أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - صهاينة المغرب اليهود.. مغتصبون.. لاجالية (3)















المزيد.....

صهاينة المغرب اليهود.. مغتصبون.. لاجالية (3)


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7723 - 2023 / 9 / 3 - 22:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


علاقات يهود المغرب بمكونات الشعب المغربي
مع أن أسس الفلسفة اليهودية المستمدة من "التلمود" – كتاب تعليم ديانة وآداب إسرائيل_ تحدد علاقتهم بغيرهم من البشر، على أساس نزعة التفوق والعنصرية التي تقول إن اليهود شعب الله المختار، بزعم أن أرواح بني إسرائيل تتميز عن باقي الأرواح لأنها كما يزعمون جزءا من الله، كما أن الابن جزء من والده، والأرواح الأخرى أرواح شيطانية شبيهة بأرواح الحيوانات، والإسرائيلي عند الله أعظم من الملائكة.
ويصل الأمر بالذهن اليهودي المسكون بالأساطير أن يعتقد أن الدنيا بأسرها ملك للإسرائيلي، ومن حقه أن يتسلط عليها بوصفه مساوياً للعزة الإلهية. ويصل الوهم حد المرض عندما يصور لهم ذهنهم المريض أن نقطة الارتكاز التي يبدأ منها اليهود سيطرتهم على العالم هي فلسطين، ففيها يجب أن تقوم دولتهم لأنها أرض الميعاد، ولذلك يقول اليهود إن فلسطين أرض مقدسة لا يحق لأي فرد احتلالها وإنما هي حق لليهود وحدهم(1).
مع هذه الذهنية المريضة لأتباع الديانة اليهودية ممن يعتقدون بخرافة أرض الميعاد وأنهم شعب الله المختار احتضنهم الشعوب العربية كأفراد وجماعات وتعاملوا معهم بكرامة ومساواة، وهو ما عاشه يهود المغرب طول عشرات القرون،
فقد عاش اليهود المغاربة طوال قرون في وطنهم المغرب جنبًا إلى جنب مع إخوانهم المسلمين، دون مشاكل تذكر، ولم يخطر ببال يهودي أو يهودية أنه سيغادر إلى ما تسمى “أرض الميعاد” التي قرأ عنها في التوراة، لولا تغيرات سياسية وفكرية واقتصادية واجتماعية، عرفتها أوروبا خلال القرن التاسع عشر، كان لها بالغ الأثر على يهود العالم، وليس المغاربة فقط(2).
وكان لقدم الاستقرار بالمغرب انعكاسات بالغة على طبيعة اليهودية المغربية، حيث أثرت خصوصية البيئة وتميز الوجود الإسلامي بالمغرب وما أفرزه من تبلور لسياق حضاري مغاير للسياق الحضاري الغربي الذي تبلورت من داخله الظاهرة اليهودية الصهيونية المعاصرة.(3)
وبسبب موقف الشعب المغربي الودي والإنساني منهم، لم يكن الاستقرار اليهودي مسألة عابرة، لذلك اختلطوا مع القبائل الأمازيغية بالمغرب في الجبال حتى تهود أفراد من بعض القبائل. (4)
بل إن العلاقات تعدت الطابع الاجتماعي العادي بين اليهود وسكان المغرب المسلمين إلى ظاهرة أولياء وقديسي اليهود المغاربة الذين من ضمنهم 126 وليا مشتركا بين المسلمين واليهود و15 وليا مسلما يقدسه اليهود و90 وليا يهوديا عند المسلمين، ويتنازعون في 36 وليا كل ينسبه إليه.(5) بمعني أن العلاقات تطورت لبشترك المسلمون واليهود حتى في الأولياء اليهود والمسلمين.
