مشروع الربط الهندي الأوروبي الجديد وشكل الرد الصيني

أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .
(Ahmad Hamdy Sabbah)

الحوار المتمدن-العدد: 7732 - 2023 / 9 / 12 - 23:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

فرضية الإنطلاق الفكري التفسيري في النظر للمشروع على أنه بديل أو منافس لقناة السويس خاطئة تمامآ، المشروع لا علاقة له بقناة السويس صحيح أنه يمكن أن يؤثر بنسبة بسيطة في حجم الحاويات العابرة للقناة لأن قليلها سيجد طريقه عبر خط السكك الحديدية من الهند لإسرائيل حيث قد تعالج بعض السلع الوسيطة والخامات الهندية والخليجية (البترول) في إسرائيل أو الهند ثم يعاد تصديرها لأوروبا.

ولكن الحقيقة هو أن الخط يسعى لتعزيز التعاون والترابط بين الخليج والهند من ناحية وبين الخليج وإسرائيل من ناحية أخرى وعبر دعم سياسي ومالي واستثماري أوروبي أميركي وكذلك ياباني كوري لموازنة أو إضعاف الخطط الصينية في المنطقة وعدم ترك الساحة للصين وروسيا اللتان بدأتا في تعزيز تولجدهما هناك فيما الأمريكيون والأوروبين لم يحركوا ساكنآ خلال الفترة الماضية، وبالتالي تعزيز الوجود الغربي في الشرق الأوسط والمحيط الهندي عبر البوابة الهندية.

ومواجهة هذا المخطط وغيره في يد الصين، بأن تتسم بالمرونة في معالجة مشكلاتها الحدودية مع الدول الهندوصينية في بحر الصين الجنوبي ومشكلاتها الحدودية مع الهند عبر اتفاقيات تنص على تنازلات صينية في مطالباتها التي لم يجزها القانون والتحكيم الدوليين كجزر سبارتلي مثلآ ذات محل النزاع بين كل من الصين وفيتنام (إلى جانب جزر بارسلي) والفلبين وماليزيا وبروناي ، واتباع نفس المقاربة في النزاع الصيني الياباني على حزر دياويو أو سينكاكو باليابانية، كذلك يمكن اتباع نفس المسار مع اخالاف أطرافه وتقدم الصين نفسها كوسيط لحل النزاع الياباني مع الكوريين على جزر تاكيشيما دوكدو .

مع النص على تمتع شركات صينية وهندوصينية مشتركة تنشأ لغرض الإستثمار في المناطق المتنازع عليها سواء تنازلت عنها الصين أو احتفظت بها لتتمتع بالأولوية أو حتى الحصرية بالعمل والإستثمار والإستخراج في هذه المناطق، مع الإلتزام بعدم عسكرة تلك المناطق أو استغلال أي طرف لها لتسهيل أو تمرير أو شن هجوم عسكري أو أعمال عدائية ضد الآخر، مع اعتراف وإلتزام الصين بمنطقة النفوذ الهندي في المحيط الهندي.

وبذلك تضمن الصين تفريغ المبادرات الأميركية والغربية ضدها من محتواها وتعزز موقعها في قضية استعادة تايوان وتدعم وجودها ومصالحها في منطقة المحيطين الهادئ والهندي ، وتفتح مزيدآ من الأسواق بل والقلوب أمامها.

#أحمد_حمدي_سبح (هاشتاغ)       Ahmad_Hamdy_Sabbah#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات