السيد بالومار للكاتب ايتالو كالفينو

رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7730 - 2023 / 9 / 10 - 15:35
المحور: الادب والفن
    

قبل حرب الخليج الأولى عام 1990 ومحاصرة العراق ثم احتلاله في عام 2003، كانت دار المأمون للترجمة والنشر في العراق تترجم وتصدر كتابا ما يوازي بقية الدول العربية، فقدمت للقارئ العربي العديد من الكتاب والكتب في العالم، من اليابان وحتى أمريكيا اللاتينية، وما يميز تلك الإصدارات أنها كانت تباع للقارئ بسعر زهيد، وأنها قدم نماذج تجديدية في الأدب، لكن أحيانا كانت هناك هفوات في الترجمة بحيث يجد القارئ عدم وضوح الفكرة أو وجود خلل في طريقة تقديمها كما هو الحال في هذه الفقرة: "بكلمات أخرى، أن تكون ميتا أقل سهولة مما يبدو، فأولا يجب ألا تربك كونك ميتا بالا تكون" ص139، أعتقد أنه يمكن صياغة هذه الفقرة بطريقة أخرى تكون أسهل على الفهم: "أن تكون ميتا أسهل/ أخف مما يظهره الموت من رهبة، وكونك ميتا عليك أن لا ترتبك" لكن يبدو ظروف العراقيين لم تكن تسمح لهم بوجود مراجعة لما يترجم، فجاءت الإصدارات الأخيرة خاصة قبيل الحرب عام 1990 متسرعة بعض الشيء وكان أثر الحرب ظاهرا فيها.
في "السيد بالومار" نجد شكل جديد لا يمكن وضعه ضمن جنس محدد، فالعمل مكون من مجموعة مشاهد منفصلة، لكن يجمعها "السيد بالومار" ففي عطلة بالومار، نجد حديث عن الطبيعية حتى أن السارد يقدمها بصورة شاعرية ممتعة، ويحدثنا عن النساء وما فيهن من إثارة: "بدا لي النهد طازجا ومبهجا لناظري، بكلمات أخرى أن عدم نظري قد يعني أني افكر بذلك العري وأني مهتم به، وهذا أساسا موقف متخب رجعي" ص19و20، نلاحظ أن المشهد يعطي أكثر من دلالة، دلالة معكوسة حيث نجد "بالومار" في عدم نظره يعطي فكرة اهتمامه بالنهد، لهذا آثر حسم الموقف وإبداء التحديق به!. وهنا يبدو "بالومار" مضطربا أو أنه صاحب رؤية فكرية تتجاوز العقل: "كل ذي عينين يرى الانعكاس الذي يتبعه، خداع الحواس والعقل يبقينا سجناء دائما" ص24، هذا التأمل كاف لتبيان أن شخصية العمل تحمل رؤية جديدة، إن كانت على مستوى الفكر أو على مستوى الشكل الأدبي الذي قدم به العمل، من هنا نجده يقول: "أن الصمت يشتمل على أشياء أكثر مما تستطيع اللغة أن تقوله" ص40، مثل هذه الفلسفة تؤكد أن بطل العمل يتمتع بحكمة وعلى أنه يتأمل في الأشياء والحياة لهذا استخلص هذه الحكمة.

#رائد_الحواري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات