|
المراحل التأريخية لنشوء النظام الأبوي وظهور الحركة النسوية 1
خسرو حميد عثمان
كاتب
(Khasrow Hamid Othman)
الحوار المتمدن-العدد: 7740 - 2023 / 9 / 20 - 11:24
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
قبل أن يُرَكز KEN WILBER ـ للإختصار ( .K.W)، في كتابه A BRIEF HISTORY OF EVERYTHING "،على العصور الخمسة التي طور الإنسان نفسه خلالها وهي: بحث عن المؤن ويُسميها بالعلفية أو الصيد وجمع الثمار Foraging أيضا ، الزراعة بشقيها البستنة Horticulture والزراعية Agrarian، صناعية Industrial و اعلامية Informational. يبدأ قصته بالانفجار العظيم Big Bang نفسه (1) ، ثم يتبع مسار التطور evolution من المادة إلى الحياة إلى العقل. وبعد ذلك، مع ظهور العقل، أو الوعي البشري، ينظر إلى العصور الخمسة الرئيسية الآنف الذكر. حيث حدد أنواع الإنتاج الاقتصادي، والنظرة العالمية، وأنماط التكنولوجيا، والنظرة الأخلاقية، والقوانين القانونية، وأنواع الدين بشكل مختصر.. بالاضافة إلى دراسة وضع الرجال والنساء في كل مرحلة من تلك المراحل وكيفية نشوء النظام الأبوي patriarchy ومصطلح الجندر وظهور الحركة النسوية أيضا(2). البحث عن العوامل الموضوعية المختلفة التي ساهمت في هذه التغييرات و تباينَ الوضع النسبي والعلاقة بين الجنسين، الذكور والإناث، بشكل كبير عبر هذه المراحل، حسب رأي (K.W) . تمكن بالاعتماد على الأعمال التي قامت بها الباحثات النسويات المعاصرات، مثل كاي مارتن، وباربرا فورهيز، وجويس نيلسن، وجانيت شافيتز و العديد من المصادر الأخرى إعادة بناء الوضع النسبي للرجال والنساء في كل مرحلة من هذه المراحل التطورية الرئيسية الخمسة ـ مراحل التنمية البشرية. يعتقد بأنه توصل إلى بعض الاستنتاجات القوية إلى حد ما بعد تَمَكُنه من عزل العوامل التي ساهمت في هذه الاختلافات في الوضع النسبي بين الجنسين:ـ 1ـ مرحلة البحث عن المؤن ويسميها بالعلفية أو الصيد وجمع الثمار Foraging أيضا: ظهرت هذه المجتمعات لأول مرة منذ ما بين مليون وأربعمائة ألف عام. يُشير إلى استنتاج هابرماس، بأن الذي مَيَّزَ البشر الأوائل عن القرود وأشباه البشر ـ hominids لم يكن الاقتصاد أو حتى الأدوات، بل اختراع دور الأب - وهو ما يسميه "عائلة الذكر ـ the familialization of the male". ومن خلال مشاركة الذكر في كل من الصيد الإنتاجي والأسرة الإنجابية، نجح الأب في ربط هذين المجالين القَيمَين، يعتبرها بداية تطور الجنس البشري على وجه التحديد. وبما أن الأنثى الحامل لم تتمكن من المشاركة في الصيد، فإن هذه الوظيفة وقعت على عاتق الذكر أيضا، سواء أراد ذلك أم لا (على الأغلب لم يكن راغبا، حسب اعتقاده). يَعتبر انخراط الذكر في المهام العائلية، بداية مهمة، وحيدة، عظيمة، دائمة وكابوسية لكل الحضارات اللاحقة و مثيرة للضحك أيضاُُ: ترويض هرمون التستوستيرون taming of of testosterone. تم تحديد أدوار الذكور والإناث وفصلهم في هذه المرحلة البدائية بشكل حاد. وفي الواقع، كان الرجال هم من يقومون بمعظم أعمال الصيد، و النساء يقمن بمعظم أعمال جمع الثمار وتربية الأطفال. إن نسبة مذهلة تبلغ 97 بالمائة من مجتمعات البحث عن الطعام كانت تتبع هذا النمط الصارم إلى حد ما. ولكن نظرًا لقلة الممتلكات - ولم تكن العجلة قد أُخترعت بعد - فقد كان هناك تركيز قليل على مجالا القيمة الذكورية أو الأنثوية. كان عمل الرجال هو عمل الذكور، وعمل النساء هو عمل الإناث، وكان من المحرمات الخلط بين هاتين المهمتين - كانت هناك محرمات قوية جدًا فيما يتعلق بالاناث الحائضات - ولكن لا يبدو أن هذا قد تم استغلاله في أي نوع كبير من الاختلاف في الوضع. يرى (.K.W) تحويل دور هرمون التستوستيرون بعد الترويض ـ taming of testosterone من :"اللعنة عليه أو قتله fuck it ´-or-kill it" إلى خدمة رجل العائلة تحولا مثيرا للضحك كثيراََ. على أية حال، فإن البنية القبلية لهذه العائلة و نسب القرابة، والقبائل