سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 7718 - 2023 / 8 / 29 - 12:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مع إن هناك العديد من الاختلافات والتباينات في الاراء ووجهات النظر بخصوص العديد من المسائل والقضايا المختلفة المتعلقة بنظام الملالي، لکن هناك تطابق في الاراء ووجهات النظر بخصوص إن هذا النظام يعاني من أزمة حادة خانقة تمسك بخناقه على مختلف الاصعدة، وإن هذه الازمة ليست ناجمة ومتداعية عن العقوبات الدولية کما حاولت الاوساط السياسية والاعلامية للنظام تسويقها للعالم، بل إنها وبإعتراف قادة وخبراء في النظام نفسه نتيجة لفشل وأخطاء تراکمية ل44 عاما من الحکم.
عمق وحدة الازمة التي تعصف بالنظام الايراني، والتي صارت واضحة وضوح الشمس في عز النهار، ليس المهم إعتراف القادة والخبراء في النظام بها وبقدمها وإنها موروثة عن أخطاء متراکمة على بعضها، بل إن الاهم والاخطر من ذلك هو إعتراف هٶلاء القادة والخبراء بتشاٶمهم الکامل من أن يتمکن النظام من إيجاد ثمة حل لهذه الازمة الشاملة، وهذه حقيقة صار يدرکها ويعيها الشعب الايراني جيدا، وإن إصطباغ التظاهرات والاحتجاجات بصبغة وطابع سياسي وترديد شعارات معادية ليس للنظام فقط بل ومعادية للولي الفقيه ولأصل النظام بما يٶکد إن الشعب صار يعلم بأن السبب والعامل الاساسي للأزمة هو النظام نفسه مثلما إن سبب إستمرارها بقاء النظام أيضا، وهذا ماقد توضح الى أبعد حد خلال إنتفاضات 28 ديسمبر2017، و15 نوفمبر2019، و16 سبتمبر2022.
سعي النظام الايراني من خلال وسائل إعلامه ومن خلال أبواق وأقلام وأوساط إعلامية تلف لفه لأسباب وعوامل مختلفة، بأن أساس أزمة النظام العقوبات الدولية وإن رفعها سيساهم بإنهاء هذه الازمة ويتم تحسين أوضاعه، لکن هذا الکلام مجرد کذبة ووهم جديد يريد النظام أن يموه ويخدع بسببه الشعب الايراني وحتى الاحزاب والميليشيات التابعة له، إذ أن هذا النظام الذي أهدر معظم إيرادات إيران على مخططاته المشبوهة من أجل تنفيذ مشروعه السياسي ـ الفکري ـ الاجتماعي في إيران والمنطقة، وإن بقاء وإستمرار هذا المشروع المترادف بطبيعة الحال مع بقاء وإستمرار النظام نفسه، يعني بقاء وإستمرار الازمة والاوضاع الوخيمة المتداعية عنها، ولاريب من إنه حتى لو تم التوصل لإتفاق نووي جديد وجرى رفع العقوبات الدولية کلها عن النظام فإن ذلك لن يضع حدا لأزمته وهذا ماقد إعترف به خبراء إقتصاديون من داخل النظام نفسه، فإن الظلال الداکنة للازمة ستبقى مخيمة على الاوضاع المختلفة للنظام وستبقى الشرائح المختلفة للشعب الايراني وبشکل خاص الاجيال الشابة مقتنعة إقتناعا تاما بأنه لاسبيل لتحسين أوضاع الشعب الايراني وإنهاء هذه الازمة الحادة إلا بتغيير جذري والذي لايمکن أن يتم إلا إسقاط النظام والذي لايوجد من أي بديل آخر له!
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