أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم عبد الواحد - زيارة الاربعين .. دروس الذل القاسية















المزيد.....

زيارة الاربعين .. دروس الذل القاسية


حاتم عبد الواحد

الحوار المتمدن-العدد: 7723 - 2023 / 9 / 3 - 09:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لرجلٍ قتل منذ ما يقارب 1400 سنة من قبل قومه بسبب المُلْك أستطيع ان انسب ملايين قضايا القتل والتشريد والاخفاء القسري في العراق وغيره من البلدان وهو بريء منها بكل تأكيد، وهو المحفز الأول في اقتراف الاف الجرائم التي تحاكم عليها قوانين حقوق الانسان، ولكن لا أحد أنصف النصف العراقي الذي له وجهة نظر بواقعة الطف الذي وقعت في عام 61 هجرية على ارض كربلاء.
دعونا نناقش القضية بوضوح بالغ! فنسأل من هو الحسين بن علي؟ وبالتأكيد سيكون الجواب كجواب طلاب المدرسة الابتدائية هو ابن علي بن ابي طالب وفاطمة بنت محمد بن عبد الله، ولو اعقبنا سؤالنا هذه بسؤال اخر أكثر سهولة وقلنا اين ولد الثلاثة؟ سيكون الجواب في مكة ولد محمد وعلي وفي يثرب ولد الحسين بن علي، وهل هذه المدن من اعمال العراق او إيران؟ سيكون الجواب: قطعا لا.
يعد المسلمون اليوم أكثر من مليارين من البشر أي 25 بالمئة من سكان الأرض، ويبلغ عدد الدول الإسلامية حسب منظمة التعاون الإسلامي 57 دولة، ولكن ليست هناك دولة من هذه الدول أصابها الويل والثبور كما اصابا العراق بسبب مقتل رجل خرج من اجل ارث عائلته فلم تسنح له الفرصة بالظفر بالملك العضوض فقتلته العائلة المنافسة، انه حدث يقع لأحسن العائلات، في كل زمان ومكان ،رجل كل صلته بإيران حسب الرواية الإسلامية انه تزوج شهربانويه بنت يزدجرد بن شهريار كسرى فولدت له ابنهما زين العابدين علي بن الحسين، ولكن هذه الرواية تصمت عن زوجات الحسين الاخريات واولادهن، ليلى بنت أبي مرة بن عروة الثقفي هي زوجة الحسين أيضا ولها ابن هو علي الأكبر بن الحسين الذي قتل في الطف من قبل الامويين اخواله! والرباب بنت أمرئ القيس بن عدي هي زوجة الحسين أيضا وهي ام عبد الله الرضيع وسكينة بنت الحسين، وام اسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التيمية وكانت زوجة أخيه الحسن بن علي وتزوجها الحسين بعد وفاة أخيه وبوصية منه وولدت للحسين فاطمة بنت الحسين والقضاعية وهي ام جعفر بن الحسين وقد مات في حياة ابيه، وعليه يكون للحسين بن علي بن ابي طالب أربعة أولاد وبنتان. فهل شهدنا مراسيم وطقوس حزن ومجالس عزاء اقامتها الدول الإسلامية المنضوية تحت منظمة التعاون الإسلامي تقارب الغلو الذي يعصف بالعراق منذ عشرين سنة؟؟ ان مجالس العزاء تمتد لشهور عدة كل عام حتى أدركنا ان العراق ليس أكثر من قاعة تعزية ومقبرة بتابوت كبير!
فبالإضافة الى ان ما نشهده من مواكب لطم بسلاسل من حديد وفتح جماجم بسكاكين حادة امام كاميرات العالم واجبار الخلق على لبس الثياب السود ورفع الرايات الملونة على أسطح البنايات والمنازل، مما يشكل تشويها بصريا حادا ومنع مراسيم الفرح مهما كانت، وتأجيل كل نشاط يتعارض مع ما تبثه مكبرات الصوت حتى ساعة متأخرة من الليل من حكايات مفبركة وكاذبة، نجد ان عناصر إقامة هذه الشعائر وحماياتها يجبرون العراقي والعراقية على ان يكونا عبيدا اذلاء للإيراني القادم لأداء (الزيارة)!!
فأفواج القادمين كل عام تتجاوز الثلاثة ملايين شخص، نستطيع ان نجد بينهم تاجر المخدرات والجاسوس والعميل المزدوج واللص الخطير والمخادع الذي يلعب على عواطف الناس والقاتل المأجور والمحتالين والمحتالات وتجار الجنس، وكل هؤلاء وغيرهم من الإيرانيين مرحب بهم في العراق دون ان يدفعوا بارة واحدة للحصول على الفيزا، يأكلون أحسن الاكل مجانا، وينقلهم في زيارتهم اسطول من الباصات الحزبية المحمية بالمليشيات بلا أجور، وينامون في الفنادق والخانات بلا أجور. فالعراقي ابن الكرم العربي ولن تضيق اخلاقه عن تقديم كل هذا لضيوفه، لكن ان تجبر المليشيات المؤتمرة بإمرة فيلق القدس الشباب والشابات العراقيات بل والشيوخ منهم على اجراء المساج لأقدام الوافدين وتقبيلها فان ذلك تالله لدرس قاس في الذل والعبودية لم يألفه العراقيون!
ان هذا الطقس الجنائزي الذي يقام سنويا في مدن وسط وجنوب العراق يكلف خزينة الدولة مليارات الدنانير التي يحتاجها ملايين العراقيين المرضى والفقراء ، نحن نعلم انه أداة من أدوات الفساد المالي واداة من أدوات تفتيت العراق بلدا وشعبا واداة من أدوات إشاعة الجهل والامية في شعب الابجدية الأولى، فالبلد يغص بمجموعات لا عدد لها من اعدائه، مليشيات قتل مسلحة، مليشيات إعلامية ، مليشيات ثقافية، مليشيات صحية، مليشيات اقتصادية، مليشيات تربوية، مليشيات جنسية مهمتها البحث عن الأجساد الرخيصة كأداة للقتل والاستخبار وكهاهرات يرفهن قادة العصابات الحاكمة في بغداد، لصوص مسلحون يدعون انهم هم الدولة، قتلة مطلوبون للعدالة يدعون انهم رمز العدل، قوّادون يدعون الشرف، مزورون يدعون انهم رمز الثقة، اميون وجهلة يعتدون على جهابذة وعلماء، غرباء بوثائق عراقية حقيقية وكاملة، عراقيون بلا وثائق عراقية حقيقية وكاملة، حدود للبيع ، موانئ للبيع ، سكك حديد للبيع ، مصافي نفط للبيع، ابار نفط للبيع، مدن للبيع ، مناطق ومقاطعات للبيع ،انهار وبحيرات وسواحل للبيع، جوامع وكنائس للبيع.
كل هذا نجده في هذه الافواج المليونية التي تتدفق على المدن العراقية كالجراد الصحراوي الذي لا يبقي على اخضر ويابس.
اَلأجل هذا خرج الحسين؟ ام انه قال لأخيه محمد بن الحنفية (إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد على هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين).
ان إيران الطائفية تبيعنا الحسين السعودي رغما عن انفنا بمليارات الدولارات كل عام، ونحن فرحون ومرحبون ومهطعو الرؤوس، ليس فينا رجل رشيد يوقف نزيف الدم والمال والتراب، جميع من في يدهم الحل والعقد هم مطايا دول أخرى، كثير منهم مطايا إيرانية، وكثير منهم مطايا تركية، وشراذم تتاجر بالدين الوهابي تتبع الاصطبل القطري او السعودي او الاماراتي ويتغير ذلك حسب نوعية العلف المقدم.
ان فصائل إيران المسلحة تريد تحويل المدن العراقية الى منابر للبكاء والترويج للدين القمي، فان ابت هذه المدن فلديها خيار اخر وهو تحويلها الى مقابر، ولقد شهدنا هذا في ثورة تشرين التي سقى ثوارها ارض بغداد والبصرة والعمارة والناصرية والديوانية وكربلاء والنجف والسماوة والكوت والحلة بدمائهم الزكية ثورة تشرين التي طالبت بالحق العراقي المغصوب تم بيعها أيضا، وها نحن ننتظر جيلا جديدا لا يؤمن بالخرافات ولا بالقداسة التي تزدري كرامة الانسان. وتمتهنه باسم رجال ميتين من الاف السنين ولا نعرفهم ولا تربطنا بهم صلة من صلات الانتماء.
العراقي يستحق الكرامة والطعام والماء والصحة والكهرباء والأمان قبل حاجته الى الله وال بيته.
ما فضل الاسلام على العراق ليدفع اهله انهارا من دمائهم وكنوزا من اموالهم وفلذات من اكبادهم كي يحموه؟؟؟