المختلفة، ذات سلالات القرابة المختلفة، لديها، إذا جاز التعبير، علاقات متوترة للغاية مع بعضها البعض. هل أنت في جانب fuck it أو أنت في جانب القاتل kill it. كانت "القدرة الاستيعابية" لهذه القبائل المبكرة الباحثة عن الطعام حوالي أربعين شخصًا. وكان متوسط العمر، بحسب لينسكي، حوالي 22.5 سنة. يتحدث، بالطبع، عن البنية القبلية الأصلية، وليس عن الشعوب الأصلية اليوم، التي خضعت خلال المئات الآلاف من السنين لأنواع أخرى من التطور المتنوع. لكن البنية القبلية الأساسية نفسها تعني مجموعة صغيرة تعتمد تحديدًا على نسب القرابة، وقبيلة العلف تعني تلك التي يعتمد عيشها على الصيد وجمع الثمار قبل الزراعة. كانت بعض المجتمعات القبلية البدائية سليمة من الناحية البيئية، والبعض الآخر لم يكن كذلك بالتأكيد. مارست بعض القبائل القطع والجرف والحرق، وكان بعضها مسؤولاً عن انقراض العديد من الأنواع. وكما يشير ثيودور روزاك في كتابه صوت الأرض، فإن النظرة "المقدسة" تجاه الطبيعة لا تضمن بالضرورة وجود ثقافة سليمة بيئيًا. لقد قام الرجال والنساء، في كل مكان وزمان، بإفساد البيئة، وذلك بسبب الجهل البسيط في الغالب. حتى ثقافة المايا التي تحظى باحترام كبير اختفت إلى حد كبير بسبب استنزافها الغابات المطيرة المحيطة بهم. إن جهل الحداثة بالبيئة أكثر خطورة وضراراََ بكثير، لأن الحداثة وضعت تحت تصرف الإنسان وسائل تكنولوجية أكثر قوة لتدمير الطبيعة و البيئة. في الوقت الذي كان الجهل القبلي أكثر اعتدالًا؛ لكن الجهل هو جهل، وبالتأكيد ليس شيئًا يمكن محاكاته. إن الافتقار إلى الوسائل في مجتمعات البحث عن الطعام لا يعني ببساطة وجود الحكمة لديها. لذا، فمن الصحيح أن بعض الناس اليوم يمدحون المجتمعات القبلية البدائية بسبب "حكمتهم البيئية" أو "تقديسهم للطبيعة" أو "طرقهم غير العدوانية". لكن (.K.W) لا يعتقد أن الأدلة تدعم أيًا من وجهات النظر هذه بشكل شامل وعام. لكنه يمدح المجتمعات القبلية البدائية لأسباب مختلفة تمامًا: "فنحن جميعًا أبناء وبنات القبائل. القبائل الأولية هي جذورنا حرفيًا، وأساس كل ما أتى بعد ذلك، والبنية التي بنى الإنسان عليها والذي سيُبْني عليه كل التطور البشري اللاحق، وهو الطابق الأرضي الحاسم الذي يجب أن يرتكز عليه الكثير من التاريخ. إن قبائل، أمم وثقافات، وإنجازات اليوم – كلها تتبع نَسَبَها بطريقة متواصلة إلى هولونات القبلية البدائية (primal tribal holonsـ ( 3 ) التي كانت شجرة العائلة البشرية على وشك أن تُبنى عليها. يكتب: " عند النظر إلى أسلافنا على ضوء ذلك، فإنني أشعر بالرهبة والإعجاب بالإبداع المذهل، الإبداع الخارق الأصلي الذي سمح للبشر بالارتقاء فوق طبيعة معينة والبدء في بناء مجال noospher ـ ( 4) وهي عملية بناء كانت من شأنها أن تنزل السماء إلى الأرض وترفع الأرض إلى السماء، ومن شأن هذه العملية ذاتها أن تربط جميع شعوب العالم معًا في قبيلة عالمية واحدة (5)، إذا صح التعبير. ولكن لكي يحدث ذلك، كان على القبائل البدائية الأصلية أن تجد طريقة لتجاوز أنسابهم القبلية المعزولة: كان عليهم أن يجدوا طريقة للذهاب عبر القبائل، وفرت الزراعة، وليس الصيد، الوسائل لإمكانية تحقيق هذا التجاوز الجديد." الهوامش: (1) للمزيد من المعلومات حول هذا المسار يمكن الرجوع إلى: خسرو حميد عثمان - الجدول الزمني لأسلاف الإنسان، التطور والتنمية الثقافية- جامعة ساوثمبتون البريطانية (2/1) (ahewar.org) خسرو حميد عثمان - الجدول الزمني لأسلاف الإنسان، التطور والتنمية الثقافية- جامعة ساوثمبتون البريطانية (2/2) (ahewar.org) ( 2) في الوقت الذي نحى موضوع "الجندر" في العراق منحنيات غير موضوعية واستفزازية عند بعض الأوساط لإثارة المشاعر السلبية لغرضِِ في نفس يعقوب كما يتضح من مقال الدكتور قاسم حسين صالح في الحوار المتمدن الموسوم: في العراق … الجندرية اشكالية جدلية ! الرابط: (https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=801981) من خلال شريط فيديو نُشر في اليوتيوب بتاريخ 31/1/2012 بعنوان:. "استضافة د. عصمت حوصو مؤلفة كتاب الجندر" الرابط: https://youtube.com/watch?v=2wDiDdMSQ2E&si=YAB_gPlmIBYEMEtS يتضح من سياق حديث د.