أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسن أحراث - تاريخ انتصار معركة الشهيدين الدريدي وبلهواري..














المزيد.....


تاريخ انتصار معركة الشهيدين الدريدي وبلهواري..


حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 7704 - 2023 / 8 / 15 - 22:14
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


14 غشت 1991، كان يوما استثنائيا بدهاليز المركز الاستشفائي الجامعي (CHU) ابن رشد بالدار البيضاء (موريزكو). لم يكن الأمر كذلك سابقا، حيث كان يوما كباقي الأيام المتداولة..
صبيحة ذلك اليوم الاستثنائي، اشْتدّت الحراسة وكثُر الدخول الى "دهليزنا" والخروج منه. لا عِلْم لأحدٍ بما كان يجري، الحُرّاس في ذهولٍ وطاقم التمريض ونحن أيضا (نور الدين جوهاري وأنا المضربين عن الطعام).
خَفَتَ الذهول في اليوم الموالي، 15 غشت، عندما أخبرتنا رفيقتي نعيمة، الممرضة حينذاك بنفس الدهليز، بأن بلاغا قد أعلن الليلة الماضية "العفو" عن بعض المعتقلين "السياسيين". من جانبنا، اعتبرنا "العفو" لا يعنينا. ورُبما تشديد الحراسة كان من باب مراقبة أي حركة ومتابعة أي محاولة للتواصل معنا، خاصة من طرف العائلات.
لكن "اللُّغز" لم يعرف نهايته حتى منتصف يوم 16 غشت. فبشكل غير متوقع، امتلأت زنزانتي/غرفتي بكل أصناف البوليس ودرجاتهم؛ فبادر أحد المسؤولين قائلا: "على سلامتكم، عفا عليكم سيدنا"، وهو ما حصل بزنزانة/غرفة الرفيق جوهاري. كان اسمي آخر اسم بلائحة "المُعفى عنهم" (39). وقيل لنا فيما بعد أن اسمينا (جوهاري وأنا) أضيفا الى اللائحة في آخر لحظة..
كانت حقا لحظة انتصار لمعركتنا، معركة "لا للولاء"، معركة الشهيدين بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري التي انطلق طورها الثاني وبدون توقف يوم 23 يونيو 1985. أما انطلاقة أو رصاصة معركتنا الأولى، فكانت يوم 04 يوليوز 1984. وخلّف إجرام النظام شهيدين وعاهات مستديمة في صفوف العديد من الرفاق، ومن بينهم الرفيق الفقيد لحبيب لقدور، الشاهد والشهيد..
ما يزيد عن ست سنوات من المعاناة والألم والحصار (الزيارة ممنوعة) بكاشو "بولمهارز" بمراكش وفيما بعد بدهاليز "موريزكو"، بالنسبة لنا ولعائلتينا..
ما يزيد عن ست سنوات ونحن مُقيّدين الى الأسِرّة، لم نَرَ أثناءها شمساً ولا أُفقاً ولا فرداً من أفراد عائلتينا إلا خلسة أو "مغامرة" من طرف بعض عناصر الحراسة الطيبين..
تبخّرت آلام ومعاناة ما يزيد عن ست سنوات، بل ما يزيد عن سبع سنوات (منذ اعتقالنا سنة 1984)، أمام الانتصار الباهر المُخضّب بدماء الشهيدين مصطفى وبوبكر..
كان زادنا الأمل والثقة في النفس وفي بنات وأبناء شعبنا..
إنه درس علّمني أن الاقتناع بالقضية والصمود يقودان الى الانتصار..
وإنه الدرس الذي يسكنني اليوم وغدا..
فيما يلي نصّ/لقطة من كتاب حسن أحراث "مجموعة مراكش.. تجربة اعتقال قاسية" بعنوان "عفا عليكم سيدنا":
كانت كلمة "سيدنا" تطاردنا باستمرار، "عديان سيدنا"، "قال سيدنا"، "مالكم مع سيدنا؟"، "آش دار ليكم سيدنا؟"، وتُوّج هذا المسلسل بجملة "عفا عليكم سيدنا".
بعد ظهيرة يوم 16 غشت 1991، اقتحم جيش من المدنيين و"العسكريين" (بوليس بالزي الرسمي) زنزانتي. وقبل أن أسترجع أنفاسي من هول ما رأيت، خاطبني الضابط المسؤول عن الحراسة قائلا: "عفا عليكم سيدنا".
نزع الشرطي المسؤول عن حراستي القيد من يدي، ونزعت "المسبار" (SONDE GASTRIQUE) مباشرة من أنفي، أو بالأحرى من معدتي.
فهمنا دلالة الجملة "عفا عليكم سيدنا"، إنها إعلان انتصارنا؛
انتصار معركة الشهيدين..
لم نساوم؛
لم نركع؛
لم نطلب العفو...



#حسن_أحراث (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المناضل الشامخ عبد الحفيظ حساني..
- زيارة عائلة الشهيد مصطفى مزياني (2023/08/12)
- طعنة -موخاريقية- وخارقة في ظهر الأشقاء..
- رسالة مفتوحة الى المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنس ...
- الذكرى التاسعة لاستشهاد المناضل مصطفى مزياني..
- النقابات، غائبة أم مُغيّبة..؟!! CDT -نموذجا-
- تأسيس اللجنة الوطنية للتضامن مع -ضحايا التسييس وتصفية الحساب ...
- التضامن مع حامي الدين قتلٌ ثانٍ للشهيد أيت الجيد..
- صديق وفي منذ زمن بهي..
- مناهضة التطبيع: بئس الذين ابتلعوا ألسنتهم!؟
- -عيوب- قافلة فكيك/فجيج..
- قافلة فكيك تفضح أُكذوبة العدالة الانتقالية المغربية وتُعرّي ...
- فجيج: حياة بطعم الحياة..
- دروس قيمة من الماضي (مؤسسة شاعر الحمراء)..
- معاناة المعتقل السياسي المستمرة خارج السجن..
- رسالة مفتوحة إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والريا ...
- مصطفى معهود: كفى من الظلم والحگرة..؟!
- افترشنا اليوم الورد، وافترش رفاقنا بالأمس الجمر..
- السودان: السلاح يقارع السلاح والحزب الشيوعي يدعو الى العمل ا ...
- همس رفاقي في أذن المناضلين..


المزيد.....




- غضب صارخ عند النواب اليساريين بعد تصريحات بايرو عن -إغراق- ف ...
- النهج الديمقراطي العمالي يحيي انتصار المقاومة أمام مشروع الإ ...
- أدلة جديدة على قصد شرطة ميلان قتل المواطن المصري رامي الجمل ...
- احتفالات بتونس بذكرى فك حصار لينينغراد
- فرنسا: رئيس الوزراء يغازل اليمين المتطرف بعد تصريحات عن -إغر ...
- نقطة نظام النائبة البرلمانية الرفيقة نادية تهامي، باسم فريق ...
- الرفيقة إكرام الحناوي، عضو فريق التقدم والاشتراكية بمجلس الن ...
- رشيد حموني، رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، يوجه ...
- من اليمين واليسار...انتقادات لبايرو بعد تصريحاته عن -إغراق- ...
- مسؤولة كردية رفيعة تطالب تركيا بإجراءات تخص عبد الله أوجلان ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسن أحراث - تاريخ انتصار معركة الشهيدين الدريدي وبلهواري..