#حاتم_عبد_الواحد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن عاشوراء وحسينهم الذي هجَّرنَا
- دبلوماسية الكبتاغون
- الديماغوجي!!
- اغتيال خاشقجي يؤكد ( عَظَمَةَ السعودية)!!
- العراقيون يخونون بلادهم!
- ماخور الشرق الاوسط!
- الخاسرون لا خيار لهم
- اميرة المؤمنين جاسيندا!!
- كأس المراءاة الخليجية!
- حراس الثقوب البشرية
- تعقيم البيت الاوروبي
- مونديال الاخوان المسلمين!
- مهدوية العراق
- آيوتزينابا وشهداء جسر السنك!
- من هو الشيطان يا خامنئي؟
- صراع النملة والفيل
- عن الثرى والثريا
- الكوكب الاخطر
- فتوى الثور المعمم
- ووترغيت سعودية


المزيد.....




- أي أخلاق للذكاء الاصطناعي؟ حوار مع العالم السوري إياد رهوان ...
- ملايين السويديين يتابعون برنامجًا تلفزيونيًا عن الهجرة السنو ...
- متطوعون في روسيا يساعدون الضفادع على عبور الطريق للوصول إلى ...
- واشنطن: صفقة المعادن مع كييف غير مرتبطة بجهود وقف القتال في ...
- wsj: محادثات روما قد تضع إطارا عاما وجدولا زمنيا لاتفاق أمري ...
- قتلى وجرحى.. مأساة في حلبة مصارعة الديوك! (فيديو)
- سيئول: 38 منشقا كوريا شماليا وصلوا إلى كوريا الجنوبية
- خبير أمريكي: الاتحاد الأوروبي سينهار وسيأخذ معه الناتو
- -أيدت فلسطين-.. قاض أمريكي يحدد جلسة للنظر بقضية طالبة تركية ...
- تونس: أحكام بالسجن بين 13 و66 عاما على زعماء من المعارضة في ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم عبد الواحد - زيارة الاربعين .. دروس الذل القاسية