أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - الأسئلة المغلوطة (5) احتلال أم تدخل؟














المزيد.....

الأسئلة المغلوطة (5) احتلال أم تدخل؟


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7740 - 2023 / 9 / 20 - 12:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ليست المرة الأولى التي يتم البحث فيها عن حلول لغوية لمسألة سياسية. خلال جلسات مؤتمر مدريد للسلام كرر وزير الخارجية السوري فاروق الشرع أكثر من مرة عبارة "الكرامة"، ما لفت نظر ممثلة الولايات المتحدة الأميركية فسألته عن معنى الكرامة وعن محلها من الإعراب في سياق البحث عن تسوية عنوانها الأرض مقابل السلام؟
في الفترة ذاتها وحين كانت الولايات المتحدة تشن حروبها بحجة مواجهة الإرهاب في أفغانستان أو في العراق انبرى من يطالب بعقد مؤتمر دولي لتعريف معنى الإرهاب. وخلال الفترة ذاتها زل لسان جورج بوش فأسماها حروباً صليبية، فقامت القيامة ضده حتى أرضى المحتجين باعتذار عن استخدامه العبارة المثيرة ودعاهم إلى الالتحاق بالمعركة ضد الإرهاب، والتحقوا.
منذ اتفاق الطائف وحتى اليوم ما زال الخلاف محتدماً على التسميات: أحتلال سوري أم وجود أم تدخل أخوي؛ احتلال إيراني أم مساعدة أم نفوذ أم هلال شيعي. وفي مقابل الإجماع على أن الجيش الإسرائيلي هو جيش احتلال، لا يزال الصراع بكل أشكاله مندلعاً بين المقاومات اللبنانية والتنافس بينها قائماً على الشرعية النضالية ضد الاحتلالات.
آخر الابتكارات لحل أزمة الحوار برئاسة نبيه بري استبداله لغوياً بتشاور أو"لقاء" محتمل تحت إشراف المبعوث الفرنسي لودريان ونقل مكانه من قاعة البرلمان إلى أملاك السفارة. بين الحوار واللقاء والتشاور "يلعب الخيّال" والخيال الدوليان ليقنعا الحكام اللبنانيين بأنهم ليسوا أهلاً لإدارة شؤون البلاد.
غير أن الاستخفاف بقدرة المصطلحات على فعل ما فعلته يخفي جهلاً بوقائع التاريخ. مصطلح كروية الأرض أضرم حروباً في أوروباً توجتها ثورة فرنسا بتغيير وجه العالم. فكرة التوحيد، منذ لمح إليها الفرعون أخناتون، أحدثت انقلاباً في الاقتصاد والسياسة والفكر وأسست لحضارة الأديان السماوية.
أتباع هذه الحلول يؤمنون بقدرة اللغة على اجتراح معجزات، ويتوهمون بأن اللعب على الكلام يبدل الحقائق. منذ ستين عاماً والقنيطرة تنتظر من يعيد بناءها فيما يحتفل النظام السوري سنوياً بانتصار مزعوم في حرب تشرين. النصر الإلهي يشحن المؤمنين غبطة مع أنه أسس لانهيار مؤسسات الدولة. مع أن الاستبداد أكثر قدرة على التدمير من النابالم والكيماوي، فإن الولايات المتحدة أقنعت المجتمع الدولي بشرعية احتلالها العراق بعبارة "أسلحة الدمار الشامل" غير الموجودة، وزجت الأنظمة العربية في الحرب من خلال عبارة "الأرض مقابل السلام"، لكن، لا أرض أعيدت ولا سلام تحقق.
الحلول اللغوية تشبه مخارج الطوارئ في الأزمات، لكنها سالكة بالمعنى النفسي وفي الأوهام. هي حلول في عقول مبتكريها فحسب. ألأننا ماهرون في الحروب اللغوية ترانا نتفوق على خصومنا بالكلام والخطابة؟ حين سئل أحدهم عما يعنيه بالخطاب "الحنجري" قال، إنه مليئ بالضجيج وخواء في المعنى.
الحلول اللغوية والحروب الكلامية ليست من دون كلفة. ليس من بلاغة اللغة شحن النفوس ضد احتلال إيراني غير موجود أو ضد احتلال إسرائيلي موهوم، فهو يفضي إلى تنشئة جيل على المواجهة إما مع طواحين الهواء أما مع أهل الخندق الواحد، على غرار ما يجري في معسكر الفدراليين اللبنانيين أو في مخيمات الشتات الفلسطينية. وليست من البلاغة الدعوة إلى حوار أفضى في الماضي إلى تعطيل الدولة ويفضي اليوم إلى تدميرها.
حين يقتنع أبطال الحرب الأهلية أن الاستعانة بالخارج على أبناء الوطن، صديقاً كان الخارج أو عدواً ضرب من الخيانة، لا تعود التسمية حينئذ مسألة لغوية، ويصبح الحوار جزءاً لا يتجزأ من بناء الوحدة الوطنية.




#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفعل التفضيل أفضل التعطيل
- الثنائيات المغلوطة(4) الخوف والغبن
- في سبيل قيام تيار وطني ديمقراطي في الجنوب
- في سبيل بناء الوطن والدولة
- سبب افتراقي عن الحزب الشيوعي
- محمد علي مقلد
- مع العلمنة أم ضدها؟
- مع الحوار أم ضده
- مع قضية المثليين أم ضدها؟
- حين تخبط المعارضة خبط حولاء
- في نقد 13 نيسان (24) مصالح أم مساعدات دولية؟
- (24)البطركية المارونية عمرت. المارونية السياسية دمرت
- (23)الممانعة ونقد الحرب الأهلية
- ما بعد رياض سلامة ليس كما قبله
- في نقد 13 نيسان (22) الصحافة
- بكاء على الهريسة لا على الحسين
- في نقد 13 نيسان المجتمع المدني 21
- في نقد 13 نيسان (20)النظام السوري
- الحاكم ونوّابه
- في نقد 13 نيسان (19) منظمة التحرير الفلسطينية


المزيد.....




- 15 أغسطس 1944: مغاربيون في جيش أفريقيا شاركوا بإنزال بروفانس ...
- إيران تقيد الرحلات الجوية في منطقتها الغربية بسبب -نشاط عسكر ...
- الجزائر والنيجر.. تنشيط العلاقات
- حملة المقاطعة تطيح بالرئيس التنفيذي لستاربكس والإقالة ترفع أ ...
- هل يحتاج العراق إلى قانون الأحوال الشخصية الجعفري؟
- تغيير قانون الأحول الشخصية في العراق.. تهديد للديمقراطية اله ...
- روسيا والإمارات تبحثان التعاون في إطار مجموعة -بريكس-
- -نتائجه كارثية-.. خبير أمريكي يتحدث عن هجوم مقاطعة كورسك وتو ...
- المغرب.. مديرية الأمن تعزز الخدمات في مطارين بالمملكة
- بعد تسجيل حريق بمقرها.. القنصلية العامة الجزائرية بجنيف تصدر ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - الأسئلة المغلوطة (5) احتلال أم تدخل؟