|
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟.....7
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 7724 - 2023 / 9 / 4 - 18:21
المحور:
الادب والفن
إهداء إلى:
القابضات، والقابضين على الجمر، من أجل الإنسان.
الطامحات، والطامحين، من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.
الحزبيات، والحزبيين، الحريصات، والحريصين على تغيير الواقع، من أجل أن يصير في خدمة مصالح الكادحات، والكادحين.
المناضلات، والمناضلين، من أجل بناء الأداة، التي تقود ذلك التغيير؟
محمد الحنفي
بين المتطلع، والطامح، كما بين المحتكر، والمناضل من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية:
وانطلاقا مما رأينا، من خلال معالجتنا لمفهومي: المتطلع، والطامح، نستطيع أن نقف على الفروق القائمة بينهما، مما يجعل كلا منهما نقيضا للآخر، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، حتى وإن كان الخلط بين المفهومين، قائما على مستوى الاستعمال اليومي، لمفهومي: المتطلع، والطامح. وهو خلط، يوقعنا في المتاهات، التي تجعل الخلط يهم العديد من المفاهيم الأخرى، التي تجعل المتلقي، يعتقد الوضوح، في الرؤيا، وفي الاستعمال، فلا يتخذ ما يريد، عندما يستعمل مفهوما معينا. وهو مفهوم، له دلالة مفهوم آخر، نقيض له، كما هو الشأن بالنسبة للمتطلع، والطامح؛ لأن العديد من مستعملي المصطلحين، يستعملون مفهوم المتطلع، مكان مفهوم الطامح، ويستعملون مفهوم الطامح، مكان مفهوم المتطلع، فلا يستطيع المتلقي، تحديد ما يريد المستعمل، سعيا إلى تحديد المقصود بالمتطلع، والمقصود بالطامح، ومن أجل أن يكون الاستعمال واضحا، ومحددا، في ذهن المتلقي، فإنه يقف أولا، وأخيرا، على الفروق القائمة بينهما، من أجل أن يحرص الكاتب، أيا كان، وخاصة، إذا كان يهدف إلى تناول الموضوعات، التي لها علاقة بالاشتراكية العلمية، التي تقتضي ذلك الوضوح، وصولا إلى تحقيق الكتابة الواضحة، حتى يصير ما يتلقاه المتلقي، عن طريق القراءة، واضحا، فلا يقع عنده الخلط فيما يتلقاه.
والفروق القائمة بين مفهوم المتطلع، ومفهوم الطامح، ندرجها فيما يلي:
1 ـ على مستوى اللغة، نجد أن المتطلع اسم فاعل، من تطلع، يتطلع، تطلعا، إذا وقف على أصابع قدميه، ليرى بأم عينيه، ما هو أبعد، وعلى مستوى الاصطلاح.
فالمتطلع، هو الساعي إلى جمع الثروات، التي تجعله ثريا، في أفق أن يصير من الأثرياء الكبار، ليكون، بذلك، قد حقق تطلعاته الطبقية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ليصير بذلك من الطبقات الثرية، التي اغتنت بسرعة فائقة، كما هو الشأن بالنسبة للمسؤول الذي ينهب ثروات الشعب المغربي، بدون حساب، ولا يتوقف عند نهب الملايين، بل يعمل على نهب الملايير، إن أمكن ذلك، ودون حياء، من الشعب، ودون احترام لأصحاب الحقوق، في تلك الأموال، سواء تعلق الأمر بالشرق، أو بالغرب، أو بالشمال، أو بالجنوب، أو بأي جهة أخرى، من الجهات الثمانية للبلاد، ليصير الناهب، صاحب شأن عظيم، على مستوى الثراء الفاحش، الذي يضر العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ويضر الجماهير الشعبية الكادحة، ويلحق الضرر الكبير بالشعب الكادح، التي يحرم من الثروات المنهوبة، التي لا حدود لها، ويحرم من المشاريع: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي يمكن أن تقام بها، ليبقى تطلعه واضحا، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى يتقدم، ولا يتراجع، على مستوى الاستهلاك اليومي، ناهبو ثروات الشعب.
2 ـ على مستوى استغلال الوظيفة، نجد أن المتطلع، يعتبر الوظيفة وسيلة للإثراء السريع، عن طريق نهب ثروات الشعب، التي ترصد للمشاريع التي تقع تحت إشرافه، لينهب منها ما شاء له النهب، وإذا أنجزت، فإنها تنجز مغشوشة بإرضائه، حتى ينهب نصيبه منها، لتصير معرضة لآفات الزمن، التي لا حدود لها، وعن طريق الارتشاء، فيجعل الشعب يتمرس على الإرشاء، ليصير المسؤول السلطوي ناشرا للفساد، حيثما حل، وارتحل، ليصير الشعب، بذلك، فاسدا، ونفس الممارسة، يقوم بها المسؤول الجماعي، الذي ينهب ثروات الجماعة.
3 ـ على مستوى العلاقة بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وعلى مستوى الجماهير الشعبية الكادحة، وعلى مستوى الشعب الكادح، نجد أن المتطلع، يسعى إلى استعبادهم، والاستبداد بحكمهم، واستغلالهم؛ لأن الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال، وسائل تمكن من جعلهم في خدمة تحقيق التطلعات الطبقية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي تصير مناسبة للتسريع بتحقيق التطلعات الطبقية، التي يحرص المتطلع على تحقيقها، حتى يصير من كبار الأثرياء، الذين لا هم لهم، إلا تحقيق الثراء، الذي يوظف للسيطرة على الواقع، في أوجهه الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، أملا في الوصول إلى درجة الثراء المطلق، الذي لا حدود له، على مستوى النمو المطلق، وعلى مستوى الحكم المطلق، الذي لا حدود له، نظرا لانعدام الديمقراطية، بمضامينها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي تلعب دورا كبيرا، في جعل التطلع يحقق أهدافه.
4 ـ وبالنسبة للطامح، فإنه اسم فاعل، من طمح، يطمح، طمحا، وطموحا، إذا سعى إلى الانخراط في العمل المشترك، من أجل تحقيق أهداف مشتركة، ترفع شأن المجتمع: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا؛ لأن الطامح، لا يهتم بالأمور الخاصة، بقدر ما يهتم بالشؤون العامة: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، سعيا إلى تحقيق كل ما هو مشترك، بين الناس جميعا. وما يتحقق: يعود على الناس جميعا، بما في ذلك العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، والجماهير الشعبية الكادحة، والشعب الكادح، أنى كان هذا الشعب، وكيفما كان.
5 ـ والطامح، لا يسمح لطموحه باستغلال الوظيفة، التي يشغلها، أو العمل الذي يقوم به، باستغلاله لخدمة مصالحه الخاصة، التي تساعد على تحقيق التطلعات الطبقية، بل يضع نفسهن من خلال وظيفته، أو من خلال العمل الذي يقوم به، في خدمة تكريس العمل المشترك، الذي يؤدي إلى تحقيق الأهداف المشتركة، وفي خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وفي خدمة الجماهير الشعبية الكادحة، وفي خدمة الشعب الكادح، سعيا إلى تحقيق الأهداف الكبرى، التي هي الإطار، الذي ينعم فيه العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بالخيرات المادية، والمعنوية، كعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وكجماهير شعبية كادحة، وكشعب كادح. وهذه الأهداف الكبرى هي: التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، كما رسمه الشهيد عمر بنجلون، قبل اغتياله، والتي لا زال حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، يناضل من أجل تحقيقها، متصديا لكل أشكال التحريف، التي يمارسها المتطلعون، لمحاربة كافة أشكال الفكر الاشتراكي الهادف.
