أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يسريه سلامه - علبة القطيفة














المزيد.....


علبة القطيفة


يسريه سلامه

الحوار المتمدن-العدد: 7709 - 2023 / 8 / 20 - 00:45
المحور: الادب والفن
    


حقيقة استمتع جدًا بقراءة الوجوه، دائمًا وأبدًا ما يسترعي انتباهي تلك السمات التي ترتسم في ملامح الوجه فتنضح بما في القلب وتنطق به العيون، فأشعر بالراحة في التعامل مع القليل من البشر، وأشعر مع البعض بذلك الشعور من عدم الراحة الذي يُشبه وجود حصى أسفل القدم في الحذاء.
قد يلجأ البعض إلى استخدام ذكائه في تطويع كل الأمور لصالحه بالتَصّنُع تارة، أو الكذب والمكر تارة أخرى، أو بتلك الأساليب التي لا تُحتسب على الصدق ولا تحتسب على الكذب، بل هي أساليب لولبيه من شأنها لي عنق الحقائق ووضعها في متاهات عصية على الفهم، بالرغم من أن هذا الصنف من البشر هم الأكثر تصريحًا باستنكارهم لأساليب "اللف والدوران" مع إنهم أمهر من يمارسونها على الاطلاق.
وهي حقًا أساليب ناجحة مع أصحاب القلوب المظلمة، أما القلوب المنيرة التي لها عيون ترى بها فلا تفيد تلك الحجج الفلسفية والمنطقية المقنعة مع ما يصل إليها من صدق المواقف الحقيقية والتي تعبر أبلغ من أعمق الكلمات المنمقة، فلا فائدة من أي كلام لا يُعبر عن الروح لأنه لن يصل الى الروح.
تلك الروح المحبوسة في الجسد، كالجوهرة النفيسة حبيسة "علبة القطيفة" لحفظها إلى أجل مسمى،.فروح الانسان محفوظة في علبة القطيفة (الجسد).
فلا اهتم أبدًا بشكل "علبة القطيفة" ولا أتأثر بوسامة البشر الشكلية، بل كل ما يعنيني هو ما تنطق به أرواحهم من صدق وشفافية وتلك التلقائية المفقودة عند الكثير والكثير.
قد يحدث أن نحب شخص ما دون مقدمات، أو ننفر منه دون مقدمات وبلا أي منطق، فتكون الأرواح تعارفت فتآلفت، أو تناكرت فاختلفت.
فحينما يبلغ هذا الشعوربالقرب العميق تجاه شخص ما وتتسلل روحه لتسكن روحك دون صخب، وهذا الشغف بالرغبة في أُنسه ومعيته والبهجه في حضوره ليشيع الدفء الذي يمحو وحشتك ووحدتك.بلا أي أغراض ماديه.فتلك المشاعر الصادقة تولد حالة عميقة من السكينة والتصالح مع النفس تنعدم فيها الرغبة في أي تصنع أو افتعال
وإذا كانت الروح شفافة تصفو النفس وتحلو الصورة ويتسق الظاهر مع الباطن، أما إذا كانت هناك شوائب من غل وحقد وحسد أو كراهية، حتمًا تظهر في الصورة (علبة القطيفة) وتبدو جلية مهما حاول صاحبها إخفاؤها بشتى الطرق، ليُصبح مكمن الجمال الحقيقي ومصدره هو الروح.
فحينما تطل علينا من شاشة إمراة خمسينة في أوج أناقتها قائلة: لكل سن جماله.
نعم اتفق معها لكني أسألها:
هل سنتعالى على الزمن؟ حتمًا ستذبل "علبة القطيفة"، وإذا كان لكل سن جماله فلماذا أنفقتي مئات الآلاف (على الشفط والنفخ والنحت) لتُبدين أكثر شباباً وفي سن أصغر من عمر علبة القطيفة الحقيقي؟
إذن الجمال الحقيقي منبعه الروح والروح تظل متوهجة إلى الأبد ولا تشيخ مُطلقًا!.
وأحيانًا تترك الروح "علبة القطيفة" وتطوف لتتقابل مع أرواح أخرى لكنها تعود إلى علبة القطيفة طواعية بالأمر المحكوم عليها طوال فترة الحياة الدنيا إلى أن تنتقل لحياة أخرى فتترك تلك العلبة البالية وتتحرر منها.
وكلما تحررت الروح من سجن الجسد كلما ازدادت سعادة الإنسان، فإذا عاند الإنسان نفسه وفعل عكس ما ترغب استطاع أن يُحرر روحه، ويقمع ذلك الجسد (علبة القطيفة) وتسمو عليه الروح (الجوهرة) وعلى طبيعته الطينية وتفرض سيطرتها بهويتها النورانية ومكانتها الراقية.
أما إذا سيطر طين الجسد (علبة القطيفة) أصبح الإنسان أكثر تعاسه يُمزقه نزق الشهوات والماديات، ويظل يتأرجح بين هذا وذاك، فمن يفلح في العروج الروحي تتحق له أفضل كرامة وهي الاستقامة.
وتلك المرحلة هي الأولى من حياتي، والتي تبدأ بميلادي وتنتهي بوفاتي وانتقالي، هي مجرد فترة مؤقتة تظل روحي فيها حبيسة "علبة القطيفة"، ثم تنطلق روحي بعدها وتترك تلك العلبة إلى الأبد وتنتقل لأكمل حياتي الحقيقية الخالدة بكامل حريتى المطلقة.



#يسريه_سلامه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر.. انتحار موظف في دار الأوبرا ورسالة غامضة عن -ظالمه- تثي ...
- تمشريط تقليد معزز للتكافل يحافظ عليه الشباب في القرى الجزائر ...
- تعقيدات الملكية الفكرية.. وريثا -تانتان- يحتجان على إتاحتها ...
- مخرج فرنسي إيراني يُحرم من تصوير فيلم في فرنسا بسبب رفض تأشي ...
- السعودية.. الحزن يعم الوسط الفني على رحيل الفنان القدير محم ...
- إلغاء حفلة فنية للفنانين الراحلين الشاب عقيل والشاب حسني بال ...
- اللغة الأم لا تضر بالاندماج، وفقا لتحقيق حكومي
- عبد الله تايه: ما حدث في غزة أكبر من وصفه بأية لغة
- موسكو تحتضن المهرجان الدولي الثالث للأفلام الوثائقية -RT زمن ...
- زيادة الإقبال على تعلم اللغة العربية في أفغانستان


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يسريه سلامه - علبة القطيفة