ضعف تكتيكي

عماد الطيب
كاتب

الحوار المتمدن-العدد: 7711 - 2023 / 8 / 22 - 14:53
المحور: الادب والفن
    

اقسى ما قيل في الانهزام اني لست ضعيفا ولكن الخصم كان حبيبتي .. حين تتوهج المشاعر بحب شخص يصبح الانهزام عادة يومية تتلقى ضرباتها على مراحل وقد تسقط بضربة قاضية من العشق .. ولكن حين تصحو تبتسم لخصمك ابتسامة المنتصرين . فقد كانت الضربة موجعة ولكن وجع يصاحبه متعة الحب .. حين اتحدث معها او اقابلها يعتريني ذلك الشعور بالانهزام والضعف واغدو كفأر وقع في مصيدة .. اتضاءل امام جبروتها وانوثتها الطاغية انه الحب والاحترام والاعتزاز .. هنا يترجم الضعف الى قوة في ميزان الرجال . ان تضعف امام الجمال والانوثة فهذه حقيقة القوة الكامنة في داخلك . كالاسد تخاف منه الحيوانات ولكن امام لبوته ضعيف . انه الضعف المفعم بالقوة . انه سر لايعرفه الا الرجال الحقيقيون . رأيت مقطعا فيديو لمصارع صفعته امرأته فما كان رد فعله تجاه الصفعة ان اتى ببطيخة وضربها بقوة للتنفيس عن غضبه لتتفتت الى اشلاء تتناثر من هول الضربة بين يديه القويتين المكسوتين بالعضلات . ثم اتى بكرة لفت ( لهانة ) و فعل بها الشيء نفسه . دون ان يتقرب لزوجته اويستطيع من لمسها او الهجوم عليها بضربة واحدة من تلك الكتل العضلية .. ولكن كانت الرجولة حاضرة حتمت عليه ان يتنازل عن حقه بالرد تجاه انثى ضعيفة وحتى دون ان يخدشها بكلمة لانه الحب ياسادة . ولكن واقع حالنا يعكس بيئتنا حين يضرب المرأة فهو بأعتقاده رجل واستطاع من السيطرة وامسك بزمام القوة .. ماهكذا المعادلة .. الأخلاقيات تولد مع الضعف، وتضعف أمام القوة . نرجع الى حبي فقد شهدت ساحاتي معها كثيرا من الهزائم .. حين تغضب اسكت لكي اسمح ان تمر العاصفة بهدوء دون اضرار .. وحين تنتقدني وتعرف جيدا اني لم ولن احب النقد .. لا اشرح لابرر افعالي انا هكذا في تكويني الشخصي ..الضعـف قوة ناعمــة والبطش ضعف غاضب. احبها واحترمها ولا ابالي في مسألة الرد عليها في غضبها وجموحها في الحديث .. هذا الضعف قمة الرجولة والغيرة والمهابة .. أشعر، ودائي أني أشعر، وهذا هو موضع الضعف عندي . اجمل مافيها انني حين ازعل لايام فهي تبادر لمصالحتي . فقد كانت تلك الخطوة مصدر قوة فيها وثقة عالية في نفسها . إن الضعف مسموح لنا فقط أمام من نحب، وكل ما عدا ذلك هو إهمال منا لجوانب قوتنا. اعشقها حد الجنون مما يجعلني ضعيف امامها .. فللحب قوة محتملة من داخل ضعف حقيقي . هكذا قالها احد الفلاسفة المفكرين .

#عماد_الطيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات