|
قصيدة المتجردة (أَمِـن آلِ مَــيَّــةَ رائِــــحٌ أَو مُـغــتــدِ).. النابغة الذبياني
نقوس المهدي
الحوار المتمدن-العدد: 7734 - 2023 / 9 / 14 - 16:13
المحور:
الادب والفن
هو زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني، المعروف بالنابغة الذبياني، وقد لحقته هذه الكنية لأنه نبغ في الشعر منذ حداثة سنه، ويعد من الطبقة الأولى بين الشعراء. ويلقب ايضا بأبي أمامة، وقيل بأبي ثمامة، كما هو وارد في كتاب "الشعر والشعراء"، وبأبي عقرب على ما يذهب إليه البغدادي في خزانة الأدب. وله قصيدة اشتهر بها تحسب ضمن المعلقات، ومطلعها:
يا دار مية بِالعلياء فالسند = أَقوت وطال عليها سالف الأَبد
أما قصيدة المتجردة موضوع الحديث ومطلعها:
أَمِن آلِ مَيَّةَ رائِحٌ أَو مُغتدِ = عَجلانَ ذا زادٍ وَغَيرَ مُزَوَّدِ
فتعد من أجرأ وأروع أشعار النابغة الذبياني ومن شوارد وعيون الشعر العربي واحسنها بيانا واجملها وصفا، وشجاعة رأي وفصاحة لغة، وأصبحت أشهر قصائده على الإطلاق، وقد تباينت في شأن نظمها الحكايات والاقاويل والنقول ذلك بأن النابغة الذبياني كان من اقرب المقربين الي الملك النعمان بن المنذر وشاعر بلاطه ونديمه، وقد طلب في احد مجالسه من النابغة أن يصف له زوجتة المتجردة في قصيدة تليق بمقامها، وكانت فائقة الحسن بارعة الجمال ممتلئة الجسد، وكان النعمان على ما يروى قصيراً ذميماً، لكن شاعرنا استرسل في وصف محاسن المتجردة ليتعداه الى ما خفى منها وما بطن، فوصل الى علم النعمان من احد الوشاة بانه لا يصف ذلك إلا مجرب. فغضب النعمان وامر بقتل النابغة فهرب.. وجاء في حكاية اخرى بأن النابغة دخل يوما على النعمان، فرأى زوجته أو جاريته المتجردة وقد سقط نصيفها، فاستترت منه بيدها. فأمره النعمان بأن يصفها له فأنشأ قصيدته هذه التي أثارت غيرة المنخل اليشكري الذي كان يهواها بدوره، فوشى به إلى زوجها، فقال للنعمان: ما يستطيع أن يقول مثل هذا الشعر إلا من قد جرّب. فأمر بإهدر دم النابغة ، وبلغ ذلك الى علم الشاعر ، فخافه فلجأ إلى الغساسنة. وقد كان هذا الفرار من الحيرة ، والاتصال بالغساسنة الأعداء التاريخيين للمناذرة سبباً آخر من الأسباب التي أججت حقد وحنق النعمان على النابغة الذبياني
والى قصيدة اخرى مقبلة
نقوس المهدي / اليوسفية / المغرب
********
* قصيــدة المتجردة النابغة الذبياني
1 - أَمِــــن آلِ مَــيَّــةَ رائِــــحٌ أَو مُـغــتــدِ عَــــجــــلانَ ذا زادٍ وَغَــــيـــــرَ مُـــزَوَّدِ 2 - أَفِــــدَ الـتَـرَجُّــلُ غَــيــرَ أَنَّ رِكـابَنا لَــمّـــا تَــــــزُل بِـرِحـالِــنــا وَكَـأَن قَــــــدِ 3 - زَعَمَ البَوارِحُ أَنَّ رِحلَتَنا غَـــــــد وَبِذاكَ خَبَّرَنــــــــــــا الغُـــدافُ الأَســـــوَدُ 4 - لا مَـرحَـبــاً بِــغَـــدٍ وَلا أَهـــــلاً بِـهِ إِن كــــانَ تَـفـريــقُ الأَحِــبَّــةِ فـي غَـدِ 5 - حــانَ الرَحيـلُ وَلَم تُوَدِّع مَـهــدَد اًوَالـصُـبــحُ وَالإِمــســاءُ مِـنهـا مَــوعِـدي 6 - فــي إِثـرِ غانِـيَـةٍ رَمَـتكَ بِسَهـمِـهـا فَــأَصابَ قَـلـبَــكَ غَـيــرَ أَن لَم تُـقـصِـدِ 7 - غَـنـيَـت بِـذَلِــكَ إِذ هُمُ لَكَ جـيــرَةٌ مِــنــهـــا بِــعَــطـــفِ رِســـالَــةٍ وَتَـوَدُّدِ 8 - وَلَـقَــد أَصـابَـت قَـلـبَـهُ مِـن حُـبِّـها عَـن ظَــهــرِ مِــرنــانٍ بِـسَـهــمٍ مُـصرَدِ 9 - نَــظَــرَت بِـمُـقـلَـةِ شادِنٍ مُـتَــرَبِّــ بٍأَحــــــوى أَحَمِّ الـمُـقـلَـتَـيـنِ مُــقَــلَّدِ. 10 - وَالنَظـمُ فـي سِـلـكٍ يُـزَيَّـنُ نَحـرَهـا ذَهَـبٌ تَـوَقَّـدُ كَـالـشِـهـابِ الـمـوقَـدِ 11 - صَفـراءُ كَالسِـيَـراءِ أُكـمِـلَ خَلقُـهـا كَـالـغُـصــنِ فـي غُــلَوائِــهِ المُــتَــأَوِّدِ 12 - وَالبَـطنُ ذو عُـكَـنٍ لَـطـيـفٌ طَـيُّــهُ وَالإِتــبُ تَـنـفُـجُـهُ بِــثَديٍ مُــقعَـــدِ 13 - مَحطوطَـةُ المَتنَيـنِ غَـيـرُ مُفـاضَـةٍ رَيّـــا الـرَوادِفِ بَـــضَّـــةُ المُـتَـجَــرَّدِ 14 - قامَـت تَراءى بَينَ سَجـفَي كِـلَّـةٍ كَـالـشَمـسِ يَومَ طُـلوعِـهـا بِـالأَسعُـدِ 15 - أَو دُرَّةٍ صَــدَفِـــيَّـــةٍ غَـــوّاصُـــهـــا بَـهِـجٌ مَـتـى يَــرَهـــا يُـهِـلَّ وَيَـســجُــدِ 16 - أَو دُمـيَـةٍ مِن مَـرمَــرٍ مَـرفـوعَـةٍ بُــنِـــيَـــت بِـآجُــــرٍّ تُــــشــــادُ وَقَــــرمَـدِ 17 - سَقَـطَ النَصيـفُ وَلَم تُـرِد إِسقاطَـهُ فَــتَــنـاوَلَــتـهُ وَاِتَّـــقَـــتـــنـــا بِـاليَـدِ 18 - بِمُـخَـضَّـبٍ رَخـصٍ كَأَنَّ بَـنـانَــهُ عَــنَـــمٌ يَــكـادُ مِـنَ الـلَـطــافَــةِ يُــعــقَدِ 19 - نَظَـرَت إِلَـيـكَ بِحـاجَـةٍ لَـم تَقضِـهـا نَـظَــرَ الـسَـقـيمِ إِلى وُجوهِ الــعُـــوَّدِ 20 - تَـجـلـو بِقـادِمَـتَـي حَـمـامَـةِ أَيــكَـةٍ بَــرَداً أُسِـفَّ لِــثـاتُـــهُ بِــالإِثـــمِـــدِ 21 - كَالأُقـحُـوانِ غَـداةَ غِــبَّ سَـمـائِـهِ جَـــفَّت أَعــالـيـــهِ وَأَســفَــلُـــهُ نَـدي 22 - زَعَــمَ الهُـمـامُ بِأَنَّ فـاهــا بـارِدٌ عَـذبٌ مُـقَــبَّــلُــهُ شَـهِـيُّ الـــمَــــورِدِ 23 - زَعَمَ الهُمامُ وَلَـــم أَذُقـهُ أَنَّـــهُ يُـشفى بِـرَيّـا ريـقِـهـا الـعَـطِـشُ الـصَـدي 24 - أَخَــذَ الـعَــذارى عِـقدَها فَنَظَـمـنَـهُ مِـن لُــــؤلُــــؤٍ مُــتَــتـابِــعٍ مُــتَـسَـرِّدِ 25 - لَـو أَنَّهـا عَرَضَـت لِأَشـمَطَ راهِـبٍ عَـبَـدَ الإِلَــهِ صَــــــــرورَةٍ مُــتَــعَــبِّــدِ 26 - لَـرَنـا لِبَهجَـتِـهـا وَحُـسنِ حَديـثِـهـا وَلَـخـالَـهُ رُشداً وَإِن لَــم يَـــرشُــــدِ 27 - بِتَـكَـلُّـمٍ لَو تَسـتَـطيـعُ سَمـاعَـهُ لَـدَنَــت لَهُ أَروى الـهِــضــابِ الـصُــخَّــدِ 28 - وَبِـفـاحِــمٍ رَجلٍ أَثــيـــثٍ نَـبــتُـهُ كَـالكَـرمِ مالَ عَـلى الدِعـامِ الـمُـسـنَـدِ 29 - فَـإِذا لَمَسـتَ لَمَستَ أَجـثَـمَ جاثـمـا مُـتَــحَــيِّــزاً بِـمَــكانِــهِ مِلءَ الـيَـدِ 30 - وَإِذا طَعَنـتَ طَعَنـتَ في مُشَـهـدِ فٍرابـي الـمَـجَـسَّةِ بِـالـعَـبـيـر مُقَرمَـدِ 31 - وَإِذا نَزَعتَ نَزَعتَ عَن مُستَحصِفٍ نَزعَ الــحَـــزَوَّرِ بِـالــرَشــاءِ الـمُـحـصَــدِ 32 - وَإِذا يَــعَـــضُّ تَــشُـــدُّهُ أَعـضــائُهُ عَضَّ الـكَـبـيــرِ مِـــــنَ الــرِجـــالِ الأَدرَدِ 33 - وَيَكـادُ يَنـزِعُ جِلـدَ مَن يُصلى بِـهِ بِـلَوافِــحٍ مِـثلِ الـسَــعــيـرِ الــمـوقَـــدِ 34 - لا وارِدٌ مِـنـهــا يَــحــورُ لِـمَـصـدَرٍ عَــنــهـا وَلا صَـدِرٌ يَـحـورُ لِـــمَـــورِدِ
#نقوس_المهدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل بالطلول لسائل رَدّ (القَصيدةُ اليتيمةُ) دوقلة المنبجي
-
القصيدة الفراقية (عينية / يتيمة) ابن زريق البغدادي
-
القصيدة المؤنسة.. (تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا) ق
...
-
- القصيدة الرصافية.. عُيونُ المَها - علي ابن الجهم
-
عبدالله الودان.. شاعر من هذا الزمان
-
العلاقة الجمالية بين كرة القدم والأدب
-
المقامة..
-
جــان دمـــو.. الشاعر الظاهرة
-
رواية (مملكة الجواري) لمحمد الغربي عمران بين رواية التاريخ و
...
-
محمد لفتح
-
إسمه (ذو يزن).. عبدالفتاح إسماعيل
-
مبارك وساط.. شاعر غبار الأرض ووهجِ الأفق
-
عبدالرحيم التدلاوي - صدق الكتابة ومحبة الإبداع والتفاني في خ
...
-
محمد ابزيكا.. المثقف الاصيل
-
معاوية محمد نور.. ذلك المجهول
-
قداس لأسماء الحاء.. قراءة في ديوان -تنويعات على باب الحاء- ل
...
-
الإقامة في الشعر.. في محبة الشاعر المغربي عبدالسلام مصباح -
...
-
تسريد الواقع بفتنة الحكي في مجموعة -حكاية زين- للدكتور سيد ش
...
-
كتاب الليالي... الكتاب الذي لا ينتهي
-
في تقدير الأستاذ المبدع السي حاميد اليوسفي
المزيد.....
-
موسكو تحتضن المهرجان الدولي الثالث للأفلام الوثائقية -RT زمن
...
-
زيادة الإقبال على تعلم اللغة العربية في أفغانستان
-
أحمد أعمدة الدراما السعودية.. وفاة الفنان السعودي محمد الطوي
...
-
الكشف عن علاقة أسطورة ريال مدريد بممثلة أفلام إباحية
-
عرض جواز سفر أم كلثوم لأول مرة
-
مسيرة طبعتها المخدرات والفن... وفاة الممثلة والمغنية البريطا
...
-
مصر.. ماذا كتب بجواز سفر أم كلثوم؟ ومقتنيات قد لا تعلمها لـ-
...
-
أساطير الموسيقى الحديثة.. من أفضل نجوم الغناء في القرن الـ21
...
-
السعودية.. رحيل -قبطان الطرب الخليجي- وسط حزن في الوسط الفني
...
-
مصر.. كشف تطورات الحالة الصحية للفنان ضياء الميرغني بعد خضوع
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|