أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - أملُ إبليس: خاتمة














المزيد.....

أملُ إبليس: خاتمة


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 7727 - 2023 / 9 / 7 - 14:26
المحور: الادب والفن
    


في صباح اليوم التالي، وقفَ دارين في طابور بوفيه الفطور بعدما أومأ برأسه محيياً رفاق الرحلة، الجالسين على منضدة واحدة. حينما أخذ مكانه، لم تكن شيلان قد حضرت بعد. ألقى نظرة حذرة على رَجُلها، ثم أستردها ببعض الطمأنينة. كانَ واضحاً، إذاً، أنّ الكاتب الكبير لم تراوده ريبة في شأن سهرة الأمس، الحافلة. فيما كانَ يقرّب قدح القهوة بالحليب من فمه، تساءل دارين بشكلٍ عابر عما أخّر شيلان عن الفطور. فأجابه رَجُلها، مُبتسماً: " إنها تعاني من الصداع، بسبب الخمر وقلّة النوم ". تنحنحَ الغندورُ فيما كانَ يلقي على إمرأته نظرةً مواربة، ساخرة، وكأنما يريد القول: " ألم أكن مُحقّاً، لما إمتنعتُ عن إشتراكنا في سهرة الديسكو؟ ". وكانت نوشين، من ناحيتها، تنظر خفية إلى دارين، ولعل صديقتها باحت لها بشيء من تفاصيل تلك السهرة. هذه الأخيرة، لم تظهر سوى في نحو الساعة الثانية عشرة، وكانوا عندئذ بإنتظارها في البهو. كما كان دارين يتوقع، فإنها كانت بمزاج سيء حتى أنها لم تسلم عليه أو تعيره أدنى إهتمام. كذلك كان مسلكها في السيارة، طوال الطريق إلى ستوكهولم، ولو أنها أغفت في جانب كبير من الوقت ورأسها على كتف رفيقتها. مرة واحدة، حَسْب، نظرت إليه ببعض التمعّن وكان على سحنتها المرهقة تعبيرٌ أقرب للشَدَه.
منذئذٍ دبّ شيءٌ من الفتور في علاقته بدوغان، بحيث أن لقاءاتهما كانت نادرة وتتم في المقاهي أو لدى أصدقاء؛ وبالأخص دجلة، الذي كانَ يُعدّ بهمّة لإصدار مجلته الأدبية، المأمولة. أكثر من مرة تساءل دارين، ما لو كان لشيلان هذا التأثير على رَجُلها لدرجة أن تجبره على تحديد العلاقة مع المعارف والأصدقاء، وأيضاً الأقارب بطبيعة الحال. إلا أن دوغان، من ناحية أخرى، ظل على تواصل مع دارين فيما يخص رفد الصحيفة الأسبوعية برسومه. إلى أن ألتقى هذا الأخير بعمرو، الذي أخبره بأن إبن عمته سيسافر قريباً إلى تركيا. في اليوم التالي، إتصل دارين بمنزل دوغان كي يتأكّد من وصول الرسوم إليه بالبريد وكي يتمنى له سفراً سعيداً. كانت شيلان هيَ من رفعت سماعة الهاتف، وقد فاجأته بالقول في حدّة: " لا أعلم شيئاً عن رسومك، وهو الآن في طريقه للمطار. أرجو ألا تتصل بالمنزل هنا، طالما هوَ غائبٌ بعدُ! ". ثم أغلقت الخط دونَ أن تحييه. كانت هذه المرة الأخيرة، يسمعُ فيها بالهاتف صوتَ المرأة، التي عشقته بوَلهٍ وجنون.
مع ذلك، كانَ ثمة حدثٌ، طغى على كل ما عداه، فحوّل إنتباه دارين إلى ناحيته: إنه إنذار مجلس الأمن لصدام حسين بضرورة الإنسحاب من الكويت في موعدٍ محدد وإلا فإنه سيواجه تحالفاً عسكرياً من عشرات الدول وعلى رأسه الولايات المتحدة. وكما سبقَ القول في مكانٍ آخر، كانَ الكردُ يعولون على أن حرباً كهذه يُمكن أن تؤدي لسقوط نظام بغداد البعثيّ. عقبَ صدور ذلك الإنذار، تلقى دارين مكالمة من آلان. كانَ قد أصبحَ أباً لتوأم من إمرأته السويدية، وأنهى أيضاً دراسته الجامعية. بعدما تناقشا في أمور السياسة، قال له صديقه أنه يرغب في الإنتقال لإسطنبول كي يستقر هناك؛ لكن إمرأته تعترض على الفكرة: " ياو، إن المرأة السويدية بشكل عام، تعتقد أنها خارج بلدها يمكن أن يُنكّل بها ويٌنتزع منها أطفالها. هذا تفكيرٌ شاذ، سببه قلّة إحتكاك السويديين بالشرق، لأنهم لم يكونوا تاريخياً من البلدان الأوروبية الكولونيالية ". ذلك الإتصال، وما تلاه من لقاءات مع آلان، طمأنه إلى أن شقيقته لم تتكلم في حقه أشياءً مسيئة.
غير أنّ دارين لم يكن واثقاً تماماً من حقيقة مشاعره، هوَ بالذات، من شيلان؛ ما لو كانَ قد أحبّها حقاً، بشكلٍ بريء، وكبَتَ ذلك الحب وفاءً لصداقة رَجُلها. في فترةٍ ما، وكانت علاقتهم ثلاثتهم حميمة، كانَ يُخجله حدّ الشعور بالإثم مجرّدَ إعجابه بجسدها. بالرغم من تنعّمه بالعلاقة الجنسية مع صديقته الإيرانية، بقيت ذكرياته عن جسد المرأة الأخرى تحرق دمه بلسعاتٍ، أليمة وشيّقة في آنٍ واحد.

مدينة يافلي، ربيع 2023



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أملُ إبليس: عن السهرة الأخيرة
- أملُ إبليس: عن الفروة الثعلبية
- أملُ إبليس: عن الفردوس الموعود
- أملُ إبليس: عن المازة المرّة
- أملُ إبليس: عن القلب النبيل
- أملُ إبليس: عن الحاجز الحديديّ
- أملُ إبليس: عن الصيف المُختلف
- أملُ إبليس: عن السجادة الأعجمية
- غرامُ آينور هانم: خروجٌ آخر
- غرامُ آينور هانم: تأريخُ الخيانة
- متاهةُ إمرأة
- غرامُ آينور هانم: مُريدا الغلمة والكلمة
- غرامُ آينور هانم: ملامحٌ حزينة للحكاية
- غرامُ آينور هانم: مُلغزة كقصر قديم
- غرامُ آينور هانم: اسمُ البحر
- غرامُ آينور هانم: غريمتان
- غرامُ آينور هانم: في شباك العنكبوت
- غرامُ آينور هانم: عاصفةٌ عاتية
- غرامُ آينور هانم: دخولٌ آخر
- سيولُ ربيع الشمال: خروج


المزيد.....




- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - أملُ إبليس: خاتمة