زياد الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 7730 - 2023 / 9 / 10 - 01:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
سيرغي كورغينيان
فيلسوف روسي وعالم سياسي روسي معاصر
6 نوفمبر 2023
*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*
كورغينيان: لقد تم "تغريب"** المجتمع الروسي من قبل النخبة، لكن الغرب قاد هذه العملية.
إن عملية تحويل مجتمع ما بعد الاتحاد السوفياتي إلى دولة استهلاكية ذات طابع غربي قادها الغرب، بحسب مقال للفيلسوف والعالم السياسي زعيم حركة "جوهر الزمن" سيرغي كورغينيان: "الحياة القديمة والأهداف الجديدة"، نشره بتاريخ 6 مايو في جريدة "سوت فريميني" العدد 532.
ووفقا له، فإن الأهداف التي تواجه روسيا الحديثة – البقاء على قيد الحياة في الحرب ضد الغرب – تتعارض تماما مع الأهداف التي تم إنشاء المجتمع الروسي من أجلها طوال عقود ما بعد الاتحاد السوفياتي. تم التخلص من الخبرات المحلية، وحلت مكانها الممارسات والمعايير والقوانين الغربية. كان كل شيء يهدف إلى ضمان أن تصبح روسيا دولة أوروبية عادية وتنضم إلى صفوف الدول الغربية التي تنفق القليل على الدفاع، وهي مدرجة في التقسيم العالمي للعمل كمصدر للمواد الخام وسوقا للغرب ولا تستطيع تحمل غياب صناعة وزراعة على درجة من التطور والكفاية، وبالتالي ستبقى دولة لا تتمتع بالاكتفاء الذاتي.
وقال كورغينيان: "لقد وصلت روسيا، التي تحدت الغرب لفترات طويلة جدًا، إلى حالة يكون فيها الدخول في صراع طويل الأمد مع الغرب مشكلة كبيرة للغاية".
ويعتقد أن عملية تحويل مجتمعنا إلى دولة استهلاكية مريحة لم تُترك للصدفة بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي.
لقد كان يحكمها بعنف نخبة روسية محددة للغاية، والتي تم تعرية علاقتها بالغرب إلى أقصى حد. وكان من الواضح أن الغرب هو الذي يقود هذه العملية. وما يسمى بالنخبة لدينا تنفذ أوامر الغرب بجد، وتجمع بين هذا الاجتهاد والاندفاع الإداري والسخافة. وهذا يعني مع ما ورثته نخبة ما بعد الاتحاد السوفياتي من ماضينا المختلف تمامًا، سواء السوفياتي وما قبل السوفياتي.
**(يُطلق "التغريب"، في الاصطلاح الثقافي والفكري المعاصر، غالبًا على
"حالات التعلق والانبهار والإعجاب والتقليد والمحاكاة للثقافة الغربية والأخْذ بالقيم والنُّظم وأساليب الحياة الغربية؛ بحيث يصبح الفرد أو الجماعة أو المجتمع الذي له هذا الموقفُ أو الاتجاه غربيا في مُيوله وعواطفه وعاداته وأساليب حياته وذوقه العام وتوجهاته في الحياة، يَنظر إلى الثقافة الغربية وما تشتمل عليه من قِيم ونُظم ونظريات وأساليب حياة نظرةَ إعجابٍ وإكبار، ويرى في الأخذ بها الطريقة المُثلى لتقدُّم جماعته أو أمته"-المترجم).
#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