رداد السلامي
الحوار المتمدن-العدد: 1731 - 2006 / 11 / 11 - 05:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من الناس من يريد أن يصنع شخصيته الفاعلة ويعطي لحياته معنى و لذاته مكانة في هذا الوجود
المتشعب.. يندفع باتجاه المستقبل منطلقا من الحاضر
يعلم أن حاضره محصلة لتجارب ماضيه..وفي المقابل هناك من يكون غير مبال بالواقع يتظاهر بالنفاق
دون أن يدري أن النفاق مرض يبتلعه من الداخل حتى يصبح أسير الأهواء .
فهؤلاء عقبات معرقلة للعملية البنائية يقلبون لائحة القيم رأسا على عقب فيجعلون الغايات وسائل
والوسائل غايات، يصنعون ستارا من القيم في أطروحاتهم ويغلفون غاياتهم المزدوجة المتناقضة برائحة
المبادئ، ليصل بهم الأمر إلى الاغتراب.
فهؤلاء المتقاعسون العاجزون عن فعل أي شيء بعيدون كل البعد عن تلبية نداء الواجب رغم مرضهم.
يهربون إلى الوراء دون أن يصارحوا ذواتهم على الأقل يزعمون بالكاريزمية دون بذل يفزعونا من
المسؤوليات لينتهي بهم الأمر إلى الاغتراب ومن ثم اللاجدوى .
فمن الطبيعي ظهور حالة الاغتراب هنا وهناك لكن أن يغدو أغلب الناس غرباء عن الإنسانية فهذه قمة الغرابة.
والاغتراب:هو شعور نفسي يراود الفرد فيشعر بأنه غريب عن ذاته،قدراته،مشاعره،أفكاره وكل ما حوله
غريب عنه نتيجة بؤسه ويأسه من الآخرين وشعوره بالقلق،يرفض المغترب التكيف مع المحيط الخارجي
فينغلق على نفسه يتراوح في مكانه ليرفض الاتصال بالواحد، وهنا تتلاشى الشخصية ليحل محلها
اللاشخصي أي الفردي،ينغمس في عزلته يدور في دائرة فارغة فتصبح الحياة لا معنى لها ولا قيمة لوجوده
اللامعين حتى وأن أستمتع بكل الملذات الحسية لأن " كل متعة حسية تحمل في ثناياها عوامل موتها "؟..
فينظر إليه كأنه وعاء العقد والمتناقضات فيلجأ إلى عزلة سوداوية أحيانا وإلى الصمت تارة وإلى التهكم
احيانا أخرى دون أن يدري أن التهكم وهم زائل يخدع به ذاته والصمت لا جدوى منه لأن الاتصال يمثل
ذات الشخص وبالتالي تدفع بالشخص إلى إضفاء معنى وقيمة لحياته لان الاتصال يشفي كل من يعاني القلق
#رداد_السلامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