6 ـ وعلى مستوى العلاقة بالعمال، والعاملات، والأجراء، والأجيرات، وعلى مستوى الكادحين، والكادحات، فإن الطامح يسعى إلى توعيتهم، بأهمية الإنتاج الذي ينتجونه، وينتجنه، وبأهمية امتلاك الوعي بضرورة تحسين أوضاعهم المادية، والمعنوية، في أفق الوعي بالذات، وبإدراك الموقع من علاقات الإنتاج المادية، والمعنوية، وعلى ما يناله العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، والكادحات، في إطار الأجور التي يتلقونها، ويتلقينها، في مقابل القيام بالعمل المنتج، وبفائض القيمة، الذي يذهب إلى جيوب ربات، وأرباب العمل، الذي يزداد رأسماله، أو رأس مالها، بدون حدود، في الوقت الذي يعاني فيه العمال، والعاملات، وباقي الأجراء، وباقي الأجيرات، وسائر الكادحين، وسائر الكادحات، من الحرمان من الحقوق الإنسانية، والشغلية، في أفق امتلاك الوعي الطبقي: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، الذي يعتبر أساسا لخوض الصراع الطبقي، الذي قد يطول، في مستوياته المختلفة، وقد يصير متوسطا، وقد يصير قصيرا، قبل تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، التي تمكن العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، كما تمكن العاملات، وباقي الأجيرات، وسائر الكادحات، من القضاء على العبودية، والاستبداد، والاستغلال، وتحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.
وهكذا، نكون قد وقفنا على بعض الفروق، القائمة بين مفهومي المتطلع، والطامح، مما يجعل الفرق بينهما واضحا، وضوح الشمس في كبد السماء. ومفهوم المتطلع، الذي وقفنا فيه على المستوى اللغوي، وعلى المستوى المصطلحي، كما وقفنا على مستوى استغلال الوظيفة، أو القيام بعمل معين، لممارسة عملية النهب، والارتشاء، من أجل تحقيق التطلعات الطبقية، وعلى مستوى العلاقة مع العمال، والعاملات، وباقي الأجراء، والأجيرات، وسائر الكادحين، والكادحات، وعلى مستوى العلاقة مع الجماهير الشعبية الكادحة، وعلى مستوى العلاقة مع الشعب الكادح.
وبالنسبة لمفهوم الطامح، فإننا تناولنا كذلك على مستوى المفهوم اللغوي، والمصطلحي، وعلى مستوى كونه لا يستغل الوظيفة، التي يشغلها، أو العمل الذي يقوم به، لتحقيق مصالحه الخاصة؛ لأن طموحه، يمنعه من ذلك، وعلى مستوى العلاقة بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومع الجماهير الشعبية الكادحة، ومع الشعب الكادح، فإنه يعمل، ما أمكن، من أجل توعيتهم بأوضاعهم المادية، والمعنوية، وبالذات، وبالموقع الطبقي، في إطار علاقات الإنتاج، حتى يكون، ذلك، وسيلة لتملك الوعي الطبقي، الذي هو المدخل لممارسة الصراع الطبقي، في أفق تحقيق الأهداف الكبرى، المتمثلة في التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اقتنعوا بالعلم...
-
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟.....6
-
هو لكل الرفيقات الرفاق...
-
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟.....5
-
هلموا إلى حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي...
-
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟.....4
-
عاش حزب الطليعة الدمقراطي الاشتراكي، عاش الوطن...
-
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟.....3
-
المتطلعون / الطامحون...
-
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟.....2
-
لم أكن أعلم...
-
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟.....1
-
استرح يا أنت...
-
عندما نراهن على إقناع المقتنع.....
-
مات محمد بوكرين مات أحمد بنجلون...
-
عندما نراهن على إقناع المقتنع.....27
-
البورجوازية الصغرى، والاندماج...
-
عندما نراهن على إقناع المقتنع.....26
-
واجب هو الحلم / الأمل...
-
عندما نراهن على إقناع المقتنع.....25
المزيد.....
-
مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق
...
-
مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على
...
-
مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح
...
-
كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو
...
-
ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
-
الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا
...
-
بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب
...
-
مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب
...
-
فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
-
من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة
...
المزيد.....
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
-
إعدام عبد الله عاشور
/ عقيل الخضري
-
عشاء حمص الأخير
/ د. خالد زغريت
-
أحلام تانيا
/ ترجمة إحسان الملائكة
-
تحت الركام
/ الشهبي أحمد
-
رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية
...
/ أكد الجبوري
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
المزيد.....
|