أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الشيخة - النملة والصرصور














المزيد.....


النملة والصرصور


خليل الشيخة
كاتب وقاص

(Kalil Chikha)


الحوار المتمدن-العدد: 7729 - 2023 / 9 / 9 - 18:26
المحور: الادب والفن
    


بعد أن تناولت النملة الغداء وشبعت، استلقت على الكنبة كي تأخذ قيلولة الظهيرة، وقبل أن تغمض عينها قرع الباب بقوة، فتحت الباب وإذ برجل البريد يسلمها رسالة مغلفة، وعندما قرأتها وجدت أنها دعوة للمشاركة في برنامج " أربح المليون ياشاطر".
في اليوم الموعود، جلست النملة على كرسي رقّاص تننتظر السؤال الأول من مقدم البرنامج الأستاذ صرصور. بعد أن تفزلك وحيا الجمهور قال : أقدم لكم الأنسة نملة فهي المتسابقة الأولى اليوم في برنامجنا الناجح. صال وجال في الاستوديو ثم سأل النملة:
- هل لك أن تقدمي نفسك للجمهور أيتها النملة الجميلة.
- أقدم نفسي... لست بحاجة إلى تقديم نفسي فأنا نملة أعيش حياة الكفاف ولا أحتاج لعطايا البشر.
قال الصرصور مبتسماً : أرجوكم أن تصفقوا للنملة الذكية مرة أخرى. قالت النملة ممتعضة:
- يأ أخي .. خلصنا، بلا تصفيق وكلام فاضي، عندي شعل. سأل الصرصور مستفسراً:
- مانوع عملك أيتها النملة
- أعمل كشّافة عن أطعمة لأخواتي النملات، وعندما أجد طعاماً أرجع وأحضر جيشاً من النملات كي ينقلوه للعش ونقتات به جميعاً
قال الصرصور مشجعاً:
- صفقوا أيها الجمهور لهذه النملة المكافحة والعاملة على إسعاد أخواتها النملات. وهنا خبطت النملة إحدى أطرافها على الطاولة وقالت غاضبة:
- قلنا بلا تصفيق وكلام فاضي، أدخل في الموضوع. رفع الصرصور ورقة كانت معه وقرأ منها.
- سؤالي الأول لسيادة النملة " متى حدثت ثورة الزنج في العراق وماهي أسباب قيامها".
- نعم ، ثورة ماذا، ياعمي الله يخليك أسألني مايخصني ويخص طائفة النمل، شو مفكر أني تلميذة في المدرسة حتى تسألني هذه الخزعبلات، أنا ماذا يهمني من ثورة وغير ثورة.
قال الصرصور مبتسماً: " هذا سؤال لتحمّي حضرتك وتستعدي للأسئلة الأخرى، أما سؤالي الثاني لك هو تاريخي وديني:
- من هو النبي والملك الذي تحدث مع حضرة أجدادك وكانوا يكنون له كثيراً من الإحترام والتبجيل.
وقفت النملة غاضبة ومعترضة ثم قالت:
- ياعمي أنا مالي ومال هذه الأسئلة، ياعمي الله يخليك لأهلك ويحسن إليك ابعدنا عن هذه الأسئلة الحسّاسة.
- هذه الأسئلة وضعها المخرج. وماهي الحساسية في هذا السؤال.
- ياحبيبي، أنت لاتعرف أن الحديث في هذه المسائل يسبب لك جرجرة إلى المحاكم وبهدلة وقلة قيمة، إذا كانت هذه أسئلتك، فأنا أعتذر عن هذا البرنامج التافه وأذهب لبيتي أعد لزوجي أكلة (حرّاق أصبعه). أبتسم الصرصور وقال: "طلب مني المخرج أن أسألك" :
- ماهي أكلة حرّاق أصبعه وهو آخر سؤال لحضرتك قبل أن تربحي المليون.
- ياعمي حرّاق أصبعوا هي أكلة الفقراء، يطبخون الخبز اليابس بالبهرات ودبس الرمان أو حمض الليمون لأن دبس الرمان غالِ جداَ.
قال الصرصور ضاحكاً: " أنت ربحتي معنا اليوم المليون، وبأمكانك إستلامها من بنك لبنان المركزي.
وقفت النملة وصرخت في وجه الصرصور لأنها شعرت بانها خدعت:
- والله لو عرفت هذه النتيجة، ما أتيت إلى هذا البرنامج التافه، فأجرة التاكسي إلى البنك تكلف أكثر من هذا المبلغ، يقطع عمرك وعمر هذه الجائزة.
وعندما سمع ألجمهوركلام النملة، صفقوا لها وخرجوا من القاعة يفكرون ماقالته ويفكرون بأكلة الحرّاق أصبعه.
أيلول – 9 - 2023



#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثعلب والدب
- رواية ابن البلد
- تاريخ خزانة الماء
- أحذية أداديس
- الله والفقر
- احترم نفسك أولاً
- مذكرات أبنة الدكتاتور
- عقم مجادلة الملاحدة
- ممنوع التصوير مع الحمير
- رواية وفيلم الخروج
- ديفد كوبرفيلد
- الصهيوني إفراهام ستيرن
- هو سعيد بشبهة الإرهاب
- في الأمثالوجيا والإفحام
- أصل الأنواع
- التعابير المشتركة بين الإنسان والحيوان
- الأحمدية كفر وإلحاد
- الشرطة في خدمة الشعب
- ما أشبه بارحة باليوم
- الديك والكلب


المزيد.....




- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...
- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...
- تعرّف على ثقافة الصوم لدى بعض أديان الشرق الأوسط وحضاراته


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الشيخة - النملة والصرصور