من شرفاء الوطن، وما أكثرهم، النخبة المدنية المعطوبة هى نقطة الضعف للشعب الذي يأتي قبل طنطاوي وأي أحد اخر من شرفاء الوطن، قبلهم جميعاً بما لا يقاس، النقص الفادح الذي يصل الى العدم في تقديم النخبة الدعم لآسر فقيرة بائسة بعشرات الملايين، منداسين بأحذية حفنة من الآسر الثرية النافذة،، ووطن عزيز مهان، ويدفع بخطى متسارعة نحو الأندثار، ان نقطة الضعف لكل ذلك، وغيره، هى النخبة المدنية المعطوبة، التي نجحت السلطة على مدى أكثر من سبعة عقود من أفسادها، أو كتم نفس الغير قابل للأفساد، وهذا بالتأكيد لا يعفي النخبة المدنية من مسئوليتها الذاتية عن أستمرار ضعفها وأنتهازيتها وذيليتها لأكثر من سبعة عقود، فيما عدا لحظة الأضاءة التي صنعها نبلاء يناير الشباب.
النخبة المدنية المعطوبة، هى الحلقة الأضعف، هى نقطة الضعف الأساسية، ليست لفرص نجاح طنطاوي، بل، لفرص مساعدة الشعب على أنتشال نفسه من مستنقع البؤس والقهر المغروس فيه حتى اخر نفس، والقادم أصعب بما لا يقاس ..
وفي مقابل النخبة المدنية الأنتهازية المعطوبة، الذي لا يفوقها أنتهازية ألا مثقفي السلطة، وتجار الدين، لا أمل ألا في الجيل الجديد، جيل يناير، الذي يحتاج الى أستخلاص الخبرة من نضالات الأجيال السابقة، السلبية منها قبل الأيجابية، في سياق تشكيله لخبرته الخاصة التي لن يكتسبها ألا في معارك محدودة شعارها "أسترداد حق المجتمع المدني في التنظيم المستقل"، معارك محدودة هى مركز التدريب، والمفرخة لأعداد أعداد جديدة من القادة الأجتماعيين، مفرزة تخريج القادة السياسيين الجدد، في عملية أحلال وتجديد حتمية، وخلق روابط ووشائج مع نخب مناضلة لمجتمعات أخرى تعيش ظروف مماثلة، فلن تنجح ثورة بمفردها، فعولمة اللصوص، لن يمكن الصمود أمامها، ناهيك عن الأنتصار عليها، ألا بعولمة المسروقين المضطهدين.
وطبعاً، لن تكون عملية تحرير حق المجتمع المدني نزهة لطيفة، بل، ستكون عملية طويلة وشاقة تدفع فيها أثمان غالية وعظيمة، للحصول على حريتنا، لابد ان نثبت اننا أهلاً لها، الكلام عن الحرية وليس عن الفوضى "الخلاقة"، فالعمل من أجل أسترداد أغلى ما تحافظ عليه أي سلطة شمولية، الا وهو حرمان المجتمع المدني من حقه في التنظيم المستقل، المصادر في مصر منذ 52، والذي لا يمكن التقدم الا بتحرير هذا الحق المصادر، أما الرغبة التي يمليها اليأس في الخروج بالملايين للشوارع والمياديين، بدون الحد الأدنى من الأستعداد التنظيمي والفكري والسياسي والجماهيري، من قبل أعداد متزايدة تم تسليحها بالحد الأدنى من الوعي النظري والخبرة العملية، بدون ذلك، فالنتيجة المؤكدة التي يعلمنا بها التاريخ، أنه ليس هناك ثورة، بدون تنظيم ثوري، فقط لن يكون هناك نتيجة حتمية، بخلاف الخسائر البشرية الفادحة والمهدرة، سوى المساهمة الجليلة التي سنقدمها ضد أنفسنا، لتحقيق الهدف الأستراتيجي للمتربصين بأبتلاع الكتلة الأكبر والأهم في قلب قلب العالم، مصر، الجائزة الكبرى، رمانة الميزان، الهدف الخارجي الذي يجري تنفيذه، للأسف وللعار، بمساعد أيادي ودولارات "متعاونين" مصريين، عملاء عام وخاص.
ان الدعم الحقيقي الوحيد الشريف والمبدئي الذي يمكن ان نقدمه لمرشحنا الأفضل، طنطاوي، ومن قبله، وقبل غيره، ان الدعم الذي يمكن ان نقدمه لشعبنا الذي يبحث بخطى الجوع والبؤس والدموع والدم، عن قادته من أبناؤه المتعلمين، من المناضلين المثقفين الشرفاء، الذي هو في أشد الحاجة أليهم، والذي يأمل منهم ان يقودوه نحو الخلاص، ليجدهم للأسف، أما أنتهازيين بأجر، أو مخروسين بشرف، - وبالطبع الأستثناء يؤكد القاعدة ولا ينفيها -.
