أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - عُيُونٌ بِأَلْوَانِ آلْفَرَحِ لَمَّا كَانَ لِلْفَرَحِ عُيُون















المزيد.....

عُيُونٌ بِأَلْوَانِ آلْفَرَحِ لَمَّا كَانَ لِلْفَرَحِ عُيُون


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7712 - 2023 / 8 / 23 - 19:05
المحور: الادب والفن
    


●عينٌ مُرابطة :
أَجلسُ القرفصاءَ كعادتي.أبحثُ في الرؤوس المنَُكَّسَةِ عن وجوه أعرفُهَا عن وُرَيْدَاتِ بُحَيْراتٍ وعرائسَ وأمواه ووُعول وبُزاة وذئاب وأيائل .. وها آنذا .. اليوم هنا وَحْدِي يسخرُ مني زَمَنِي يهدي إِلَيَّ ضمورا في أحشاء من وَهَنِ .. مُحَاصَرا مُطَوَّقا أراني ليس في يَدي قدرةً في قَدَرِي ليس لَدََيَّ بعد كل هذا العُمْر إلا أشياء باردة مُحتضرة أبْتَاعُها تَبِيعُنِي في بُرودٍ سُكونٍ وجحودٍ .. وإِنِّي هُنَا وَاجِمٌ أجْأَرُ أُعَانِي مستمرا أرابط لا أبَالِي ..

●عينٌ تنهارُ :
ما أبْهَاكَ أيّها الدينصُورُ الأخير .. ما أفجعَكَ يا دُونْكِشُوتنَا المُنْهَار قبلَ الانهيارِ .. أبْهِجْ بِصَفَائِكَ وأنتَ تنْفَجِرُ مُقَطِّبا مُتجعِّدا حِذاء فرسكَ الوَجيفِ بعد كل ذاك العُمر آلخسيف الذي قَضَيْتَهُ على سَطْحِ كُوَيْكِبِك الْفَاتِرِ المُسَمَّى خطأ : حياة .. تُرى في ماذا يفكرُ الفارسُ الساكنُ فيكَ ليلَ نهار .. أَمازال ثمَّةَ أَمَلٌ في زمن لا يؤمنُ أُهَيْلِيه بالملاحم وسِيَرِ الأبطال المَغاوير وتُحَفِ الانتصار ؟؟ أَلا زال هناك مكان تجْأَرُ فيه صَوْلاتُكَ يشْدُو عَبيرُكَ من جديد في غسق اللظى و خسف الجمار أم أنَّ جَلْجَامِيش قرر أخيرا أنْ يكفَّ عن معاقرة السُّحب السحيقة، أنْ يستسلمَ للكسوف، يَسُوسَ الخيل الرَّجيفةَ، وينهار قبل الانهيار .. ؟؟ ..

●عينُ آلزرقاءِ :
لَمْ يأتِ أوليسُها آلمازيغي، فآسترسلَتْ تَرْتِقُ بينيلوب ما تبقى لها من تجاعيد عسى خريفها آلتسعون يجود بما لم تجد به آلمنون .. سيأتي من وراء آلسنين .. سوف تراه .. هذا ما نبأتْها به حِدَاقُها آلزرقُ و شفيف آلذكريات .. لكن الزرقاء شاخت بها الظنون وآلريب، فرُكِنَ وميضها على عتبات من حجر وظلت رغم حناديس الإهمال ثابتة في قمة ربوتها آلمنسية، لم تك تنتظر أحدا، فقط تتذكر عرسها آلقريب إيهٍ يا تيخينْ (١) إيييه .. ولم يك في العتبة وراء الباب الا هوام ودواب يتزلزلون ذات اليمين ذات الشمال يخطبون ودا معلقا يصدرون أصواتا تتحشرج بشكل مرتبك فيه نشاز ما بين مبحوح أجش صديان جَعَلَتْ أفواههُم تضبح تُبرز غيرانا بلا أتربة كهوفا بلا حجارة مَرْوٍ عرصات بلا صواعد بلا نوازل مشرعة على الفراغ تقيءُ نبرات جوفاء في كتلة واحدة جائرة مهموسة رجيفة بلا معنى محدد، مجرد آرتدادات أوادم صعقَتْها .. أوووف .. جمرات آلحياة ... أما هي، فكانت تصدح حداءَها آلموالَ المائلَ العاثرَ بحبور يعانق ما تبقى في الحياة من حيااااة ...
آيَـازِلي يْغُودَا سُـــوطِيلادْ
يُوسَـدْ أوزَطَّانْ يَتْسَالْ وِيتيلينْ...
أيـزَطَّا وُولْمَانْ أورْ يَتِّـيلي بْلاَ تِـيجَـبَّادينْ
أيلّعَابَنْ آنْلْوَقْـتَـا لُولاَدْ دَاكسن تيحرودينْ
أتاسليتْ أمْ تزيري تْضَــوَّادْ خْ لْــوَاشونْ
أسُّوغَـمْ الرضى أدَشَمْ يْعَاوَنْ أكَدْ بَـابْـنمْ
فْغَـدْ غْري فْــغَـدْ غْري ألـــلاّ الحورية..
إلاّعَبَنْ تَـــرَجَّــانْ ألـــلاّ الحورية..
دْبَــابَمْ أشَمْيَــوْشينْ سَلْميّــاتْ دو قنطارْ (٢)