وبعكس ذهنيتهم المريضة يقر اليهود قاطبة بأن المغرب استقبلهم وآواهم بمنطق متسامح، وقد قدر عدد اليهود الذين غادروا إسبانيا في 1492 بـ 200 ألف، منهم 100-120 ألف توجهوا نحو البرتغال، حيث لاقوا مصيرا مأساويا قبل أن يطردوا ويفر جزء منهم إلى البلاد الإسلامية في 1497، حيث كان يوجد أصلا 50 ألفا من اللاجئين.(6)
وما يوكد طبيعة العلاقة الودية مع اليهود أنه لم يتعرّض يهود المغرب لهجمات جماعية أو لمذابح أو لأحداث عنف من أيّ نوع من جانب المغاربة المسلمين، حتى أن أشد المصادر الصهيونية تطرّفاً لم تجرؤ على ذكر ما يخالف ذلك. تاريخ وجود اليهود في المغرب قديم، وخصوصاً أن عدداً كبيراً من يهود الأندلس قد لجأوا إلى المغرب واستقروا فيه، بعد سقوطها في أيدي الإسبان سنة 1492. ومنذ سيطرة الأسرة العلوية (التي لا تزال تحكم إلى اليوم) في المغرب على يد مولاي رشيد عام 1668، حظي اليهود بعطفٍ خاص من قبل سلاطينها الذين أتاحوا لهم الفرصة للعيش بأمان، والعمل بحرية واطمئنان. وكان عدد اليهود في المغرب يزيد على 250 ألفاً، أي نحو 2.5% من السكان، وهو أكبر تجمع لليهود في البلاد العربية على الإطلاق.(7)
ويتمتع اليهود حاليا بعلاقات طيبة مع السلطات الرسمية، ويحتل بعضهم مواقع هامة فيها، مثل أندري أزولاي مستشار الملك محمد السادس. (8)
ويعكس الارتباط الوثيق بين اليهود المغاربة وبلدهم الأم الذي رعاه الملوك المتعاقبون على عرش المغرب، وقَننته الدولة عبر القوانين، فدُستور 2011 يعد أول دستور لبلد عربي مسلم يعترف بالثقافة اليهودية كعنصر أساسي في التعدد الثقافي بالبلاد، ويؤكد على المكون اليهودي والعبري كرافد من روافد الهوية المغربية(10) طبيعة هذه العلاقة الأخوية.
وهي العلاقة التي استمرت مع أن اليهود المغاربة باتوا جزءا أساس من كيان عنصري عدواني محتل، فالمغاربة اليهود يسافرون إلى المغرب في زيارات سنوية لمن بقي هناك من أسلافهم، والشباب يذهبون للتعرف على ما يعتبرونها أصولهم وهويتهم وتؤكد "الصحفية المغربية غزلان طيبي لـ"عربي بوست" أن "زيارات اليهود المغاربة عموماً والقاطنين منهم في "إسرائيل" خاصة لم تنقطع أبداً، فقد كانوا يأتون سنوياً بالآلاف، لكنها اليوم وبسبب التطبيع ستتكثف وتنظم بشكل أسهل، وسيكون موسم "الهيلولا" كما العادة سبباً لحج اليهود عبر العالم إلى المغرب".
وكشفت صحفية مغربية أن "اليهود المغاربة المقيمين في "إسرائيل" سيحجون إلى المغرب للاحتفال بذكرى وفاة حاخام قديس، عرف بدوره الديني الكبير، بعيد الفصح اليهودي، وهي مناسبة حرصت السلطات المغربية منذ القديم على مرورها في أجواء آمنة ومنظمة في الأماكن، حيث تنظم في كل الجهات المغربية، والآن سيصبح الإقبال عليها أكبر"(11).
إن استمرار الزيارات وفي كل الظروف لليهود الصهاينة للمغرب تعني أن العلاقات كانت أكثر من طبيعية، من ذلك أن مواسم الهيلولة لا تقف عند الصلاة والاحتفال فقط، بل هي مناسبة لتجديد العهد مع الأصول وصلة الرحم مع الأحباب، إذ يحرص اليهود القادمين من "إسرائيل" وباقي الدول على زيارة أصدقاء الطفولة والجيران القدامى.(12)
وهذا يكشف أن اليهود المغاربة لم يكونوا منغلقين على أنفسهم، كما هو شائع عن التجمعات اليهودية، وإنما هي في اختلاط دائم مع سكان البلاد في حياتهم اليومية. بل كانوا يعيشون في ظل وجود نظام للجوار أو الحماية من طرف القبائل الأمازيغية. فبعد دخول الإسلام للمغرب عام 710 للميلاد ووعي اليهود بهذه السيطرة، دخلوا في حماية الحكام الأمازيغ المسلمين منذ أوائل القرن الثاني الهجري. (13)
هذه العلاقة التي وصلت حد الاندماج جعلت يهود المغرب يكتسبون الكثير من عادات المسلمين بدليل أنهم في المدن المغربية كانوا يؤمنون بتعدد الزوجات، رغم أن هذا محرم في ديانتهم، أما اليهود في القرى والجبال، فقد تأثروا بالأمازيغ واكتفوا بالزواج الأحادي. والدليل على ذلك ظهور مخطوط في مدينة مراكش يعود تاريخه إلى سنة ألف ميلادية يتحدث عن تحريم تعدد الزوجات.
وكان السكان اليهود يتحدثون اليهودية والأمازيغية والعربية رغم أن هذه اللغات قد طمست إلى حد كبير تحت تأثير اللغة الفرنسية في تلك الفترة الزمنية المذكورة. كما كانت هناك أعداد أقل من المهاجرين الجدد من أوروبا.(14)
بل إن الجالية اليهودية المغربية في كل مكان تعتز بانتمائها المغربي، ففي كندا، أسمت الجالية اليهودية المغربية مكتبة مدرسة سفاردية باسم الراحل محمد الخامس، وفي :إسرائيل" يظهر الاعتراف بالمملكة بشكل أوضح عبر تسمية أماكن ومواقع عامة باسم الراحل الحسن الثاني". (15)
فكان أن تمتع اليهود في المغرب بعلاقات طيبة سواء مع السلطات الرسمية، أو مع المغاربة المسلمين. بل ويحتل بعض منهم مواقع هامة في دواليب الدولة المغربية. مثل أندري أزولاي الذي يشغل منصب مستشار الملك محمد السادس. ويرى أزولاي أن إصرار عشرات الآلاف من اليهود في فرنسا وإسرائيل وكندا على الاحتفاظ بهويتهم المغربية والاعتزاز بها يشكل قوة كبرى لليهود المغاربة. (16)
إن هذا ولا شك يفضح سلوك نفاق اليهود الذين ـأخذوا موقفا معاديا ويساهمون في جرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني ليس كجالية مغربية فقط بل ومكون أساس في مؤسسات كيان الاحتلال الأمنية والعسكرية والسياسة في حربها ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته.
هذه الجالية تمارس عدوانيتها كحالة صهيونية دينية عنصرية حسب توصيف مؤسسات دولية ، تحتل فلسطين وتنتهك حرمات الأقصى والقدس الذي ويا للعار ملك المغرب هو رئيس لجنتها، فيما جاليته المغربية تشن حربا على كل ما هو فلسطيني وتدنس الأقصى وترتكب الجرائم ضد القدس وأهلها.

