|
حين يتحول الصراع الاستراتيجي على الأرض ، الى صراع تقني بمسمى - الطاولة المستديرة - .
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 7747 - 2023 / 9 / 27 - 14:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل تم اختزال الصراع الاستراتيجي بين النظام المخزني السلطاني ، وبين الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، الى صراع ثانوي ، لا يؤثر في الموضوع الرئيسي للمفاوضات الجارية مرات قليلة ، بين اطراف النزاع ، ليصبح الاختلاف حول " الطاولة المستديرة " ، محط الخلاف الرئيسي ، الذي يعتبر تقنية تنظيمية للمفاوضات ، وليس المفاوضات التي يجب ان تأخذ المنحى الرئيسي ، بدل الاستمرار في جرجرة الوقت والزمن ، للتهرب من المفاوضات الجدية ، التي تقيس قلب النزاع ، ولا تهتم بثانويته التي تبقى شكلية في جميع اطوار المفاوضات ، بين اطراف النزاع الرئيسيين ، النظام المخزني البوليسي ، والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب . فإذا استمر الخلاف حول تبني تقنية وصيغة " الطاولة المستديرة " ، للوصول الى تبني هذه الصيغة ، او التنازل عليها ، فرغم ان قضية الصحراء الغربية ، هي قضية الأمم المتحدة ، التي يجب وحدها ان تقرر قبول او عدم قبول اعتماد صيغة " الطاولة المستديرة " ، لتسيير كل أشواط ومحطات المفاوضات ، ربما سيستمر النزاع مفتوحا لسنوات قادمة ، هذا اذا لم تكن قضية الصحراء قضية اممية من اختصاص مجلس الامن ، والجمعية العامة للأمم المتحدة . لأنه اذا كان حقا ان قضية الصحراء الغربية هي قضية مجلس الامن ، وقضية الجمعية العامة التي تباشرها كل سنة ، تحت مسميات شتى ضمن " اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار" ، فان عجز مجلس الامن عن فرض تصوره الخاص ، لحل القضية من خلال تنزيل كل قرارات مجلس الامن منذ سنة 1975 ، وقرارات الجمعية العامة منذ سنة 1960 ، حيث أصدرت القرار الشهير 1514 الذي يركز فقط على خيار الاستفتاء وتقرير المصير ، فان تلكؤ مجلس الامن ، وتردده الغير مفهوم للشروع في حل القضية ، طالما انها قضيته ، وليست قضية جهة أخرى ، وانْ كانت اطراف النزاع ذاتها تتفهم هذه الحقيقة ، وتتصرف ضدها . فالسؤال . هل عجز مجلس الامن بما له من سلطات جبرية وضبطية وإجراءات قامعة ، في تنزيل حل طبقا للمشروعية الدولية ، وكيفما ستكون ردود أفعال طرفا النزاع ، مما يعني انّ على الأمم المتحدة ان ترفع ايديها عن النزاع ، الذي يعتبر من اقدم نزاعات القارة الافريقية ، ويترك لطرفي النزاع ، حل مشكلة الصحراء الغربية بالطرق التي تستجيب لتطلعاتها ، ما دام ان الصراع جيواستراتيجي ، وجيو سياسي ، لأنه يتعلق بالوجود المهدد بمخططات ومشاريع الأطراف الأخرى المتصارعة ، التي انْ انتصرت ، كان انتصارها جيوبوليتيكا ، لأنه سيؤدي الى تغيير جذري للجغرافية ، وللجنسيات المزمع بزوغها عند حسم النزاع الحسم الجذري .. فهل تم اختزال نزاع الصحراء الغربية ، في صيغة اعتماد او عدم اعتماد الطاولة المستديرة ، وكم طاولات جرت في الماضي ، والمشكل لا زال قائما . بل سنجد انّ المنطقة مقبلة على عنف قل نظيره ، لأنه سيكون عنف اثني ، وحضاري ، وتاريخي ، وهوياتي ، يمس الوجود قبل ان يمس الحدود ، لان الطرف الذي سينجح في معركة الوجود ، أوتوماتيكيا سيكون قد حسم معركة الحدود .. والسؤال للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ، المهدد بفشل محاولته للتقريب بين اطراف النزاع ، والحال ان خاتمة السيد Sttafan de Mistura ، هي نفس النهاية التي توصل اليها المبعوثون السابقون للأمين العام للأمم المتحدة ، أي الفشل الذريع .. فهل سينجح السيد Sttafan de Mistura ، في ما فشل فيه المبعوثون السابقون للأمين العام .. ؟ ان فشل السيد Sttafan de Mistura ، اضحى واضحا وحتميا ، لان السيد Sttafan رغم انه يتكلم باسم الأمين العام للأمم المتحدة ، الاّ ان مشكلته ليست بالقوة الاقتراحية ، وافتقاره لسلطة فرض الخيارات ، وتحديد مجالات المفاوضات ، فيكون دوره الفاقد لسلطة الجبر والضبط ، دورا ثانويا ضمن النزاع المفتوح . ان القول بان قضية الصحراء الغربية ، هي قضية الأمم المتحدة ، التي تملك لوحدها صلاحية البث فيها ، أي ان الأطراف الأخرى ستكون تابعة للأمم المتحدة ، مما يفقد خرجاتها الخجولة والمحتشمة أيّ مشروعية ، وايّ مصداقية، غير مشروعية ومصداقية الأمم المتحدة ، التي تبدو اليوم بإثارة نزاع " الطاولة المستديرة " ، والتغاضي عن رأس الحربة في المشكل ، الذي هو السرعة القياسية في حل النزاع ، لتحديد الوضع القانوني للإقليم المتنازع عليه ، بعد ان تكون الأمم المتحدة قد نجحت في فرض الحل الديمقراطي الذي تشير اليه جميع قرارات مجلس الامن ، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، أي انّ تنفيد المشروعية ، يبقى وحده الحل الأمثل ، التي تحدد نتائجه جنسية الإقليم الذي اضحى اليوم كنزاع عصي عن الفهم ، وعصي عن التنزيل . فهل قضية الصحراء الغربية ، هي قضية اممية من اختصاص الأمم المتحدة ، ام انها قضية تباشرها اطراف النزاع بما يحلو لها ويرضيها ، وهي حلول طبعا لا علاقة لها باختصاص الأمم المتحدة ، ولا علاقة لها بما يردده أصحابها ، وعلى مسامع الهيئات المسؤولة ، بان نزاع الصحراء الغربية قد تم حسمه بالمرة ، ولا داعي لدور الأمم المتحدة الفاشل ، في حل اقدم نزاع بالقارة الافريقية . فإذا كان نزاع الصحراء الغربية ، هو قضية اممية ، مما يفرض ان تكون الأمم المتحدة وحدها صاحبة الحل الأخير ، طبقا للمشروعية الدولية التي لم تبق كذلك ، عندما ركب عليها اطراف النزاع ، فبدئوا يتصرفون لذاتهم ، وخارج المشروعية الدولية . وفي هذا الحال ، على الأمم المتحدة ان تعلن فشلها وعجزها منذ سنة 1975 ، ومن ثم تسحب كل الآليات التي جاءت على أساس اتفاق 1991 ، الذي بقي معلقا من دون تنزيل ، لمدة تجاوزت الثلاثين سنة .. ومن تم تترك لأطراف النزاع حل المشكلة على هواهم . وهنا . قد نعتبر رجوع اطراف النزاع الى ( الحرب ) الغير مرئية منذ 13 نونبر 2020 ، احدى الطرق لحل النزاع خارج سلطة الأمم المتحدة .. ان طرح قضية " الطاولة المستديرة " ، وفي هذا الظرف بالذات ، وتنصيب الحل المفروض انه