أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أيهم نور الصباح حسن - سويداء العِزَّة و المعجزات الثلاث















المزيد.....

سويداء العِزَّة و المعجزات الثلاث


أيهم نور الصباح حسن
باحث و كاتب

(Ayham Noursabah Hasan)


الحوار المتمدن-العدد: 7730 - 2023 / 9 / 10 - 13:46
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


يا صاحب الشيطان
كلُ الإراداتِ التي حطمتَها
كلُ الألسُنِ التي أخرستَها
كلُ الحناجرِ التي اقتلعتَها
كلُ النفوسِ التي وأدتَها
كلُ الأرواحِ التي قتلتَها
تولَد اليوم , و تحيا من جديد , في سويداء العِزَّة
فعبثاً تسعى يا واهمَ الجبروت ..
إننا شعبٌ يريد الحياة ...

المعجزة الأولى : بعثٌ دون البعث
ستون عاماً و البعثُ يقتل البعثَ فينا , فكان لزاماً أن لا بعثَ دون إسقاط البعث .
أغلقت السويداء مقر حزب البعث فيها , و بعثت الروح في الأمة السورية من جديد .
تُحيِي السويداء اليوم النخوة و الشهامة و الرجولة و قيم النبالة في عموم الشعب السوري , تلك القيم التي جاهدت و تجاهد عصابة البعث و السلطة لدفنها منذ أكثر من نصف قرن .
شآم , حمص , حماة , حلب , اللاذقية , .... أعلم أن الغيرة تأكلكم , فصبراً حتى يحين موعدكم .

المعجزة الثانية : النفخ في الصور و حمير تتفلسف
لله دركم بني معروف .. قد نفختم في الصُورِ , فبُعثت أجسادٌ من مراقدها , كنا حسبناها قد اندثرت , فهذا أحمق يُرهِب بـ " ناس من فوق " , و ذاك معتوه يُهدد ب" راية علي " , و هذا قذر يُحذر من إرهابيين , و ذاك مُنتفِعٌ يوزع صكوك الوطنية و الخيانة على هواه .
و انبثق لنا أيضاً مروّجي مخدرات و أصحاب رؤوس إسمنتية ـ مُسبقة الصنع ـ يحاضرون في الناس عن الأخلاق و الوطنية و يحللون الواقع السياسي و الاقتصادي للدولة , ويرعبون الناس من القادم , في حين أنهم لا يملكون القدرة العقلية على التمييز و التفريق بين الوطن و رئيس عصابة حاكمة له بالقمع و الإرهاب .

