سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 7710 - 2023 / 8 / 21 - 11:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أغلبية الشعب الايراني وبإعتراف نظام الملالي تعيش تحت خط الفقر، ويوما بعد يوم تزداد دائرة الفقر إتساعا ومع ملاحظة إن الشعب عموما يعاني الامرين من جراء ذلك إلا إن الذي يجب أخذه بنظر الاعتبار هو إن الطبقات الدنيا وبشکل خاص العمال والمسحوقين والفلاحين هم أکثر من يعانوا من ذلك وتشتد وطأة الاوضاع السيئة عليهم.
إزدياد الفقر في إيران وتوسع دائرته يأتي في وقت يجب أن نعلم فيه بأن إيران بلد غني ويمتلك ثروات وإمکانيات هائلة في مختلف المجالات، لکن المشکلة التي يعاني منها هي إنه أبتلي بنظام قرووسطائي أرعن يقوم بتبذير ثروات وإمکانيات الشعب الايراني على مغامراته المجنونة والطائشة وذلك من أجل تحقيق حلمه الظلامي بإقامة إمبراطورية دينية ولذلك تراه يصرف هذه الاموال تارة في تدخلاته في بلدان المنطقة على أذرعه وتارة أخرى على برنامجه النووي الذي تکلف لحد الان کلفة تفوق کلفة الحرب العراقية ـ الايرانية أربعة أضعاف، وتارة أخرى على برامج تطوير الصواريخ وطائرات الدرون وغيرها.
إيران الان تتکون من شعب فقير وبلد لايمتلك بنية تحتية يعتد بها الى جانب کون النظام مکروه عالميا وشبه معزول، وکل ذلك بسبب نهج النظام وسياسته الرعناء، لکن المثير للسخرية والتهکم هو عندما يبادر الدکتاتور خامنئي لذرف دموع التماسيح على"الطبقات الدنيا" عندما يقول:" واجبنا اليوم هو مساعدة الناس، ولا سيما الطبقات الدنيا منهم، لم يعد ذلك متعلقا بالحرس، كل مسؤولي الدولة ملزمون بالقيام بأعمال جهادية، والعمل ليل نهار، وعدم معرفة التعب"! هذه الطبقات الفقيرة والمحرومة التي سبق وإن بشرها سلفه الخميني بأن سيجعلهم يعيشون حياة ينعمون فيها بطيب العيش ويحصلون على کل ماقد حرموا منه! لکننا نرى إن الخميني إضافة لعدم إيفائه بوعده فإنه ساهم بالمزيد من إفقارهم وجاء خلفه خامنئي ليزيد الطين بلة وليضاعف من فقرهم!
المثير للسخرية في تباکي خامنئي على الطبقات الدنيا، إنه يتحاشى التطرق الى سبب فقر ومعاناة هذه الطبقات، ثم إنه وعندما يطالب بمساعدتهم فلايحدد الطريقة أو الاسلوب اللازم لذلك وإنما يقول ذلك وفق اسلوب عشوائي تغطيه الضبابية، ذلك إن الطريقة الوحيدة لمساعدة هذه الطبقات تکمن بتغيير نهج النظام والکف عن تبذير ثروات البلاد على مغامرات النظام التي لم تجلب سوى البٶس والشقاء للشعب والمزيد من العزلة لإيران.
خامنئي اليوم وعندما يتباکى على الطبقات الدنيا ويدعو لمساعدتها فإنه يشبه ذلك الذي يقتل القتيل ويمشي في جنازته! لکننا نجد من المناسب جدا أن نشير الى هدف وغاية أخرى من وراء هذا التباکي الکاذب والمصطنع لخامنئي على هذه الطبقات، إذ أنه يريد التمويه على الحقائق والتغطية على الحقيقة البشعة لنظامه إضافة الى سعيه لکسب ود هذه الطبقات ولاسيما مع قرب الذکرى السنوية الاولى لإنتفاضة 16 سبتمبر2022!
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