أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء شهاب - وهكذا كأنني














المزيد.....

وهكذا كأنني


ميساء شهاب
كاتبة

(Maysaa Shehab)


الحوار المتمدن-العدد: 7704 - 2023 / 8 / 15 - 10:15
المحور: الادب والفن
    


و كأنني لم أعد أعرف نفسي
و كأن هذا الإنشقاق بات محتوما ، لا يعرف شكلا و لا لونا و لا دينا .
و كأن خلاياي باتت في زمن لا يشبه زمني
و دمي لا يشبه دمي
و كأنني أتغير كجزع شجرة أرتطم بقساوة ما !
و كأنني سقطت من علو فتغيرت المسافات و الأضلاع و ضاقت الرؤية و تبعثرت مشاهد الأمان ..
و كأنني تحطمت على صخور كل منها إلتهم جزء مني و رماني إلى بحور و شطآن ..
و كأنني أرتديت وجوه الخلق فكنت هم و لم أكن أنا ..
و كأنني أحتميت خلف سراب فلم يعد يراني واقعي ..
و كأنني تعريت من كل مشاعري و أفكاري و صمتي و بوحي ..
و كأنني في كل هذا الكون فراغ متنقل لا مكان له و لا مأوى...
و كأنني بت غيمة تمر بين السحاب دون أن تثقلها السماء بريح لتمطر أو تثلج ..

و كأنني طائر في صحراء هجرها كل من فيها دون رجعة ...
و هكذا يمتلىء كل ما في بشذرات لا تمحى
بخطايا لا تغتفر
بوجع لا يستكين
بنزيف لا يتوقف
بندم لا ينتهي
بفراغ لا يمتلىء
هكذا أبدو و كأنني أبنة السنوات القاحلة ،و كأنني أبنة التاريخ و الأزمنة و محطات النسيان ..
و كأنني فرقد لا ينطفىء
و هكذا لا تنتهي الحكاية فأنا بلا بداية و لا نهاية
محطات من أقدار ..
أجزاء من أرواح عدة تشكل ميوزيكها الخاص
لحنها الخاص
عالمها الفريد
و هكذا تتلون أجزائي بقوس قزح
فتدور الدنيا بي تمنحني شرعية الوجود و أبدية الحقيقة التي لا ترحم ...
و كأنني أبنتها الشرعية التي تتلقف كل عابري السبيل على أرضها ..
و هكذا يصبح وجودي نورا لازورديا يمتد على أفق سرمدي ..
عائم في متاهات العشق و الفجور و العهر و القهر و الرحمة ..
هكذا أبدو و كأنني أنا و لست أنا
أطوف بعالمي محلقة بين القلوب و عابرة بين الأرواح
أشتم رذاذ الوقت و عنبر زمني مضاء بأنوار مقدسة ..
لا تقلقني شكوى ..و لا يختزلني حب و لا يقتلني كره ...
و كأنني أنت في صمتك و بوحك
و كأنني غطرستك ،حقدك ،سكونك ،خبثك ،نفاقك
و وحشة قلبك ..
و هكذا أعلق كل ما في على لوحة التاريخ
على جدران تدمر
لتلتقطني زنوبيا و يمر بي ملوك المغول و التتر و يحررني قطز من بين براثن العبودية المتأصلة ببني البشر ...
فتدنو مني ملكات الحضارات تكللني نصرا و تشهدن أنني أبنة الحضارات و حاميتها ..
و هكذا تتدفق الدماء بأجسادي دماء زنوبيا ،نفرتيتي، بلقيس ....
فأخرج من شرنقتي لأولد من جديد في زمن لا يشبهني .
١٤/٨/٢٠٢٣ الساعة ٧:٤٠ في مدينة Sondershausen .Germany



#ميساء_شهاب (هاشتاغ)       Maysaa_Shehab#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطن بلا رجال فلتعش الثورة
- صمت الأنا
- على ضوء القمر
- معركة مع الأنا
- نصف حالة
- جدران متهاوية


المزيد.....




- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...
- ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في ...
- تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و ...
- السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت ...
- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...
- رايان غوسلينغ ينضم لبطولة فيلم -حرب النجوم- الجديد المقرر عر ...
- بعد ساعات من حضوره عزاء.. وفاة سليمان عيد تفجع الوسط الفني ا ...
- انهيار فنان مصري خلال جنازة سليمان عيد
- زمن النهاية.. كيف يتنبأ العلم التجريبي بانهيار المجتمعات؟


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء شهاب - وهكذا كأنني