أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - ما أكثر الضباع الآدمية في القوة الضاربة!!!














المزيد.....

ما أكثر الضباع الآدمية في القوة الضاربة!!!


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 7713 - 2023 / 8 / 24 - 03:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا ليس شتيمة، وإنما تقرير لواقع ملموس. ويبدو أن أزمة الهوية وعقدة التاريخ التي يعاني منهما النظام الجزائري، يدفعانه إلى الاحتماء بالأوهام من قبيل ادعاء القوة (الجزائر قوة، قوة ضاربة، يؤكد عبد المجيد تبون؛ الجزائر تملك أقوى جيش في المنطقة، حسب تعبير الجنرال العجوز شنقريحة) وادعاء الريادة (الجزائر قوة إقليمية بزعم النظام وأبواقه؛ الجزائر مهد الديمقراطيات الغربية ومنها انطلقت ثورات البرتغال وإسبانيا واليونان، حسب هذيان تبون) وغيرذلك من الحماقات كثير. وهذا ما يجيز لنا التفكير في مخ الضبع، خصوصا إذا استحضرنا استعمال هذه العبارة في الدارجة المغربية، حيث يقال لكل من كان فهمه قليل أو ثقيل: "راك واكلْ مُخْ الضّْبَعْ".
وواضح من هذا الاستعمال أن المقصود بكلمة ضِباع (جمع ضَبُع) ليس المعنى الحسي للكلمة؛ بل المعنى الرمزي. فحين نصف شخصا ما بالضبع، في لغتنا اليومية، لغة التداول، فنحن ننتقص من قدراته العقلية ونرميه بالعبط والهبل والجهالة والبلادة وكل الصفات القدحية القريبة من هذا المعنى. وغالبا ما نشتق من كلمة ضَبُع كلمة أخرى على صيغة المصدر (تضْبيع). والتضبيع يعني التَّبْليد (من البلادة) أو التَّعْبيط (من العبط) أو التَّجْهيل من الجهالة أو الجهل، الخ.
وقد سبق أن استعملنا مصطلحا آخر ليس بعيدا في مضمونه من التَّضْبيع؛ ألا وهو التّْبرْديع (من برْدَع). ونحيل القارئ على مقالنا " البَرْدَعَةُ كأسلوب للحكم في الجزائر" (محمد إنفي، "الحوار المتمدن" بتاريخ فاتح دجنبر 2022) للاطلاع على المزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع.
ونعتقد أن كل من تكون له فرصة للتعرف على أصناف من المتدخلين في الإعلام الجزائري، الرسمي منه وغير الرسمي، المرئي أو المسموع، الورقي أو الإليكتروني، أو تكون له إمكانية تتبع بعضا مما ينشر من قبل أبواق النظام الجزائري في مواقع التواصل الاجتماعي، وبالأخص في اليوتيوب والفايسبوك، لا يمكن له، بعد هذا التعرف المباشر على المتحدثين، إلا أن يضع أغلبهم في صنف أو فصيلة الضباع؛ ذلك أن هؤلاء المتدخلين يقدمون، من خلال طريقة تدخلهم ومحتوى هذا التدخل، بغض النظر عن مستواهم التعليمي أو الثقافي أو الاجتماعي، ما يؤكد أنهم خضعوا لعملية غسل الدماغ، فأصبحوا فاقدي التمييز ومهتوكي الوعي، ويرددون ما لُقِّنوه من كلام ينضح عبطا ويدل على فقدانهم لنعمة ملكة التمييز والفهم الصحيح، حتى وإن كان الأمر يتعلق بجامعيين ومتخصصين في العلوم السياسية والاجتماعية والإنسانية.
ولمن يشك في الأمر، فليبذل مجهودا بسيطا وليبحث في اليوتيوب عن فيديوهات أو تسجيلات لبرامج رياضية يكون موضوعها الرياضة في إفريقيا، وبالأخص كرة القدم والمؤسسة المشرفة عليها (نقصد الكاف)، أو برامج سياسية تتناول العلاقات الديبلوماسية؛ وقد يصادف الباحث، خلال تجواله بين الفيديوهات، برنامجا يتناول الوضعية الاقتصادية والاجتماعية، أو تسجيلا لحوار صحافي لعبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية، أو خطابا لسعيد شنكريحة أو تدخلا لرئيس حزب سياسي (بنقرينة، على سبيل المثال) أو لرئيس مجلس الشعب أو غيره، فيدرك حقيقة النظام العسكري ونخبه الإعلامية والسياسية والرياضية والثقافية وغيرها. أما إن صادف "لايف" (بث مباشر) ينشطه مغربي على اليوتيوب أو التيك توك أو الفايسبوك، ويسمح صاحب "اللايف" للجزائريين بالتدخل والمشاركة في النقاش، فسوف يُصعق بهذه الحقيقة؛ ألا وهي كثرة الضباع الآدمية في الجزائر، بالمفهوم الذي أبرزناه أعلاه.
لقد مررت شخصيا من هذه التجربة. فمن خلال تنقلي من بلاطو إلى آخر، ومن فيديو إلى فيديو، ومن منبر إلى منبر، وقعت مرارا على أصناف من المتدخلين، نادرا ما تجد بينهم شخصا يحتمي بالمنطق ويستعمل لغة العقل والواقع في تدخله. فبتتبعي لبعض المتدخلين في هذا البلاطو التحليلي أو ذاك، وهذا المنبر الإعلامي أو ذاك، وصلت إلى النتيجة التي أحاول تقديمها في هذا المقال المتواضع. فسواء كان الموضوع رياضيا أو سياسيا أو يتناول حدثا تاريخيا أو ثقافيا، إلا ووجدت نفسي أمام الخلاصة التي عبرت عنها في العنوان أعلاه، ومفادها أن الضباع الآدمية توجد بكثرة في الجزائر، لا فرق في ذلك بين العوام وبين من ينتمون إلى النخب، نخب النظام أقصد.
فكم من محلل إعلامي أو سياسي أو رياضي أو اقتصادي... وكم من محسوب على البحث في التاريخ أو في العلوم السياسية والاجتماعية أو في الاقتصاد أو في علم الاجتماع...، يصيبونك بالغثيان وهم يتحدثون؛ وذلك، بسبب غياب المنطق والمنهج وانعدام الحجة في تدخلاتهم؛ ناهيك عن الأسلوب الذي لا يليق حتى بالبلطجية، فما بالك بالمحلل والباحث والجامعي والإعلامي...؛ مما يعطيك الانطباع، بل اليقين، بأنك، فعلا، أمام ضباع، وليس أمام أناس يفكرون ويبحثون عن الحقيقة ويعملون على تعزيز أقوالهم بالحجج الدامغة.
خلاصة القول، نقدم في هذا المقال نموذجا آخر من الغباء الجزائري. فبعد أن تساءلنا إن كان هذا الغباء وراثيا أم مكتسبا (أنظر "الغباء في الجزائر وراثي أم مكتسب؟"، جريدة "الاتحاد الاشتراكي" بتاريخ 4 أبريل 2023)، حذرنا من العدوى بهذا الغباء (انظر "تحدير من العدوى بالغباء الجزائري"، موقع "أخبارنا" بتاريخ 24 أبريل 2023).
وتجدر الإشارة إلى أن رواد التواصل الاجتماعي المغاربة قد أثروا القاموس النقدي القدحي بمصطلحات عدة تدل كلها، أو على الأقل أغلبها، على الغباء والهبل والعبط والخواء والجهل وغير ذلك من الأوصاف التي يطلقونها على الذباب الإليكتروني وأبواق النظام الجزائري.
مكناس في 24 غشت 2023