●عينٌ مكلومة :
كان جأش الصبايا والعذارى ينشد بقوة وحماس يترنم ... وآلآن، الذين أعطوها آستلموها دراهم معدودات سَلْميّاتْ دو قنطارْ كلهم رحلوا، وبقيتْ هي وحيدة مع حملها آلثقيل .. هل تضحك هل تبكي هل تستمر في الانتظار هل تقطع الرجاء من الرجاء هل تضع يمناها على خدها تفكر في وفي .. هل هل .. تتناسل آلأسئلة كفواجع بلا إجابات بلا بدايات بلا نهاية للنهايااااات بلا شيء بلا أي شيء والطامعون بالأبواب كثر كالجذام يتناسلون ...

●عينٌ مفقوءة :
آشْ يَجْــرَانْ آمُوحَنْدْ آشْ يَجْــرَانْ
تَــقَّــانْ تَاووُرْتْ لَاخَـــرْتْ
انْقَــطْعَـــنْ ايبَــرْدَانْ
ترَاعِــــيـــت خْلَهْــنَــا أورْتُـــوفيــتْ
تْرَاعِيــتْ خْــيَــوْدَانْ
تَــسُّــورْ الدُّونَشْتْ
سُورَانْ لعبادْ
ترَاحْ تاوْماتْ
أورْيَقِّيمْ أمُدوكلْ ..
يَمُّوت وُولْ ،
مُوتَانْ ايركازنْ
مُوتَنْ ايسْشَانْ ...
تِيقَّادْ إِي السَّرْبِيسْ ،
تِيقَّادْ اِي لاَنَتْرِيتْ ،
تِيقَّادْ اِي وُوسَّــانْ (٣)

☆إشارات :
١_تيخينْ : المآسي
٢_أهزوجة تنشدها الصبايا في الأعراس تحاكي عواطف بلسان أم يختلط لديها الحبور بالشجا وهي تعاين زفاف فلذتها التي ستفارقها الى بيت زوجها (الزمن هنا كان زمنا عصيا يعسر فيه لقاء الأهل بشكل متواتر على فترات متقاربة، فالعروس إذ تزف الى بيتها الجديد قد لا ترى أهلها الا بعد سنيييين، من هنا نبرة الحزن في مثل هذه الترانيم التي كانت تصدح بها حناجر الأوليات والأمهات في الأعراس المازيغية القديمة) ...
_آيَـازِلي يْغُودَا سُـــوطِيلادْ : ما أحلا الداليات بعنبها الناضج
_يُوسَـدْ أوزَطَّانْ يَتْسَالْ وِيتيلينْ :
يُوسد اوزطا(ن) نون زائدة، جاء الناسج أو الحائك يسأل عن صاحبه..
_أيـزَطَّا : أزطا جمعها : إزطوان، أزطا هو المنسج، مثل أزطا ن تحلاست منسج الزربية، وأزطا ن تجلابت منسج الجلباب، وأزطا اوحايك منسج الحايك أو البرنوص وهو ما يشبه البردة
_وُولْمَانْ أورْ يَتِّـيلي بْلاَ تِـيجَـبَّادينْ : المنسج لا يمكن أن يكون بلا أعمدته وقواعده
_أيلّعَابَنْ آنْلْوَقْـتَا لُولاَدْ دَاكسن تيحرودينْ : العذارى يزينن صفوف الراقصين في رقصة (آحَيْدوس)
_أتاسليتْ أمْ تزيري : العروس مثل البدر
_تْضَــوَّادْ خْ لْــوَاشونْ : تنير سبيل الفتية
_أسُّوغَـمْ الرضى : بسطتُ لك الرضى يا بنيتي (العروسة)
_أدَشَمْ يْعَاوَنْ أكَدْ بَـابْـنمْ : أعانك الله في حياتك مع زوجك
_فْغَـدْ غْري فْــغَـدْ غْري ألـــلا الحورية :
اظهري يا حوريتنا الجميلة (المقصود العروسة)
_إلاّعَبَنْ تَـــرَجَّــانْ ألـــلا الحورية : الراقصون يستشرفون التملي بطلعتك البهية
_دْبَــابَمْ أشَمْيَـوْشينْ سَلْميّــاتْ دو قنطارْ:
أبوكِ قبل زواجك بمهر ثمين

٣_الأسطر جمل من اللغة الأمازيغية حاولتُ فيها التكلم بلسان رجل يتقاعدُ بعد سنين طويلة من الخدمة والواجب ليجد نفسه وحيدا دون عائل ولا معين يلعن الأيام والليلي والزمن المقيت الذي لا يرحم فيه أحدٌ أحدا، ويمكن ترجمتها كما يلي ...
_آشْ يَجْــرَانْ آمُوحَنْدْ آشْ يَجْــرَانْ :
يا لمصيبتك يا موحند ما أقسا ما يقع لك
_تَــقَّــانْ تَاووُرْتْ لَاخَـــرْتْ :أبواب الآخرة موصدة في وجهك
_انْقَــطْعَـــنْ ايبَــرْدَانْ : سُدَّت الطرقات
_ترَاعِــــيـــتْ خْلَهْــنَــا أورْتُـــوفيــتْ : دون جدوى جعلتَ تبحث عن عيش الهناءة
_ترَاعِيــتْ خْــيَــوْدَانْ : تبحث عن خِلان
_تَــسُّــورْ الدُّونَشْتْ : تكدر صفو الدنيا
_سُورَانْ لعبادْ : اختلط الأنام بالأنام
_ترَاحْ تاوْماتْ : انقرضت الأخوة
_ أورْيَقِّيمْ أمُدوكلْ : لا صديق وفي فيها
_يَمُّوت وُولْ : ماتت الحلوم
_مُوتَانْ ايركازنْ : مات الرجال
_مُوتَنْ ايسْشَانْ: ماتت الخيول الصافنات
تِيقَّادْ إِي السَّرْبِيسْ : تبا للتجنيد
تِيقَّادْ اِي لاَنَتْرِيتْ : تبا لتقاعده
تِيقَّادْ اِي وُوسَّــانْ : تبا لأيامه ولياليه



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وَمْضَةُ آلْبِدَايَاااات
- يَمَّاتْنَغْ
- عَلَّنِي
- آمْعُوشَّابْ آلرّغَام
- لِيتَلْ بِيغْ مَانْ يَرْوِي مَا يَرَى
- (قَرعُ آلْمَمْسُوح) _ 6 _ تتمة
- ( قَرعُ آلمَمْسُوح ) _ 5 _ تتمة
- ( قَرعُ آلمَمْسُوح ) _ 4 _ تتمة
- ( قَرعُ آلْمَمْسُوح) 3
- تتمة قصة (قَرعُ آلْمَمْسُوحِ) 2
- قرع الممسوح (قصة)
- وُجُودٌ أَكْرَى
- جَمَرَاتٌ مِنْ عَجَل
- بَارَكَاااا
- حُلُومُ الْحَالِمِين
- عُصَيْفيرُ الكِتَابَة
- سَبْعِيامْ دَالْبَاكُورْ
- بيولوجيا
- الأضواء آلحمراء
- مُجَرَّدُ زَفْرَة


المزيد.....




- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - عُيُونٌ بِأَلْوَانِ آلْفَرَحِ لَمَّا كَانَ لِلْفَرَحِ عُيُون