عصمت في المقابلة بأن موضوع الجندر في الأردن حُسمت أمره بعد أن غادر عالم المناقشات البيزنطية العقيمة واتخذ مساره الصحيح قبل أكثر من خمسة عشر عاما، من المفارقات أنها اختارت لوحة فنية مُعَبرة عن موضوع الجندر لفنان عراقي لغلاف كتابها الموسوم (الجندر). ( 3) مصطلح الهولون holon صاغه Arthur Koestler للإشارة إلى كيانِِ في حد ذاته وفي نفس الوقت جزء من كُلِِ أخر، له " اتجاهين" أو "محركين" ، يمكن القول ـ يحب أن يحافظ على كماله وجزءه. (4) أعاد (.K.W) صياغة Kosmos بحيث يشمل المجالات الرئيسية الثلاث: أولا: المادة أو الكون mater´-or-cosmos. ثانيا: الحياة أو المحيط الحيوي life´-or-biosphere. ثالثا: العقل أو الغلاف الجوي mind´-or-noosphere. للتميز مع المعنى الأصلي لمفهوم الكوزموس cosmos عند فيثاغورس الذي يعني الطبيعة النمطية لجميع مجالات الوجود، من المادة إلى العقل إلى الله، وليس الكون المادي فقط، وهو عادة ما يعنيه كلمتي "cosmos" و " universe". (5)ينطبق جوهر هذا الطرح مع ما طرحه Professor John Mearsheimer أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو، الذي يصف نفسه بأنه ماركسي في الصميم حول " الهيمنة الليبرالية libral hegemony"، أثناء إلقاء محاضرته حول كتابه: "الوهم الكبير: الأحلام الليبرالية والحقائق الدولية"في: The Bush School of Government & Public Service . الرابط : https://youtube.com/watch?v=jrE_RPNogG4&si=KJ9FNrXbbd4JDbu6 يمكن قراءة ترجمة المحاضرة على الرابط: https://www.dropbox.com/scl/fi/ujdcx4dkgtxsneftij9ew/Pasted-document.txt?rlkey=n32z9krdex71eqe0n5rnb6eb2&dl=0
#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)
Khasrow_Hamid_Othman#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تأريخ مختصر لكل شئ الجنس والجندر، تكملة
-
-تاريخ مختصر لكل شئ-: الجنس والجندر 1
-
كتابات عَرَضِية 4:افكار حول ويكيليكس
-
كتابات عَرَضِية 3: الرقابة والصَمْتْ
-
قصة الدكتور Benjamin Bikman مع مقاومة الأنسولين
-
لماذا نمرض
-
حرامي لا تصير من السلطان لا تخاف
-
كتابات عَرَضِية: إبتكار العدو 2ـ 1
-
كتابات عَرَضِية: ابتكار العدو 1
-
Jeanine Hennis - Plasschaert وهاتفها الخلوي 2/2
-
Jeanine Hennis - Plasschaert وهاتفها الخلوي 2/1 ملحق
-
Jeanine Hennis - Plasschaert وهاتفها الخلوي. 2/1
-
قراءة في كتاب ـ أمة الدوبامين ـ 3
-
قراءة في كتاب -أمة الدوبامين - 2
-
قراءة في كتاب -أمة الدوبامين - 1 مقدمة
-
صفحة مطوية من حياة رجل الأعمال الكوردي- باز البرزنجي -2 تكمل
...
-
صفحة مطوية من حياة رجل الأعمال الكوردي - باز البرزنجي- 2
-
صفحة مطوية من حياة رجل الأعمال الكوردي-باز البرزنجي- 1
-
حياة ماركس: 2- لقائه مع انجلز
-
حياة ماركس Marx 1 السنوات الاخيرة
المزيد.....
-
ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري
...
-
الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
-
غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال
...
-
-المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير
...
-
حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام
...
-
أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
-
سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
-
سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما
...
-
سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما
...
-
بزشكيان: قبل فرض قوانين الحجاب الجديدة يجب إجراء محادثات
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|