سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 7731 - 2023 / 9 / 11 - 11:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مع کل الشعارات البراقة والطنانة التي أطلقها نظام الملالي ضد الولايات المتحدة الامريکية وتأکيده المستمر على إن سبب کل المصائب والمشاکل التي تعاني منها إيران هي الولايات المتحدة، لکن هذا النظام الافاق والدجال والغارق في الکذب والنفاق، لم يقطع الحبال معها وظل حريصا على إبقاء جسور الاتصال والتواصل معها.
ذروة الاتهامات التي وجهها نظام الملالي للوليات المتحدة کانت بعد الانتفاضات الثلاثة الاخيرة في 2017 و2019 و2022، لکنه مع ذلك لم يخطو ولو 1% على أرض الواقع مما قد أطلقه من تصريحات ومواقف نارية ضدها، بل وإن الذي يثير السخرية والتهکم والاستهزاء ويثبت مدى کذب ونفاق ودجل قادة النظام وعلى رأسهم الدکتاتور خامنئي، إنهم ظلوا يٶکدون تمسکهم بالمفاوضات بل وحتى کانوا يسربون ثمة معلومات وأمور لم يتم التأکد من مصداقيتها لکي يٶکدوا للعالم بأن التواصل مع الولايات المتحدة مستمر، لکن مع ملاحظة مهمة جدا وهي إنه لم يجري هکذا تهافت ملفت للنظر من قبل الملالي من أجل إستجداء العلاقة والتواصل مع واشنطن والسٶال الذي يطرح نفسه هنا هو: مالسبب الکامن وراء ذلك؟
الحقيقة التي لايمکن أبدا التهرب منها هي أن المأزق الذي يواجهه النظام متعدد الأوجه. وعلى الصعيد الداخلي، أدت الاحتجاجات الجماهيرية التي اندلعت في إيران في سبتمبر/أيلول 2022 إلى ضخ حالة جديدة من عدم اليقين في استقرار النظام. وعلى المستوى الدولي، أدى تورط البلاد في الحرب الروسية ضد أوكرانيا إلى زيادة تعقيداتها. وفي مواجهة هذه التحديات، يبدو علي خامنئي أكثر قلقا من أي وقت مضى بشأن احتمال التوقيع على اتفاق جديد مع الغرب، وخاصة الولايات المتحدة.
نظام الملالي الذي يقف على أرض رخوة جدا ويواجه أزمة حادة مستفحلة، ولايبدو أبدا إنه مطمئن وواثق من جراء تورطه في حرب روسيا ضد أوکرانيا، وبشکل خاص بعد الانتفاضة الاخيرة التي ستمر ذکراها السنوية الاولى بعد أيام قلائل، فإن خوف النظام من الايام القادمة ومن المصير الاسود الذي ينتظره يجعله يراجع حساباته ولاسيما بعد أن صار واثقا من الرفض الشعبي ضده والعزم على إسقاطه ولذلك فإنه يعود ذليلا کسلفه نظام الساه من أجل الاستعانة بالولايات المتحدة من أجل الحيلولة دون سقوطه، لکنه يتغابى ويتجاهل کأي نظام دکتاتوري بأن قرار بقاء النظام السياسي في أي بلد بيد شعب ذلك البلد ولايمکن لأية قوة في العالم أن تغير من هذه الحقيقة، والشعب الايراني قد صمم على إسقاط هذا النظام ولايمکن للنظام أن يحول دون ذلك!
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