أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - زهايمر الايام














المزيد.....

زهايمر الايام


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7740 - 2023 / 9 / 20 - 23:12
المحور: الادب والفن
    


يقولون .. تبدأ اعمارنا حين نلتقي بمن نحب .. انا عمري ثلاثون عاما ونيف حسب القواعد التي سأذكرها .. قد يعيش الانسان بعمر طويل ولكن حين تسأله اي السنوات عشتها ولن تنساها فيتذكر ايام حبه وعشقه وفرحته ويوم عرسه ويوم نجاحه .. الخ من الايام .. ولكن لايريد ان يتذكر ايام وسنين الحزن والقحط لانها سنين لايرغب بذكرها ويتمنى زوالها عن ذاكرته .. اذن مقدار مايعيشه الانسان تتبلور في ايام عزه ومجده وهي ايام فرح في الحياة .. تتضمن دخول اشخاص نحبهم ويحبونا .. وهي ايام واوقات تنعش الذاكرة .. وغير ذلك فلايحسب بعمر حقيقي .. قد تكون وجهة نظر مثيرة للجدل .. يقول غابرييل ماركيز ان العُمر الحقيقي ليس ما بلغه أحدنا ، بل هو ما نشعر به من داخلنا . هنالك شباب ولكن تراهم بعمر الكهول .. وفي الوقت نفسه يشعر الرجل العجوز بروح الشباب .. كم شاهدت من أناس أعمارهم صغيرة.. لكن أرواحهم هرمة .. وآخرون قد قاربوا مائة عام.. لكن أرواحهم تحمل براءة الطفولة . منذ احببتها منحتني ذلك الشعور الخفي الذي يجعلني احب الحياة وابدع في عملي وامارس طقوسي اليومية التي تركتها لليأس .. فهي رغم تلك الامور الا انها تحمل طاقة ايجابية تشعرك وكأنك شاب بعمر العشرين .. تحب وتغرم وكأن الحياة تمد لك كل اذرعها .. يا له من شعور ويا لها من امرأة جميلة النفس . لها صوت انثوي يصعقك بشحنة من النشاط والاقبال على الحياة .. صرت امارس الرياضة واقلل من فترات الكسل الذي يلفني في الفراش كشرنقة ولكنها خرجت فراشة بأجمل الالوان .. تلك النوع من النساء يضعن الرجل في دائرة النجاح .. لو تكن هي بقربي دائما لأتوج سلطان الزمان واحكم العالم وافوز بجميع الالقاب . ولكن تلك امنيات واحلام .. ذهبت مع الايام .. حينها تشعر بالحزن والاكتئاب . ولاتلمس غير الفراغ والهواء . وتضيع حظوظك .. كسراب ماء لظمآن . واجد نفسي وحيدا بلارفيق وانيس .. وهيمان .. اتوه في دروب الحياة .. كطفل ضاع في زحمة الاسواق .. يبحث عن امه فلايراها في وجوه الغرباء .. وتكون دموعه هي العنوان .. ويصرخ بين الجموع صرخة اتقاذ .. اين امي .. فقد كانت هي بوصلته في الحياة وعكاز يتعكز عليها .. هكذا صرت تائه وحلمان .. وابكي في ظلمة الليل لعلي يزورني خيالها ويحيا في الوجدان . آه على ايام كانت الذ من الشهد والعسل . لتأتي بعدها ايام بصل .. اقول لها .. يمر قطار العمر سريعا ولايتوقف في محطاته وكأنه خرج عن السيطرة وانظمة التحكم وماعاد هنالك املا بالتوقف وسوف يصل لمحطتك الاخيرة محطما ومهشم الروح والعاطفة فلايبقى له اثر سوى اسم يضع على قبره دلالة للزائرين الذين يمرون له عابري سبيل .. ومن ثم يضيع الاثر بفعل ظروف الزمان . هكذا هي ذكرياتنا تتحول الى اطلال . وننسى بعضنا وتغدو صورنا شاحبة دون تفاصيل . ويكون الوداع هو العنوان .



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حيرت قلبي
- وحدة
- امرأة ولكن من نوع آخر
- هلوسة ثقافية
- واقعية الخيال
- عالم مجنون
- غفلة على مدار الزمن
- أمرأة واحدة تكفي
- مسارات متقاطعة
- مجنون مع سبق الاصرار
- شلل عاطفي
- حادث تصادم افكار
- لاتنظر الى الخلف عندما ترحل
- مصدات الالم
- خيبات امل
- نصوص خارج التغطية
- انكسار
- حذائيون
- محنة الفهم والتفاهم
- ضعف تكتيكي


المزيد.....




- عن عمر ناهز 64 عاما.. الموت يغيب الفنان المصري سليمان عيد
- صحفي إيطالي يربك -المترجمة- ويحرج ميلوني أمام ترامب
- رجل ميت.. آخر ظهور سينمائي لـ -سليمان عيد-
- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...
- ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في ...
- تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و ...
- السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت ...
- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...
- رايان غوسلينغ ينضم لبطولة فيلم -حرب النجوم- الجديد المقرر عر ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - زهايمر الايام