المعجزة الثالثة : توحيد الصفوف و جلاء الفروق " بين الـ نحن و الـ هم " في الرؤية و المفاهيم
تصر عصابة السلطة على إبقاء نار الفتنة مشتعلة تحت الرماد كونها المخرج الوحيد لأزمتها , و توعز للاعقي أحذيتها بالعمل على تأطير الـ نحن و الـ هم في إطار طائفي أو عنصري ( حسب المنطقة ) كي يستمر الاحتقان و الغليان الشعبي حتى تحين ساعة إشعال الفتيل التي تراها العصابة مناسبة , يساعدها و يدعمها في ذلك حفنة من الإرهابيين الإخونجيين لاعقي الأحذية العثمانية الأردوغانية .
بينما في حقيقة الأمر - أننا و هم - من كل الطوائف و المذاهب و الأديان و القوميات , لكن الفروق بيننا و بينهم كما أراها هي :
هم يرون أن زعيمهم سيد الوطن , و نحن نرى أن الوطن لا سيد له و هو سيد الجميع .
هم يرون أننا جهلاء و خونة و عملاء , و نحن نرى أن زعيمهم خائن و بأحسن الأحوال معتوه , لكننا نُحسِن الظنَّ بهم فنقول إنهم قوم لا يعلمون , و من يعلم منهم فهو مغلوب على أمره .
هم يرون أن سقوط زعيم عصابتهم هو نهاية الوطن و نهاية سورية , و نحن نرى أنها الخطوة الأولى الحتمية نحو سورية الحضارة و المواطنة بالرغم من وعورة الطريق و ضبابيته , بدلاً من الاستمرار في الدوران ضمن حلقة مفرغة لا و لن تنتهي .
هم يرون الشعب طوائف و قوميات , و نحن نراه مجموعة مواطنين سوريين تمت تغذية هويتهم الفرعية على حساب هويتهم الوطنية , طيلة ستون عاماً , لأهداف سلطوية شخصية لاوطنية .
هم يرون مجرد التفكير في الثورة على زعيمهم جريمة , و نحن نرى الثورة و التعبير عن الرأي حق مشروع لكل مواطن .
هم يرون إخوتنا الكورد انفصاليين خونة , و نحن نراهم وطنيين و من أشد السوريين تمسكاً بسوريتهم , فوحدة الوطن تقوم على التوافق و التشارك و التفاهم و الانسجام , لا على منطق القوة و القهر و الإذلال .
هم يرون زعيمهم قائد وطني عظيم , برغم كل الدمار الإنساني و الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي الذي أحدثه , و نحن نراه متهماً بالخيانة العظمى , أحمق معتوه عاجز عن قيادة جندي واحد , فما بالك بدولة .
هم يرون هزائم زعيمهم انتصارات مقدسة , و نحن نراها هزائم مشينة أطاحت بالدولة .
هم لا يرون أية إشكالية في اعتقال الناس التعسفي و إهانتهم و سجنهم و تعذيبهم و قتلهم , و نحن نرى أن الحق في الحياة و الحرية حق مقدس لكل إنسان لا يجوز المساس به , و أن مجرد قيادة الدولة بأسلوب الإرهاب الأمني هو سبب كافي و وافي كي يطالب الشعب بحريته و تغيير الطغمة الحاكمة التي تمارسه .
هم لا يرون فساد الدولة و لا يرون إرهابها و لا يرون خرابها و لا يرون حتمية زوالها في ظل كل ذلك , فالمهم برأيهم أن يبقى الزعيم و ليفنى الوطن , و طبعاً هذا له أسبابه التي اشتغل عليها وجها العملة عصابة السلطة و الإرهاب الإخونجي طويلاً , و التي لا مجال لذكرها هنا الآن .
هم لا يرون كل تلك المخالفات الدستورية التي مورست و تمارس يومياً بحقهم و بحقنا و بحق الوطن , بينما نحن نراها و نُفنِدها .
هم يرون زعيمهم رباً إلا قليلا , و نحن نراه مجرد موظف لخدمة الشعب , و عندما يسيء الموظف استعمال السلطة الممنوحة له , أو يخل بأداء واجباته , تصبح إقالته ضرورة و محاكمته واجبة .
هم لا يرون الكذب في قول ربهم , و إن رأوه وضعوا له الأسباب و الموجبات و الأعذار , بينما نحن نراه و نفضحه و نصنع منه نكاتاً للسخرية .
هم ليست لديهم أي إشكالية في قول ربهم بأن لا دخل لوالده حافظ الأسد في ترشحه للرئاسة , و نحن لدينا فيه إشكالية أخلاقية قبل الإشكالية الدستورية , فمن لا خير فيه لأبيه - الذي أورثه الرئاسة - لا خير فيه لأحد .
هم يرون كل فعل من أفعال ربهم لمصلحة الشعب مكرمة عظيمة توجب السجود , بينما نراه نحن مجرد واجب وظيفي , لا منة له فيه على أحد , فإذا كانت كل مهام رئيس الجمهورية مكرمات منه على الشعب , فماذا تكون وظيفته بالتحديد , و لماذا حدد له الدستور مهامه و واجباته ؟
هم يرونه صمام الأمان لسورية , و نحن نراه مجرماً شَرَخَ المجتمع السوري عميقاً و قطَّع أوصاله , و مهمة ترميمه ستكون من أصعب المهام في المستقبل .
هم يصمتون و يخضعون ليكسبوا الحاضر , و نحن نضحي لأجل المستقبل , مستقبلهم و مستقبلنا و مستقبل وطننا .
و إذا ما أردنا اختصار المسألة نقول : هم يرون لمائة متر و نحن نرى لألف , و المضحك أنهم يقولون ذات الشيء .

لن أقول لكم أيها الـ هم استفيقوا و تشبهوا بإخوتكم في السويداء , كما يردد الكثيرون اليوم , لأني عالم تماماً بظروف و تفاصيل خضوعكم و صمتكم , و طالما أني لست بقادر على توفير مخرج آمن لكم , أو حمايتكم في أماكنكم , فليس لي أن أطلب منكم المسير إلى التهلكة .
كما أتمنى على إخوتي التنويريين المثقفين السوريين و جميع الناشطين في الشأن العام السوري ألا يُبالغوا في مطالبتهم لتلك الأقلية الصامتة بالخروج و الثورة , و أن يتذكروا أنفسهم يوم كانت أقدامهم في " الفلقة " مع أولئك الباقين تحت نير الإرهاب الأمني المنظم حتى اليوم , و يتساءلوا هل حقاً كنا لنستطيع الخروج على العصابة اليوم لو أننا نعيش ضمن ما أوهمَنا أنه بيئته الحاضنة ؟ !!
" الحكي سهل و ما عليه جمرك "
صبراً يا أحبة فالتحول حاصل و يتم بسرعة , و أنا على يقين أن لحظة الخروج و الهتاف بالحرية في كل سورية , من القرداحة حتى قصر المهاجرين في دمشق , قادمة لا محالة .
قد قالت العرب : إذا أردت أن تُطاع فاطلب المستطاع , و إني أطلب منكم أيها السوريون الصامتون بجميع قومياتكم و أديانكم و مذاهبكم و طوائفكم , فقط أن تكونوا واعين للفتن الطائفية و المذهبية و العنصرية التي ستشعلها هذه العصابة القذرة في قادم الأيام , و أن تحتووا و تتعالوا و تتساموا على ما سوف يُفتعل من أحداث هدفها جركم لحروب و معارك أهلية , و أن تتذكروا حينها أنكم جميعاً سوريون , سوريون و فقط , عساها سوريتنا تجعل لنا و لكم مخرجاً و تُنجينا من حيث لا نحتسب .

ختاماً أرغب بتوجيه رسالة قصيرة إلى مشايخ طائفتي , مشايخ " البرغل بحُمُص " في الطائفة العلوية :
قد حان وقت إلغاء العمل بالدستور الأسدي يا عبيد
و آن آوان ربط السلوك الإنساني الأخلاقي العملي بالدين و التدين
إن فك الارتباط بينهما , الذي ادعيتم و تدَّعون , مُعيب و مُخجل
ألستم تدعون أنكم أصحاب الحقيقة ؟
أهكذا يكون سلوك صاحب الحقيقة ؟ !!!
على عاتقكم تقع مسؤولية إبراء هذه الطائفة المخطوفة المرتهنة .
و كما سودتم وجهها , و كان لكم أكبر الدور في تأثيمها و تجهيلها و تلويثها و إسقاطها أخلاقياً و اجتماعياً , لأسباب بات القاصي و الداني يعلمها , لديكم الآن الفرصة للإصلاح و النجاة , هذا إن كنتم مؤمنون .
انتهى وقت النفاق و الكذب و إقامة الأعياد للعفيشة و المرتشين و السارقين و القتلة المجرمين .
طلق علي الدنيا ثلاثاً و دعاها كي تغُرَّ غيره ..
فغرَّتكم و نكحتموها مثنى وثلاث و رباع .. يا ضباع
أين أنتم من مولاكم علي ؟ يا أتباع علي !!!
أيعقل ألا يكون بينكم رجل صادق ؟ يا أتباع جعفر الصادق !
أم أن على قلوب , طُبِعت بالنفاق , أقفالها ؟
اتقوا شر يومٍ توصم فيه الطائفة كلها بالخيانة , خيانة الإنسانية قبل خيانة الوطن , و المسؤولية في رقابكم , هذا إن كنتم تبصرون .
اعملوا لدينكم و لمستقبل أهلكم .. قد عملتم بما يكفي لدنياكم ..
و التاريخ , يا أصحاب التاريخ , لن يرحم أحد .

إن المسير وراء عليّ صعبٌ كَؤُود , فإن كنتم لا تستطيعونَه , فعلى الأقل لا تدَّعُونَه .

﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ المائدة: 2


سلامي و محبتي لكم أهلي في السويداء و في كل سورية الحبيبة



#أيهم_نور_الصباح_حسن (هاشتاغ)       Ayham_Noursabah_Hasan#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شآم سامحينا ...
- الانقلاب الألماني من وجهة نظر مواطن سوري
- مقال في الوعي السياسي - أنظمتنا الهجينة : في الشمولية و الاس ...
- حضارة القلق و إرادة النَّوَاكة - دفاعاً عن التفاهة و قتل الو ...
- كِباشُ الشامتِين
- أما من عتقٍ من هذا النكاح ؟
- التعري و الفرج المُتخيَّل كسلاح احتجاج
- مئذنة يعرب العيسى البيضاء
- الدوغماطيقية إرثنا المانع للفهم – نحو دوغماطيقية أقل عنفية
- المزرعة السورية السكسونية
- قانون الجريمة المعلوماتية السوري الجديد .. مسخ جديد في المزر ...
- لماذا روسيا هي الحليف لا غيرها ؟
- المؤيدون السوريون بين قمع السلطة و حقد المعارضة
- إرهاب غويران - بين ملحمة تلفزيون سوريا و قومجية بثينة شعبان
- عربٌ .. ولا أَنعَمْ
- سورية و القتلُ كَمَدَاً
- عبقرية الحمار
- مبحث في النفاق - نظرة مُغايرة
- - الاسترقاق - الرئاسي في سورية و متلازمة ستوكهولم
- سورية : عشرُ سنينٍ من الأنين


المزيد.....




- م.م.ن.ص// من يمول الإبادة الجماعية؟ ومن يسهلها؟
- حزب النهج الديمقراطي العمالي المكتب السياسي :بيان للرأي العا ...
- بلاغ إخباري للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع
- لا لإعادة تسليح الاتحاد الأوروبي! لا لاتفاقية ترامب – بوتين ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 14 أبريل 2025
- هجوم جديد على الفقراء والعمال بزيادة أسعار الوقود والاشتراكي ...
- مكاسب الشغيلة المهددة، وتكتيك بيروقراطية المنظمات العمالية، ...
- في أجواء عائلية حميمية.. الجالية العراقية في فرنسا تحتفي بال ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 596
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ترفض “سفن الإباد ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أيهم نور الصباح حسن - سويداء العِزَّة و المعجزات الثلاث