انه على الرغم من ان الذي يحسم حركة التاريخ، في مصر كما في أي مكان اخر في العالم، هو ميزان القوى على الأرض، هذا اذا ما كنا نتحدث عن ثورة علمية، تسعى لتغيير حقيقي الى الأمام، وليس ثورة رجعية الى الخلف، أو فوضى للتنفيث الغير منظم عن الغضب، كأسطوانة الغاز المملؤة التي ينزع عنها المنظم بدون أي استعداد.
لذا في حال ما اذا كنا نتحدث عن ثورة علمية، واذا كنا مؤمنين حقاً بالعلم، وبالمنهج العلمي فعلاً، وليس قولاً فقط، عندها، لابد أن يكون على رأس جدول أعمال المناضلين الشرفاء المبدئيين، مهمة تعديل ميزان القوى، وعدم الأستنكاف عن المعارك المحدودة، لتحرير حق المجتمع المدني، القادر وحده على تعديل ميزان القوى المائل بعنف، على أعتبار ان كل نضال أقتصادي نقابي، هو في جوهره نضال سياسي، كما ان هناك حتمية الخروج من نضال "الداون تاون"، "وسط البلد"، المكيف والمسفلت والنظيف، الي النضال "وسط الفقراء"، هؤلاء الفقراء الذين هم وحدهم القوة الحقيقية القادرة اذا ما أتحدت، وهى صاحبة المصلحة، في أحداث التغيير الفعلي للأمام لصالح كل المجتمع، شرط توفر قيادة مبدئية تعمل على ان تملكه الوعي النظري والخبرة العملية، ولو بحدها الأدنى، للعناصر المتقدمة منه، وألا لا تنتظروا سوى الفوضى "الخلاقة" المستهدفة خارجياً، والمنفذة داخلياً.
لا يمكن التقدم بدون أزاحة الركام من الطريق.
لن يقود انتهازيون ثورة لصالح الشعب والوطن، فقط، سيقودون "ثورة" لمصالحهم الأنانية الخاصة.
الثورة عملية، وليست مجرد خطوة واحدة.
لا لحركة عارمة عشوائية، يمليها اليأس.
صديقك، من صدقك.
نقد النقد التجريدي الى حزب "انه فشل، وسوء ادارة، وخلل في الاوليات"!: ليس فشل او سوء ادارة، او خلل في الاولويات، انه مستهدف ومخطط له، انه صراع المصالح الطبقية المتناقضة، المحلية والاجنبية. هذه هى السياسة.
هام جداً الاصدقاء الاعزاء نود ان نبلغ جميع الاصدقاء، ان التفاعل على الفيسبوك، انتقل من صفحة saeid allam "سعيد علام"، واصبح حصراً عبر جروب "حوار بدون رقابة"، الرجاء الانتقال الى الجروب، تفاعلكم يهمنا جداً، برجاء التكرم بالتفاعل عبر جروب "حوار بدون رقابه"، حيث ان الحوار على صفحة saeid allam "سعيد علام"، قد توقف وانتقل الى الجروب، تحياتى. لينك جروب "حوار بدون رقابه" https://www.facebook.com/groups/1253804171445824
#سعيد_علام (هاشتاغ)
Saeid_Allam#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تبكير موعد الأنتخابات الرئاسية الى 5 أكتوبر! لن نسمح أبداً،
...
-
موافقة السيسي على التنازل عن حصة مصر التاريخية من مياه النيل
...
-
ملاحظات منهجية على بيان المرشح الرئاسي المحتمل احمد الطنطاوي
...
-
فيسبوكيات 29 توقعات بخفض رابع للجنيه: ومازال -الخنق من الرقب
...
-
فيسبوكيات 28 رسالة مفتوحة للنخبة المصرية: الواعون منهم والغا
...
-
ليس هناك أخطر من معارضة -بث الأوهام-!
-
فيسبوكيات27 الفيسبوك النيوليبرالي، يضطهد اليساريين، حصراً!
-
نقد النقد التجريدي فقدان الوعي، يبطل القيادة!
-
ملف: -مخرب العقول-. عبده مشتاق، وأسم الشهرة -الهبيد-!.
-
فيسبوكيات 26 هل يجرؤ السيسي؟! وفضح النقد التجريدي!
-
فيسبوكيات 25 ملف: ميليشيا ساويرس الأعلامية!
-
فيسبوكيات 24 الأنقلاب على الطريقة الأمريكية!
-
بدون سذاجه!
-
لن يأتي من وراء الحمقى والعملاء، خيراً.
-
الطريقة الأمريكية، لتفكيك الدولة المصرية!
-
الذي يريد ان يعرف مستقبل الحكم في مصر، عليه ان يطلع على سر ا
...
-
المبدأ الحاكم للنظام العالمي الأن هو -التقسيم مجدداً!.-
-
-التيار الحر- -حصان طرواده- قادمون على ظهر -الدولارات- الأمر
...
-
فريدمان لص -سارق للأفكار-! لقد بنى نظريته -النيوليبرالية الا
...
-
نقد النقد التجريدي التحليل السياسي، اللاسياسي!
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|