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعوب المعذبة في الأرض، شعب الجزائر نموذجا
- لفهمه القاصر وخطه التحريري البئيس، الإعلام الجزائري يتهم الم ...
- -الجزائر تتسلح من أجل فلسطين-
- المخادعون والمخدوعون في موضوع الفتنة بين المغرب والجزائر
- السيد جبريل الرجوب، هل أنطقتك جهالتك أم ضحالة تفكيرك أم بريق ...
- الكيان الجزائري والكيان الصهيوني وجهان لعملة واحدة
- الذل والهوان في دولة الجيران!
- لا تستغربوا أي شيء من الكيانات الفاشلة
- لن تجد هذا العبط والغباء والعبث إلا في الجزائر
- عن فضيحة قناة الجزيرة القطرية
- شتان بين البحث عن الحقيقة وبين العمل على طمسها
- السفيه ينطق بما فيه
- تحذير من العدوى بالغباء
- الغباء في الجزائر وراثي أم مكتسب؟
- قُلتها وأُكررها: ستتعبون كثيرا، أيها الأغبياء، مع المغرب وبس ...
- المفلسون في المتاجرة بالقضايا الكبرى المشتركة: الجزائر و-الب ...
- الجزائر من الحراك الشعبي إلى الاستسلام للطوابير
- المطالبة بالإبقاء على الحدود الموروثة عن الاستعمار دعوة لطمس ...
- إلى -أبطال حظيرة الكبار-، أبواقا ونخبا عبيطة: ستتعبون كثيرا ...
- الاغتناء من الأزمات إثراء غير مشروع


المزيد.....




- بايدن: أنا صهيوني وفعلت للفلسطينيين أكثر من أي شخص آخر
- الحوثيون يعلنون مسؤوليتهم عن مهاجمة سفينتين قبالة سواحل اليم ...
- إطلاق نار في مسقط يؤدي لمقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين
- قد تسكن البيت الأبيض إذا فاز ترامب.. من هي أوشا فانس؟
- أمريكا.. مديرة -الخدمة السرية- تكشف عن رد فعلها عندما علمت ب ...
- سلطنة عمان: قتلى ومصابون في إطلاق نار قرب مسجد.. والشرطة تصد ...
- الشرطة العمانية: مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين في إطلاق نار قرب ...
- أربعة قتلى بإطلاق نار في محيط مسجد بسلطنة عمان
- الشرطة العمانية: قتلى ومصابون في إطلاق نارفي مسقط
- الجيش الأميركي: الحوثيون شنوا هجمات متعددة على ناقلتي نفط


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - ما أكثر الضباع الآدمية في القوة الضاربة!!!