أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الكريم يوسف - يوميات أناييس نن، المجلد الأول: 1931-1934














المزيد.....

يوميات أناييس نن، المجلد الأول: 1931-1934


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 7718 - 2023 / 8 / 29 - 17:58
المحور: الادب والفن
    


أناييس نن
نقل معانيها إلى العربية محمد عبد الكريم يوسف

"هل أنا، في القعر، تلك الطفلة الإسبانية الكاثوليكية الصغيرة المتحمسة التي عاقبت نفسها على حبها للألعاب، ومنعت نفسها من الاستمتاع بالأطعمة الحلوة، والتي مارست الصمت، وأذلت كبرياءها، وعشقت الرموز والتماثيل والشموع المشتعلة والبخور والأشياء ومداعبة الراهبات و موسيقى الأرغن، لمن كانت المناولة حدثا عظيما بالنسبة لهم؟

لقد غمرتني فكرة أكل جسد يسوع وشرب دمه لدرجة أنني لم أستطع ابتلاع القربان جيدا، وخشيت إيذائ يؤثره. تصورت المسيح نازلا إلى قلبي بشكل واقعي (كنت واقعية حينها!) لدرجة أنني كنت أراه ينزل على الدرج ويدخل غرفة قلبي كزائر مقدس، وكانت حالة هذه الغرفة محل اهتمام كبير بالنسبة لي.

في سن التاسعة، العاشرة، الحادية عشرة، أعتقد أنني اقتربت من القداسة. وبعد ذلك، في السادسة عشرة، كنت مستاءة من الضوابط، وخائبة الأمل من إله لم يستجب لصلواتي (عودة والدي)، ولم يصنع أي معجزات، تركني يتيمة في بلد غريب، رفضت كل الكاثوليكية بمبالغة. خنقني الخير و الفضيلة، والإحسان والخضوع .

لقد أخذت كلمات لورانس: "إنهم يركزون فقط على الألم والتضحية والمعاناة والموت. ولا يركزون بما فيه الكفاية على القيامة، وعلى الفرح والحياة في الحاضر". أشعر اليوم بماضي وكأنه ثقل لا يطاق، أشعر أنه يتعارض مع حياتي الحالية، وأنه لا بد أن يكون سبب هذا الانسحاب، وهذا الإغلاق للأبواب. . . أنا محنطة لأن راهبة انحنت فوقي، وغطتني بحجابها، وقبلتني. إنها لعنة المسيحية الباردة.

"لم أعد أعترف بالمزيد، ولم أشعر بالندم، ومع ذلك هل أقوم بالتكفير عن متعتي؟ لا أحد يعرف كم كنت فريسة رائعة للأساطير المسيحية، بسبب تعاطفي وحناني مع البشر. اليوم إنها تفصلني عن الاستمتاع بالحياة ص ٧٠٧١."

بينما كانت جون تسير نحوي من وسط ظلام الحديقة إلى نور الباب، رأيت لأول مرة أجمل امرأة على وجه الأرض. وجه أبيض مذهل، وعينان داكنتان محترقتان، وجه مفعم بالحيوية شعرت أنها ستستهلك نفسها أمام عيني. منذ سنوات حاولت أن أتخيل الجمال الحقيقي. خلقت في ذهني صورة لمثل هذه المرأة. لم أرها حتى الليلة الماضية. ومع ذلك، كنت أعرف منذ زمن طويل اللون اللامع الفسفوري لبشرتها وطبيعتها الصائدة وتساوي أسنانها. إنها غريبة، ورائعة، وعصبية، مثل شخص يعاني من حمى شديدة. لقد أغرقني جمالها. وبينما جلست أمامها، شعرت أنني سأفعل أي شيء تطلبه مني. هنري تلاشى فجأة. كانت مزيجا من اللون والتألق والغرابة.

وبحلول نهاية المساء كنت قد تحررت من قوتها. لقد قتلت إعجابي بحديثها حيث الأنا الهائلة و الكاذبة والضعيفة وطلتها. إنها تفتقر إلى شجاعة شخصيتها، وهي حسية مثقلة بالخبرة دورها وحده يشغلها، تخترع أعمالا درامية تلعب دور البطولة فيها دائما. أنا متأكدة من أنها تخلق أعمال درامية حقيقية وفوضى حقيقية و دوامات من المشاعر، لكنني أشعر أن نصيبها فيها هو الطلة. في تلك الليلة، وعلى الرغم من ردي عليها، سعت إلى أن تكون ما شعرت أنني أريدها أن تكون عليه. إنها ممثلة في كل لحظة. لا أستطيع فهم جوهر جون. و كل ما قاله هنري عنها صحيح."

أردت أن أجري وأقبّل جمالها المدهش وأقول: "يا جون، لقد قتلت إخلاصي أيضا". لن أعرف أبدا من أنا، ما أنا، ما أحب، ما أريد. لقد أغرقني جمالك، واحتل داخلي. أنت تحملين معك جزءا مني ينعكس فيك. عندما صدمني جمالك، أذابني. في أعماقي، أنا لا أختلف عنك. حلمت بك، وتمنيت وجودك. أنت المرأة التي أريد أن أكونها. أرى فيك ذلك الجزء مني وهو أنت. أشعر بالتعاطف مع كبريائك الطفولي، وعدم يقينك المرتجف، وتمثيلك للأحداث، وتعزيزك للحب الممنوح لك. أستسلم لصدقي لأني إذا أحببتك فهذا يعني أننا نتشارك نفس الأوهام و نفس الجنون."

النص الأصلي
The Diary Of Anaïs Nin, Volume 1: 1931-1934
© by owner. provided at no charge for educational purposes 
  



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العاصفة، انايس نن
- بين القبطان والقرصان، محمد عبد الكريم يوسف
- كيف يمكن للولايات المتحدة أن تهيمن على الطاقة النووية العالم ...
- التنمية الإدارية وأخلاقيات ممارسة الأعمال
- وغدا إلى أين ؟ محمد عبد الكريم يوسف
- ادارة الصورة الذهنية للدول
- دمشق يجب أن تكون جزءا من الحل،كمال علم
- لماذا يجب على الولايات المتحدة مغادرة سوريا، علي دميرداس
- الوجود الأمريكي في سوريا أصبح أكثر خطورة من أي وقت مضى، جيف ...
- ولا بد لليل أن ينجلي، محمد عبد الكريم يوسف
- حرب أمريكا التي لا هوادة فيها، مايكل هول
- استخدام ونستون تشرشل المروع للأسلحة الكيميائية، جايلز ميلتون
- قيامة وطن ، محمد عبد الكريم يوسف
- أدونيس: ولدت ثلاث مرات ، هدى فخر الدين ( الجزء الأول والثاني ...
- أدونيس ، الرجل الذي أعاد صياغة الشعر العربي، روبين كريسويل
- ألفُ إلفٍ.... وحبيبة ، محمد عبد الكريم يوسف
- المذاهب والمواهب، محمد عبد الكريم يوسف
- السلطة والقلم، محمد عبد الكريم يوسف
- أعجوبة الحب ، محمد عبد الكريم يوسف
- الديسابورا إهانة للوطن، محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....




- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الكريم يوسف - يوميات أناييس نن، المجلد الأول: 1931-1934