خالد بن صالح
الحوار المتمدن-العدد: 1728 - 2006 / 11 / 8 - 11:09
المحور:
الادب والفن
ـ الغواية الأولى : بحر تتثاءب أعماقه لتبتلع كل شيء.
يا امرأة لم تقلب أشيائي، وقلبت لأجلها كل شيء.
الحب هو هذا. .
غيمة زئبقية تلتهم قطعة من السماء.
متى استيقظ المطر من نومه العميق أم أنه لم ينم أصلا وقد كان له في غرفة جانبية على طاولة من خشب أحمر تحت ضوء خفيف في أوراق بيضاء تتراكم منذ أكثر من سنة؛ شيء من الجنون. .
مطر يضع في أذنه قرطا من رمل وعلى كتفه يتربع السراب.
أعود لأقول سأغرس مدية في خاصرة الوقت فأستبين في الفراغ مدينة ما ..
وأقول مرة أخرى، أتبين مدينة تسير على رأسها والناس يتساقطون كالقطع المعدنية من جيوبها المقلوبة.
لكن دعيني قبل أن أوغل في هذا. .
أغرق في بحر ينثر ملحه عند حدود الأفق ولا ينتبه لمرورٍ صاخب لأشياء كهذه : أن أكتب رسالة على بياض لامرأة تفرش لي بحرها. .
وفي إصبعها جرح من ذهب. . !
لعل بحرك ذاك لا ينتبه لاشتهاء يداعب نورسا أغرته غيمة ليست صيفية بتتبع حبات المطر.
الحب هو هذا. .
بحر تتثاءب أعماقه لتبتلع كل شيء.
ولما عرفت أن للزوارق شفاه وألسنة وعيون، أدركت أن هذا الأزرق البعيد غبي مثلي، وأنني سكبت سمائي على صحرائك ورحت أنظر بشهوة كيف يغرق الغرباء والإبل والنخيل و وقوافل لم تعد لها وجهة. .
وكذلك الشمس تغرق في الجهة الأخرى للكون حيث أعلق قلبي في شجرة. . . اسمها أنت، وأصبح فاكهة تغلفها رائحة المجهول، ونصبح معا ظلين للمسافة التي أطويها الآن وأمضي. .
#خالد_بن_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