------------------
الهوامش
1- طارق محمد حجاج، مواقف الأحزاب الإسرائيلية المختلفة من القضية الفلسطينية، 24/6/2012، العدد: 3768، الحوار المتمدن
2- رشيد العزوزي، اليهود المغاربة: من أحياء “الملاح” إلى حكم إسرائيل وصناعة القرارات الدولية، 23 سبتمبر 2018، https://www.qposts.com/
3- مصطفى الخلفي، يهود المغرب والتعايش اليهودي العربي، 22/12/2004، ttps://www.aljazeera.net/
4- مصطفى الخلفي، المصدر السابق
5- مصطفى الخلفي، المصدر الستبق.
6- مصطفى الخلفي، المصدر السابق.
7- حسام عبد الكريم، دور الحسن الثاني في هجرة اليهود المغاربة إلى "إسرائيل"، 21/2/2022، https://www.almayadeen.net/
8- عدنان أبو عامر، يهود المغرب بالمجتمع الإسرائيلي.. الخلفية السياسية وأدوارهم، https://arabi21.com/
9- عربي بوست، يُساهمون في صناعة القرار بإسرائيل - وبعضهم يحلم بـ”العودة” للوطن.. حكاية يهود المغرب من أحياء “الملاح” إلى تل أبيب، 13/1/2021، https://arabicpost.net/
10- عربي بوست، يُساهمون في صناعة القرار بإسرائيل المصدر السابق.
11- عبد الحكيم الرويضي، نفوذ اليهود المغاربة في "إسرائيل".. لمن الولاء؟ 18/02/2021 ، https://www.noonpost.com/
12- يهود المغرب يحتفلون في إسرائيل،11/12/2020، https://aawsat.com/
13- يهود المغرب يحتفلون في إسرائيل،الكصدر السابق.
14- عربي بوست، يُساهمون في صناعة القرار بإسرائيل المصدر السابق.
15- يهود المغرب يحتفلون في إسرائيل،ا مصدر سبق ذكره
16- المصدر السابق.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاكسات -- سيادة تحت الاحتلال!!!
- صهاينة المغرب اليهود.. مغتصبون.. لا جالية (2)
- صهاينة المغرب اليهود.. مغتصبون.. لا جالية (1)
- لقاء المنقوش وكوهين.. فشل كي وعي الليبيين
- الصهيونية الدينية من الأطراف للسلطة (دراسة) الجزء الأخير
- الصهيونية الدينية من الأطراف للسلطة (دراسة) الجزء السابع
- الصهيونية الدينية من الأطراف للسلطة (دراسة) الجزء السادس
- الصهيونية الدينية من الأطراف للسلطة (دراسة) الجزء الخامس
- الصهيونية الدينية من الأطراف للسلطة (دراسة) الجزء الرابع
- الصهيونية الدينية من الأطراف للسلطة (دراسة) الجزء الثالث
- الص الصهيونية الدينية من الأطراف للسلطة (دراسة) الجزء الثاني
- تخفيض المنحة القطرية لحماس.. رسالة أمريكية لسوريا
- الصهيونية الدينية من الأطراف للسلطة ( دراسة) جزء أول
- وعيد الفصائل الفلسطينية.. والجعجعة دون طحن
- مشروع الحركة الصهيونية في فلسطين..نهاية الخرافة
- مشاكسات الاستجداء بالكذب..صهينة فلسطينية إسلامية!!
- مشاكسات... إسلام صهيوني.. قلق على التطبيع
- صدقية حماس .. بين أبو مرزوق والسنوار
- خطاب حماس والجهاد.. عندما تفارق الأقوال الأفعال
- الكيان الصهيوني.. مقولة التفكك.. كتظهير لأزمته البنيوية


المزيد.....




- فيضانات مدمرة تجتاح المنازل وتقتل العشرات في جنوب الصين
- -ظلال السافانا-..لقطات عجيبة للحياة البرية من قلب إفريقيا
- ??مباشر: غالانت في واشنطن ومخاوف متزايدة من صراع أوسع بين حز ...
- مصدر مصري: القاهرة تجدد شرطها بشأن إعادة تشغيل معبر رفح لدخو ...
- سودانيون يروون تفاصيل رحلة الهروب غير الشرعية إلى مصر
- مستشار ترامب السابق يدعو إلى تشديد العقوبات على روسيا دعما ل ...
- روسيا.. ابتكار -أنبوب هوائي- يحاكي ظروف الانفجارات والحرائق ...
- روسيا تختبر درونات -بيرون- المجهزة بصواريخ مضادة للدبابات (ف ...
- لأول مرة.. الحكومة ترد على أزمة قطع الأشجار وتوجه اتهاما
- ارتفاع قتلى هجمات القوقاز إلى 15 شرطيا و4 مدنيين بينهم كاهن ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم يونس الزريعي - صهاينة المغرب اليهود.. مغتصبون.. لاجالية (3)