الربيع الأفريقي بعد الكاريبي

احمد جمعة
روائي
(A.juma)

الحوار المتمدن-العدد: 7720 - 2023 / 8 / 31 - 16:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في عالمٍ غرائبي يعج بالتناقضات بالتحديات والصعاب، تبدو المواجهات هي أفضل سبيل للتغلب على هذه التحديات إذا أراد الإنسان حل معضلاته، فلا يمكنه الرهان على وسائل ناعمة في ظلِّ عالم يغرق بالمواجهات على مختلف الأصعدة.
بعد الربيع العربي كارثة العرب ومن نتائجه سوريا وليبيا واليمن وتونس، لم يعد هناك ربيع سوى ربيع الحب في إيطاليا وربيع الأبقار في سويسرا وربيع الاجبان في ملبورن وربيع الجهل عندنا...لكننا نفاجئ منذ عامين بربيع لاتيني تحرّرت فيه عدد من الدول اللاتينية والكاريبي من هيمنت الشركات الأمريكية والدكتاتوريات اليمينية وتم الانتقام لسلفادور اللندي في تشيلي وكبرت حلقة الدول اليسارية وامتدت لتشمل بوليفيا والبيرو والبرازيل تاسع أقوى اقتصاد بالناتج المحلي إذ بلغ ترليون ونصف وكذلك كولومبيا جاءت برئيس يساري وفنزويلا ونيكاراغوا وحتى المكسيك جارة الولايات المتحدة تحدت برئيس يساري وأضحى فيروس اليسار كابوسًا للولايات المتحدة. ورغم تباين السياسات اليسارية هناك لا ننسى كوبا كانت الوحيدة تواجه الحصار الأمريكي والآن تسبح وسط محيط يساري اسمه الربيع اللاتنيني.
فجأة انفجر ربيع أفريقي وشهد انقلابات عسكرية يقودها شباب من ضباط الجيش آخذة وكالة شعبية ومضوا يتحدون فرنسا والاتحاد الأوروبي الذي ظل عقود ينتزع ثرواتهم من ذهب والماس وبترول ويورانيوم ببخس الاثمان بل وبالمجان على حساب فقر وجوع الشعوب الأفريقية وكانت فرنسا لها حصة الأسد إذ احتكرت ثروات هذه الدول وخاصة اليورانيوم الذي يغذي مفاعلاتها النووية إلى أن انفجرت انقلابات ثورية شبابية يوقدها جيل متضامن متحمس للتحرُّر أول مرة في كلٍ من مالي والنيجر وبوركينا فاسو ومؤخرًا الغابون، وبصرف النظر عن النتائج إلا أن لغة هذه الحركات هو انتزاع ثرواتهم من فرنسا والغرب وتحسين مستوى الشعوب بعد عقود من الجشع الأوروبي في الاستيلاء على ثروات شعوب أُفقرت وجوعت واضطهدت لمجرّد لونها أسود واعتبرت في نظر باريس ما زالت تحت الوصاية الفرنسية.
ربيعين لاتيني وأفريقي اختلفا تمامًا عن الربيع العربي الدموي، ترى متى يسقط القناع الديني وتستيقظ العلمانية وتنقذ الشعوب العربية من هذا الجهل الذي ضرب جذوره في الأعماق؟

#احمد_جمعة (هاشتاغ)       A.juma#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات