أحمد الإبراهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 7731 - 2023 / 9 / 11 - 09:45
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لم يعش أبو الوليد ابن رشد في زمن أبي حامد الغزالي ولم يتجادل معه أبداً، وإنّما شنَّ الأوّل هجوماً عنيفاً كردّ فلسفي عقلاني على كتاب أبي حامد الغزالي المعنون بأسم:"تهافت الفلاسفة"وهذا الردّ كان فارقاً زمنياً نسبياً بينهما!. بصراحة يا أحبّتي لم أقرأ الكتابين لكنّني قرأتُ مدخلاً عامّاً قد يُسهل عليَّ قراءة ردّ السيّد ابن رشد رحمه الله تعالى. كمادةً مهمّةً ينبغي على قُراء الفلسفة أو المهتمين لها الاطّلاع عليها بالضرورة، بنصيحة أحد الإخوّة طبعاً....إلّا الآن لا بدّ بالإشارة إلى ابن رشد وإلى تصوّرهِ حول مبدأ السببية والضرورة حسب المنطق الأرسطي كوْنهِ شارحَاً لأرسطو وإلى مبادئه المنطقية.
ببادئ الأمر: إن التسبيب هو موضوعٌ فلسفي عامّ وبالأخصّ في علاقة الجوع والطعام، أو علاقة الحديد وتمدده بالحرارة "مثالٌ مستحدّث"، ففي كلّ حالة تكمن العلاقة، وهنا تتضح الصورة المعرفية وصدق المبدأ. لكنّ عند الغزالي لا ينطبقُ عندهُ هذا المبدأ تماماً، فقد جزمَ بأنَّ المبدأ السببي يحدُّ من المشيئة الإلهية، وضربَ مثالاً على ذلك: منها حادثة حرق النبي إبراهيم عليه السلام والتي ذكرها القرآن الكريم، ولأنّ الله جلّ جلالهِ خرق مبدأ العلية كما يحاول بدحضه الغزالي، لأجل إنقاذ النبي، ولهذا حدثت ظاهرة إعجازية ونادرة، هنا يصرّ الغزالي بأنّ الله سبحانه هو من يقدر الأقدار للحياة البشرية وهذا التصوّر أدى إلى حدوث تراجع علمي عند المسلمين وخصوصاً بظهور التفسير الغيبي فعندهُ علاقة السبب والناتج أو الاقتران هي الحدّ من الإرادة الإلهية.
ابن رشد وهو يتعارض معه كليّاً: فكان يعتقد بأنّ معظم المعلولات تحتاج إلى علل ولكي تتكّون الصورة السببية، فهذا الاستدلال والتعليل عند ابن رشد تعليل عقلاني وتفسير واضح، فجزئية النبي إبراهيم ليست تبريراً على إنكار مبدأ السببية.
#أحمد_الإبراهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