جوهر النزاع في درجة ثانية ، يبقى تفسيره الوحيد ، من جهة ، الفشل الذريع لدور الأمم المتحدة في فرض حل باستعمال السلطات الردعية والزجرية ، ومن جهة تكون الوضعية او الوضع العام بالمنطقة ، عبارة عن حل تلجأ له الأطراف المهزومة ، للالتفاف على المشروعية الدولية ، الذي هو " خيار فرض سياسة الامر الواقع " . فهل نجح الحسن الثاني عدما التجأ الى حل " فرض سياسة الامر الواقع " ، عندما أصدرت محكمة العدل الدولية قرارها الشهير في 16 أكتوبر 1975 ، يركز فقط على حل الاستفتاء وتقرير المصير ؟ .. وهل نجح الحسن الثاني مرة ثانية في فرض " سياسة الامر الواقع " ، عندما دخل ومن دون مقدمات ، الى إقليم وادي الذهب " ترييس الغربية " ، بعد انسحاب النظام الموريتاني من الإقليم في سنة 1979 ؟ ، مع العلم ان النظام الموريتاني عندما وصف تواجده وغزوه لإقليم " وادي الذهب " بالاحتلال ، لكنه وبطريقة غير مفهومة ظل يحتفظ ب " الگويرة " التي وصف تواجد الجيش الموريتاني بها بالمحتل ، لأنها تُعتبر جزأ من أراضي الصحراء التي آلت الى موريتانية بمقتضى اتفاقية مدريد ، التي قسمت الصحراء كغنيمة وكصيد وفير. ان تعليق مهمة السيد Sttafan de Mistura ، بسبب التركيز على " الطاولة المستديرة " ، مع العلم ان تنزيل نظام الطاولة من عدمه ، لا يعني المساس بجوهر النزاع الذي يبقى في جزؤه الأكبر ، هو تحديد المشروعية القانونية للأراضي المتنازع عليها ، وهو تصرف طبعا رديء ، حين يربط الأساسي والاستراتيجي ، بالثانوي .. او ان التمسك بتقنية " الطاولة المستديرة " ، وتنصيب جوهر النزاع في درجة ادنى ، قد يفهم منه ان الأمم المتحدة ، وبالضبط الأمانة العامة للأمم المتحدة ، لان المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ، هو شخصية تابعة وليست متبوعة ، ورغم تمثيله للأمين العام ، فهو لا يملك سلطة الجبر والضبط والفرض ، بقدر ما يكون دوره دور البهلواني الذي في كل مرة تبدو له شخصية مغايرة .. وهنا هل اصبح السيد Sttafan de Mistura بهلوانيا لتشويه المشهد ، وتضبيع اطراف النزاع ، بجرهم الى المعارك الثانوية التي قد تستغرق السنين وليس الشهورا ، وترك اصل وجوهر الصراع في قاعة انتظار ، حتى يتم حسم مشكل " الطاولة المستديرة " الذي لن يحسم ابدا ، لتعلّق اطراف النزاع بمطالبهم ، وليس بحقوقهم ، ويكون الإجراء والتصرف هذا ، مؤامرة من قبل الأمم المتحدة ، لتأخير البث في جوهر النزاع ، مادام ان اللاعبين وراء هذه المؤامرة ، وقد تكون كذلك بالأمم المتحدة ، يعتبرون ان النزاع لم ينضج بعد ، وتنتظره سنوات عجاف ، لحله من قبل الأمم المتحدة ، استنادا على المشروعية الدولية الفاشلة فشل أصحابها ( مجلس الامن ) في تنزيل الحل طبقا للمادة السابعة من ميثاق الأمم المتحدة ... ان تركيز المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ، الى جانب النظام المخزني ، على تقنية " الطاولة المستديرة " المكبّلة لخيار البث في جوهر وفي اصل الصراع ، ليس بالأمر الهيّن .. لكنه موقف يثير الشكوك ، حول القصد من التركيز على تقنية " الطاولة المستديرة " ، بتركه البحث المعمق لطبيعة النزاع في مرتبة ثانية ، وتسبيق الشكل على الجوهر ، في حل نزاع الصحراء الغربية ، باللجوء الى قشريات لا علاقة لها بجوهر النزاع .. وهنا لنتساءل . اليس المؤامرة الواضحة ، ومن خلال التوجيهات للسيد Sttafan de Mistura ، وهو لن يستطع التحرك الاّ ضمن المجال المخطط له من قبل مجلس الامن ، الذي يعتبر وبحق ، بالواقف وراء الوضع القانوني المُعلّق لحل نزاع الصحراء الغربية ، مادام ان شخصية المبعوث الاممي للأمين العام للأمم المتحدة ، هي شكلية ، وليست تقريرية ، فيكون الخلل المقصود من داخل مجلس الامن ، الذي يحيل اليه السيد Sttafan de Mistura ، تقريره الذي يتحول بعد المناقشات ، ونهاية المناقشات ، ليتحول الى قرار لمجلس الامن ، يتم التصويت عليه من قبل دول الفيتو بالإجماع ، او ان تخرج دولة من دول الفيتو ، بمقترح يلغي اعتماد التقرير ، او تغييره ، قبل اصدار مجلس الامن لقراره .. في مطلب " الطاولة المستديرة " التي يقف وراءها النظام المخزني البوليسي ، والأمانة العامة للأمم المتحدة ، وقد يكون تنسيق حصل مقدما ، ومن دون الإعلان عنه ، مع عضو او عضوين من دول الفيتو ، والأمين العام للأمم المتحدة التي يتبع له مبعوثه الشخصي السيد Sttafan de Mistura ، يتشددون على حضور اطراف أخرى جلسة " الطاولة المستديرة " ، والتركيز هنا على الجزائر وموريتانية .. في حين ان الدولتين ترفضان الحضور ، وبأيّ مسمى كان ، وتعتبران أنْ لا علاقة تجمعهما بنزاع الصحراء الغربية .. ومن ثم يرفضون الحضور ، وتبقى تقنية " الطاولة المستديرة " ، معلقة الى اجل غير مسمى ، وغير محدد . وقد يستغرق هذا ( الاختلاف ) سنينا اذا لم ينزل مجلس الامن ، وبالتنسيق مع الأمانة العامة للأمم المتحدة ، في الدعوة الى الغاء تقنية " الطاولة المستديرة " ، او اعتمادها وتبنيها .. ومن غير الحسم الجاد لمجلس الامن ، الذي تكون بين اعضاءه ايادي خفية ، تشتغل وتناصر او تعارض تقنية " الطاولة المستديرة " ، تبقى " الطاولة " ، آلية من آليات مجلس الامن المستخدمة سرا ، للدفع بالقضايا الشائكة الى شبه الحفظ ، او الى التعطيل سنوات عجاف قبل الوصول الى الهدف المبتغى ، الذي هو التعطيل ، وعدم التسرع في التخندق الى جانب من الصراع ، يعري عن مؤامرة مجلس الامن ، ومؤامرة الأمين العام ، اكثر في التلاعب بالقانون الدولي ، وبالمؤسسات الدولية ، " مجلس الامن " ، لعرقلة سرعة البث في النوازل الكونية ، ليبقى الجميع رهينا عند سلطة مجلس الامن .. وعندما يركز المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ، على تعميق النقاش حول مسألة " الطاولة المستديرة " ، واغفاله ملامسة الجوهر والاصل المتنازع عليه ، أراضي الصحراء الغربية منذ سنة 1975 ، تكون حقيقة النزاع امميا قد تكشفت ، ويكون وكما يجري في المعتاد ، استعمال الصغار في خدمة الكبار .. وهنا . بما ان موريتانية والجزائر اعترفا بالجمهورية الصحراوية ، ويقيمون معها روابط شتى ، فما هي القيمة المضافة التي سيضيفها حضور النظام الجزائري والنظام الموريتاني حلقية " الطاولة المستديرة " ؟ .. قد نفهم حضور النظام السلطاني ، وجبهة البوليساريو ، اللقاء اذا نجح السيد Sttafan de Mistura ، في جمع اطراف النزاع الرئيسيين للتفاوض ، بشأن نزاع الصحراء الغربية .. لكن ما الفائدة من حضور النظامين الموريتاني والجزائري جلسة " الطاولة المستديرة " ، وهما مواقفهما معروفة تميل الى نصرة الجمهورية الصحراوية ، لا الى معادتها . وبما ان موقف النظامين ضد مغربية الصحراء ، فماذا سيكرران قوله عند حضورهما جلسات " الطاولة المستديرة " . فهل سيناقشان وامام المبعوث الشخصي للأمين العام وضع الصحراء الآن ، ام يجب انتظار انْ يغيرا موقفهما، للانتقال من جهة معارضة مغربية الصحراء ، الى جهة نصرتها .. فموقف النظامين الجزائري والموريتاني واضحة ، ولا تحتاج الى حضور جلسة من جلسات " الطاولة المستديرة " .. ان رفض النظامين الجزائري والموريتاني حضور أي لقاء ، فأحرى الجلوس في " الطاولة المستديرة " ، من جهة هو موقف غير مقنع ، لأنها أنظمة ضد الحياد ، ومن جهة فالتمسك بموقف عدم الحضور ، لن يضيف للنزاع قوة اقتراحية تخفف في تشنج الجو المكهرب .. ومن جهة سواء حضرت تلك الأنظمة او لم تحضر ، فلن تضيف اية قيمة مضافة ، لجوهر النزاع الموجود بين ايدي الولايات المتحدة الامريكية ، وايدي العالم الغربي ، وعلى رأسه فرنسا التي عرت عن موقفها الذي تعبر عنه بالتصويب بالإيجاب على قرارات مجلس الامن . لكنها تعمل على تعطيل تنزيل تلك القرارات ، خاصة اذا كانت ستسبب ازمة للنظام المخزني البوليسي .. فالموقف الفرنسي بعد تجميد العلاقات بين محمد السادس وبين Emanuel Macron ، اصبح مقلقا للملك ، لأنه يعتبر موقف فرنسا بالحرباء ، ويعتبر ان فرنسا بمواقفها المتناقضة ، تغرس الخنجر في ظهر النظام المخزني ، ومن هنا فلا يجب انتظار شيء من فرنسا في الاجتماع المقبل لمجلس الامن في شهر أكتوبر القادم .. لكن رغم هذه الحقيقة التي يتوصل اليها كل متابع محلل للسياسة الفرنسية ، فرغم هذا التشنج في العلاقات ، فمن يدري ان فرنسا تختلف مع محمد السادس بسبب البرنامج الإسرائيلي Pegasus Gate ، خاصة وان باريس تنتظر تغيير الملك بملك اخر ، حتى تعود العلاقات بين الجمهورية الفرنسية وبين الدولة المخزنية ، الى احسن من سابقاتها ، لأنه مهما حصل ، ففرنسا لا ولن تفرط في المغرب ، كما انها لن تفرط في الجزائر ، وتبقى علاقاتها بالدولة الموريتانية علاقة تاريخ ، بعد حصول نواكشوط على استقلالها بدافع من فرنسا .. فالحسن الثاني اعترف باستقلال موريتانية ، لمّا وجد ان فرنسا تقف وراء الدولة الموريتانية .. ان نزاع الصحراء الغربية ، لن تفيد فيه تقنية ( الطاولة المستديرة " ، ولن تفيد فيه نوع واشكال الأنظمة المتصارعة .. ان مشكل نزاع الصحراء الغربية ، هو بيد الولايات المتحدة الامريكية بالأساس ، وبيد فرنسا كعراب للنظام المخزني . والموقف الفرنسي من حيث الجوهر لا يتعارض مع الموقف الأمريكي ، بل الموقفين يكملان بعضهما البعض ، ليبقى النزاع مفتوحا مادام الاستنزاف متواصلا ، وستبقى هكذا الوضعية الى ان يرث الله الأرض وما عليها ... وقبل الختم . ان جميع