أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - شيء أحمر شيء أصفر














المزيد.....

شيء أحمر شيء أصفر


دينا سليم حنحن

الحوار المتمدن-العدد: 7704 - 2023 / 8 / 15 - 10:15
المحور: الادب والفن
    


شيء أحمر يتدحرج على بساط الغرفة، شيء أحمر يتجول في بيتي، شيء أحمر لا يستطيع الوقوف، يتنطنط فيظهر رأسه برهة من فوق طاولة غرفة الاستقبال، ينحني وينهض، الطاولة منخفضة ويظهر نصف رأس، هل هو رأس آدمي؟
تابعت المشهد، تسمرت مكاني لا ألوي على شيء، هل يكون كنغر، أو حيوان بوسوم دخل من الحديقة، ماذا يكون هذا الشيء الغريب؟ لم أستطع معرفة كنه الكائن الذي يتجول له بحريّة تامة، ذهبت إلى غرفة الحمام حيث تركت نظاراتي عندما غسلت وجهي، بعد مضي بعض الساعات في العمل في الحديقة، وضعت النظارات فاتضحت الرؤية، شيء أحمر خرج منه صوت يشبه الجعير، لم يدرك وجودي، خرج من تحت الطاولة وركض نحو الخارج، كان الباب مفتوحا، خرج وبيده دلو الماء الأصفر، الدلو الذي أستخدمه لإرواء مزروعاتي أمام الباب، خرجتُ خلفة مشدوهة، أردت أن أفهم كنه هذا المخلوق العجيب الذي غزا بيتي في لحظة، وخرج منه في لمحة نظر والدلو الأصفر قيد يده.
في الممر أمام البيت، بحث والده عنه " تومي أين أنتَ يا ولدي، تومي، تومي" عندما رآه ركض نحوه وأخذه في حضنه وبكى، أعاد لي الدلو وبدأ يعتذر لي قائلا:
- اعذريني، أنا آسف جدا، يجذبه اللون الأصفر، ابني ذو عاهة عقلية وتشوه خلقي، صغير الحجم والعقل، هكذا ولد، وسيبقى هكذا طوال حياته.
خمدت نار فضولي إزاء الشيء الأحمر، صغير الحجم الذي دخل بيتي متسللا، طفل داكن البشرة لا يملك من صفات الطفولة سوى ابتسامة لا معنى لها، لا يتكلم، لا يضحك، لا يسمع، لا يستجيب، لا يشبه الأطفال العاديين! لم أجد الكلام الذي يجب أن أقوله للأب المسكين الذي احتضن طفله وذهب، وقبل أن يدخل بيت جاري المسن، سألته:
- هل جئتَ لزيارة الجار، كيف صحته الآن؟
- أنا ابنه المتبنى، صحة والدي ليست جيدة، تلزمه عملية أخرى وعلاج طويل.
استفاق فضولي النائم مجددا وسألته مندهشة:
- لم أفهم، يعني جاري لم يرزق بأبناء؟
- له ابن يقيم في جنوب القارة الأسترالية، يتعذر عليه المجيء، فعمله يمنعه من ذلك، يتواصل معه كل يوم عبر الموبايل، بعد وفاة والدتي مرغريت، زوجته، ساءت صحته كثيرا، وأصبح وحيدا تماما، لكنني لن أتركه وسأبقى في رعايته دائما، لكن المشكلة هي ابني معاق كما ترين، ويعاني من الحركة الزائدة، وعلي أن أركض خلفه، لا أستطيع تركه دقيقة، وزوجتي في عملها، على أحدنا البقاء إلى جانبه.
- لماذا لا تضعه في مؤسسة خاصة؟ سألت
- لا إطار يناسب حالته الخاصة، جميع المؤسسات أغلقت أبوابها في وجهنا، هو بحاجة إلى رعاية فردية، وما نزال نبحث عن مؤسسة يمكنها استيعابه. أرجوك سيدتي، لا تتركي باب دارك مفتوحا، ولا تتركي الدلو الأصفر خارجا، لأن هذا الطفل قد أعجب فيه كثيرا، لا أريد ازعاجك، انتقلنا للعيش هنا، عند والدي، فهو بحاجة ماسة لي الآن.



#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيء أحمر شيء اصفر
- مداخلـــة الـــشاعرة راغـــدة عســـاف زيــن الدين كتاب - جدا ...
- رواية - ضيعة القوارير -
- إصداران جديدان
- التشريح السِّيرْذاتي قراءة في رواية -نارة- لـدينا سليم حنحن
- في قهوة ع المفرق
- من حكايا النكبة - أفدوكية.
- د. جوزيف يوسف سليم حنحن، عطاءات مُشَرِّفَة.
- عادات سيئة
- مذكرات مهاجرة - البحث عن الذات
- زكي غطّاس ومازل - قصّة عشق
- مشهد الساندويتش
- قراءة متأنية في رواية - ضيعة القوارير-
- لن أنسى
- طردتها العجوز من كوخها
- الاعلان عن اصدار جديد
- ريشة الغراب
- النمل نديمي
- طوقتني العقارب
- نهر توود - أستراليا


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - شيء أحمر شيء أصفر