محمد حسن البشاري
(Mohamed Beshari)
الحوار المتمدن-العدد: 7747 - 2023 / 9 / 27 - 15:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جذور الكارثة
بذرة هذه الكارثة زرعت يوم 01/09/1969 عندما أستولى القذافي على الحكم في ليبيا ومباشرة ألغى الدستور وأستولى على كل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وعلى الرغم من ذلك الا أن الإدارات التنفيذية في الدولة أستمرت في العمل وإن ليس بنفس الكفاءة السابقة الى يوم 15/04/1973 الذي وافق عيد المولد النبوي الشريف فأستغله لإعلان النقاط الكارثية الخمس في زوارة والتي نصت على:
• تعطيل كافة القوانين المعمول بها الان.
• تطهير البلاد من المرضى.
• الحرية كل الحرية للشعب ولا حرية لأعداء الشعب.
• إعلان الثورة الإدارية.
• إعلان الثورة الثقافية.
والتي تعني ببساطة إنهاء الدولة وتحول القذافي الى اله وكل نقطة من هذه النقاط كفيل بخراب أي دولة في العالم فما بالك بدولة فتية مثل ليبيا ، فمنذ ذلك اليوم تحللت الدولة وتخلفت في كل مناحي الحياة وتوفرت وصفة ممتازة للعديد من الكوارث التي حلت في كل المجالات الصحية والتعليمية والإدارية والثقافية والبنية التحتية وغيرها وصارت ليبيا نكتة في العالم تنتقل من كارثة الى أخرى حتى وصلنا الى ساعة القيامة في درنة.
وما أخشاه أننا سنشهد أكبر من هذه الفاجعة عندما تحدث في طرابلس أو بنغازي أو غيرهما من المدن ليس من فيضانات السدود فقط بل من كل الكوارث البيئية والمناخية التي قد تصيب أي منطقة في ليبيا فقد كنا في منجاة من هذه الكوارث عندما لم تحل علينا لعنة التغير المناخي وكانت ليبيا في سعة من الرزق بحيث تغطي على إخفاقات نظريات وسياسات القذافي العقيمة التي كان يطبقها على الليبيين لا لشيء الا لاستمرار حكمه البغيض الذي أنتج لنا أشباه رجال تصدروا المشهد بعد مقتله ظلوا يتصارعون على سلب ونهب المال العام على حساب حياة ودماء باقي الليبيين.
فلا شك عندي بأنهم أسواء منه بمراحل متعددة في خيانة وبيع الوطن والمواطن بثمن بخس ، فهؤلاء الذين تربوا في كنفه ليس لديهم الحد الأدنى من الأخلاق ولا يفقهون لا في السياسة ولا في الإدارة ولا في المنطق دع عنك من يستغلون الدين كأداة من أدوات النهب والسرقة والفتك بالخصوم جسديا ومعنويا فلم نرى أحدا منهم إستقال بعد كارثة درنة ولم نرى أحدا منهم يتبرع ولو بمرتب شهر واحد لمنكوبي درنة وغيرها من مناطق في الشرق الليبي بل يتناحرون الان على الأرصدة الليبية المجمدة في الخارج وعلى المعونات وعلى الميزانيات التي تم رصدها للسرقة باسم هذه الكارثة ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم.
عيد المولد النبوي الشريف 27/09/2023
#محمد_حسن_البشاري (هاشتاغ)
Mohamed_Beshari#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