المبعوثين الشخصيين للأمين العام للأمم المتحدة بشأن الصحراء ، فشلوا في نجاح المهمة التي اوكلتها لهم الأمانة العامة للأمم المتحدة ، وانصرفوا بذرائع شتى .. فهل سينجح المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ، في ما فشل فيه المبعوثون السابقون ... وهل عند الإعلان عن فشل السيد Sttafan de Mistura ، سيعين الأمين العام للأمم المتحدة ، مبعوثا جديدا له في شأن نزاع الصحراء الغربية ؟ وحتى متى استمرار تعيين المبعوثين ، واستمرار استقالتهم بفشلهم في تحقيق ما هو ملزم منهم ... لقد فشل المبعوث الشخصي للأمم المتحدة Sttafan de Mistura ، حتى قبل ان يبتدئ في شغل منصبه .. ومثلما أصبحت مهمة De Mistura ، فاشلة ، فاختيار الشخص لهذه المهمة التي تبقى ، التنسيق بين جميع اطراف النزاع لجمعهم ، دون ان تتعدى اختصاصاته الى حقل آخر ، يكون التذكير بفشل Sttafan de Mistura الفشل الكبير في الملف السوري ، محفزا على البحث عن الشخصية التي عزلت Sttafan de Mistura ، ليتولى ملف الصحراء الغربية ، الأكثر استعصاء من الملف السوري ..
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حين يطغى البوليس السياسي - لأمير المؤمنين -
-
النظام المخزني يعترف بالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء
...
-
هل انقلب - بيدرو سانشيز- رئيس الحكومة الاسبانية بالنيابة ، م
...
-
- محمد السادس - . البوليس الفاشي والجهاز السلطوي القروسطوي ا
...
-
وصلنا درجة اللاّعودة
-
الصحراء في طريقها الى الاستقلال
-
فرنسا – مجلس الأمن – الصحراء الغربية
-
البوليس السياسي في الدولة المخزنية
-
موعدنا شهر أكتوبر او نونبر النشاء الله
-
عزلة تهميش إهانات
-
النظام معزول خارجيا وداخليا
-
هل ديمقراطية الملك رأس المخزن ، ام ديمقراطية الشعب صاحب السي
...
-
الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو گتريس ، يستقبل السي
...
-
أجهزة القمع والخنق في الدولة القمعية
-
المثف والمجتمع والسلطة
-
فشل زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ، بملف ن
...
-
الاستفتاء وتقرير المصير
-
هل الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، المعر
...
-
دين الشارع ودين القصر
-
هل الصحراء غربية ، أم مغربية ؟
المزيد.....
-
شون -ديدي- كومز يواجه ضحيتين أخريين في لائحة اتهامه
-
ترامب يتحدث عن السبب في حادث اصطدام الطائرتين في واشنطن
-
رئيس الوزراء العراقي يعلن القبض على قتلة المرجع الديني محمد
...
-
معبر رفح: متى تخرج أول دفعة من الجرحى من غزة ومن سيدير المعب
...
-
أول ظهور لتوأم باندا نادر في حديقة حيوان في برلين يثير إعجاب
...
-
هل خطط المحافظين في ألمانيا بشأن الهجرة قانونية؟
-
هل -يستعين- ميرتس بأصوات البديل مجددا؟
-
استعدادات لفتح معبر رفح ونتنياهو يهدد باستئناف القتال مع حما
...
-
إسرائيل تنفذ ضربات على مواقع لحزب الله في لبنان وتقول إنها م
...
-
-الويب تون-.. قصص مصورة نشأت في كوريا الجنوبية وتتطلع لغزو ا
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|